الكاتب: لم تعد الدول الغربية تستأثر بمقاليد العالم بنفس الدرجة التى سادت لقرون طويلة لا يليق بمصر وبحضارتها وتاريخها أن تظل سجينة داخل معتقل العالم الثالث عندما تقرا كتاب "صعود الأمم" للسفير عمرو حلمى، فأنت أمام ملحمة فكرية تناقش بعمق واضح العديد من القضايا الهامة التى تشغل بال السياسيين والاقتصاديين وكل مهتم بحركة الشعوب ومنحنى صعودها وهبوطها وما يطرأ عليها من تغييرات. ويرى الكاتب السفير عمروحلمى أنه لا يليق بمصر وبحضارتها وتاريخها أن تظل سجينة داخل معتقل العالم الثالث، بينما نجحت دول أخرى كنا نسبقها فى التقدم والتنمية خلال فترة زمنية قصيرة فى التحول من مجرد دول فقيرة الى دول صاعدة ومتقدمة. يتكون الكتاب من أربعة فصول، يتطرق الفصل الأول إلى تغير موازين القوى وسباق التقدم مع الإشارة إلى التطور المتمثل فى انتهاء احتكار الغرب للتقدم، فلم تعد الدول الغربية أو ما نطلق عليه "العالم الحر" تستأثر بمقاليد العالم السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية بنفس الدرجة التى سادت لقرون طويلة. ويرى الكاتب أنه بعد أن إتصفت الفترة من القرن الخامس عشر الى التاسع عشر، بما يعرف بصعود الغرب التى بدأت بصعود أوروبا لتشغل المركز الرئيسى للتحديث والتطوير فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والتجارة والثورة الصناعية والزراعية والرأسمالية، ثم انتقلت الى الولاياتالمتحدة مع بداية القرن التاسع عشر التى تحولت تدريجيا الى أكبر قوة فى العالم بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتى، وهى حالة غير مسبوقة فى تاريخ العالم بعد إنهيار الامبراطورية الرومانية، لكننا نشهد الآن مرحلة انتقالية بالغة الأهمية فى تغير موازين القوى فلم تعد الأمور تسير بصيغة الغرب وبقية الدول بل إنقلب الحال بصعود مجموعة من الدول خلال فترة قصيرة لتغير تلك المفاهيم . فى حين يتطرق الفصل الثانى إلى الاقتصاد القائم على المعرفة والنظرية الحديثة للنمو إذ يركز هذا الفصل على ملامح التطور التكنولوجى المستقبلى والعلم والإبداع وخلق الثورة والأزمة المالية العالمية وتعزيز الابتكار والتطور العلمى وصناعة المستقبل والمجالات التكنولوجية الأربعة الخالقة للثروة. ويحذر المؤلف فى كتابه من التحديات التى سوف تواجه الاقتصاد العالمى فى المستقبل. وتأتى هذه التحديات نتيجة حدوث زيادة كبيرة فى عدد السكان ونقص مستمر فى الموارد الاستراتيجية العالمية من مياه وغذاء ومصادر طاقة، يضاف الى ذلك طبيعة النزاعات الاقليمية والدولية. وأهمية التطور التكنولوجى وثورة المعلومات فى مواجهة عدة تحديات. اما الفصل الثالث يتحدث عن العولمة وانعكاساتها على الاقتصاد العالمى مع التطرق إلى الآثار التى نجمت عن سقوط حائط برلين، وتفكك الاتحاد السوفيتى، وانتهاء الحرب الباردة والصراع الإيديولوجى، كما يتم التطرق أيضاً إلى قصة الصعود السلمى للصين وتأثير ذلك على موزاين القوى العالمية. ويرى الكاتب أن تجربة الاقتصاديات البازغة وعلى رأسها مجموعة بريكس التى تتكون من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا تعد واحدة من أهم التحولات فى موازين القوى العالمية، فهى تمثل بارقة أمل للعديد من الدول النامية التى تتطلع الى بناء مستقبل أفضل، مع مراعاة العوامل الآتية: تمثل تجربة الصعود السلمى للصين، والتى لا تقتصر على مجرد تحول دولة فقيرة الى دولة تسعى بمعدلات نمو غير مسبوقة الى اللحاق بركب الدول المتقدمة أو بولادة «قوى عظمى جديدة» ويزيد من خصوصية الصعود الهائل الذى تحققه الصين أنها لا تنتمى الى ما يطلق عليه «العالم الحر» سياسيا أو ثقافيا. وتطرق الفصل الرابع إلى التحديات المستقبلية التى ستواجه الاقتصاد العالمى مع التطرق إلى قضايا السكان والموارد والمياه والطاقة وتداعيات ذلك المحتملة على تغير طبيعة النزاعات.