قال الأب بيتر حنا مدروس ببطريركية اللاتين في القدس والدكتور في علوم الكتاب المقدس "إن المسيحيين الفلسطينيين كانوا أول من استهدف من الاحتلال اليهودي لفلسطين ليس فقط عام 1967 ولكن أيضا عام 1948 "..مشيرا أن معظم سكان القدسالغربية عند احتلالها كانوا من المسيحيين وكانت تبلغ نسبتهم من إجمالي السكان (35%) مقابل (2%) الآن. وأضاف الأب مدروس – في تصريح له في عمان على هامش مؤتمر (المسيحيون وأثر ربيع العرب2) الذي عقد يومي السبت والأحد الماضيين بعمان – "إن وجود اليهود بكيانهم السياسي لم يساعدنا على الإطلاق فكنا ولازالنا مستهدفين كمسيحيين وكفلسطينيين". وأشار إلى أن عدد المسيحيين في القدس يبلغ حاليا 10 آلاف مسيحي من إجمالي سكان المدينة البالغ نصف مليون نسمة..لافتا إلى أن هناك ضغطا وتضييقا على المسيحيين في المدينة المقدسة إلا أن وجود الفاتيكان والأديرة على مستوى العالم تشعرهم بالأمان. وقال الأب مدروس "رغم قلة عددنا وتلك العواصف التي نتعرض لها ، إلا أنه يوجد لدينا مؤسسات ومدارس ومعاهد وجامعة لتثبت وجودنا ، علاوة على أن الكنيسة تقوم بمشاريع الإسكان". ونبه إلى أن هناك ضغطا معنويا على كل الفلسطينيين في القدس بما فيهم المسلمون والمسيحيون لأن اليهود يريدونها عاصمة أبدية لهم غير أن هذه الضغوط تكون أقوى على المسيحيين لأنهم أقل عددا وسندا..لافتا إلى أن اليهود مدعمون من الولاياتالمتحدة والأطراف اليهودية الغنية والفئات المنشقة المسيحية التي تطلق على نفسها بلا خجل اسم المسيحيين الصهيونيين. وحول الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في المسجد الأقصى المبارك ..أجاب الأب مدروس بأن هناك لعبة سياسية بين شخصيات من أحزاب اليمين تتنافس في التطرف وفي استفزاز العرب وبالذات المسلمين ، ونحن كمسيحيين ضعفاء ولكن يساندنا الفاتيكان ودول غربية ومن مصلحة إسرائيل ألا تعاديها بسببنا وبسبب المقدسات أما السبب البعيد شئنا أم أبينا هو رغبة اليهود بإعادة بناء الهيكل المزعوم وهم مستعدون لتدمير الدنيا لإعادة بنائه. وتقييما للدور الأردني تجاه القدس والمقدسات..قال "إن الدور الأردني تاريخي ، والأردن حمل ولايزال العبء الأكبر من القضية الفلسطينية وله شرف الدفاع والوصاية على المقدسات ، ونحن كفلسطينيين نفضل أن تكون أن الوصاية للسلطة الوطنية الفلسطينية ولكنها ليست دولة بعد وليست عندها مقومات القوة والنفوذ المحلي والدولي لكي تكون بالفعل وصية على مقدساتها الآن ، لذا فإننا نتكيء على أخينا وتوأمنا وشقيقنا (الأردن) إلى حين قيام دولتنا". وردا على سؤال ما هو المطلوب عربيا وإسلاميا ودوليا لدعم القدس والمقدسيين..أجاب الأب مدروس بأن الدعم المادي والمعنوي مهم جدا لأهالي القدس لدعم صمودهم وتثبيتهم في مدينتهم ، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة الضغط على سفارات الدول الأجنبية لمنع المقدسيين أولا من فكرة الهجرة وتصعيب الأمور عليهم في التأشيرات كي لا يهاجروا. وتعقيبا على تصرفات تنظيم (داعش) في العراق وسوريا..قال "لا يستطيع القلم ولا اللسان وصف فظائع داعش ، ومع الأسف فإنهم يربطونها بالإسلام ويسيئون إليه ، ويجب التبرؤ منهم بشكل واضح لا يقبل الالتباس". وكان المؤتمر – الذي نظمه مركز (القدس للدراسات السياسية) في الأردن بالتعاون مع مؤسسة (كونراد أديناور) الألمانية وصندوق (دانميشن) لدعم مبادرات الحوار بين الأديان في الشرق الأوسط والدنمارك – قد ناقش أبرز التطورات التي طرأت على مواقف اللاعبين الرئيسيين في المنطقة حيال الأزمة التي تتهدد الوجود المسيحي في المنطقة بما في ذلك مواقف الحكومات والحركات الإسلامية وبقية الفاعلين الرئيسيين خصوصا في العراق وسوريا.