أكد قادة ورموز الأحزاب السياسية السودانية، ضرورة تكاتف كافة القوى الوطنية بالبلاد، لمواجهة التحديات والمخططات الهادفة لتنفيذ الأجندات الخارجية المتعلقة بتقسيم السودان مجددا، من خلال استخدام عناصر موالية لهم تنفذ مصالحها الخاصة دون النظر لطموحات وتطلعات الشعب السوداني بمختلف شرائحه وفئاته المجتمعية. ودعا المشاركون- في فعاليات ندوة "مفاوضات أديس أبابا بين الطموحات الوطنية والأجندة الدولية"،التي نظمتها اليوم/الأربعاء/ صحيفة القوات المسلحة السودانية، بالتعاون مع هيئة الأركان المشتركة- إلى عدم السماح أو قبول التعاون مع القوى الهدامة التي تسعى لتجزئة الوطن وتنفيذ مخططات وأجندات خارجية تستهدف المجتمع السوداني، وتعمل على بث الفتنة والفرقة بين مكوناته، من خلال أحاديث عن الحكم الذاتي وتقرير المصير وغيرها من المزاعم، مؤكدين أن جولات المفاوضات الجارية حاليا بأديس أبابا بين حكومة الخرطوم والحركات المتمردة بإقليم دارفور، وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، تستهدف لم الشمل والتوافق بين كافة القوى لما فيه مصلحة البلاد بعيدا عن الصراعات والحروب التي أضرت كثيرا بمسيرة الوطن. وأشاد المشاركون بالدعوة التي أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير بشان الحوار الوطني الشامل، مؤكدين على ضرورة الإسراع في مسيرة الحوار الذي يشهد تباطأ وأضح سيؤثر سلبا على مشاركة القوى السياسية والحزبية، التي تتعارض رؤاها في كثير من الأحيان مع رؤى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان. وقال الفريق صديق إسماعيل نائب رئيس حزب الأمة القومي-الذي يرأسه الصادق المهدي-أنه لا يوجد خيار للشعب السوداني سوى الوصول لسلام شامل وتحول ديمقراطي يؤسس على التداول السلمي للسلطة، على أن يتم تحقيق ذلك من خلال الحوار الجاد، ودعا-في هذا الصدد-إلى ضرورة إحداث تغييرات في السياسات العامة للدولة بعيدا عن سيطرة الحزب الواحد على كافة الآليات الوطنية والمجتمعية بالبلاد. وأكد القيادي الحزبي، أن الصادق المهدي رئيس الحزب لا يوجد مزايدة على وطنيته وتأثيره الكبير في الحياة السياسية بالبلاد على مر الزمن، مؤكدا أن سيعود للسودان قريبا، وأن المعلومات التي وصلت للرئيس البشير بشان اتفاق باريس الذي تم بين حزب الأمة القومي والجبهة الثورية، هي معلومات مغلوطة وليست حقيقية، وكان لها تأثير سلبي على حديث الرئيس البشير بشأن الصادق المهدي. ومن جانبه أكد الدكتور عمر عبد العزيز أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، على ضرورة الإسراع في مسيرة الحوار، والعمل على تقريب وجهات النظر من خلال تقديم قدر من التنازلات من جانب الحكومة السودانية للقوى السياسية المعارضة، حتى لا نسمح بالتدخل بأجندات خارجية، التي تتوغل داخل الحركات المتمردة بصورة كبيرة نظرا لسهولة اختراقها. وأشاد المشاركون في الندوة بالدور المجتمعي للقوات المسلحة السودانية ومشاركتها في مسيرة التنمية، بجانب مواجهتها للمتمردين والمتربصين بالبلاد داخليا وخارجيا.