في الوقت الذي ألغت الحكومة اللبنانية الاحتفالات بعيد استقلال "الواحد والسبعين" للبلاد عن فرنسا.. احتفى محرك البحث الأشهر عالميا "جوجل" بهذا العيد عبر رسم على صفحته الرئيسية يظهر فيه أشخاص يرتدون الزي التقليدي اللبناني ويحملون العلم ويرقصون الدبكة . كما يوجد أيقونة على الصفحة الرئيسية لجوجل تدخل على موضوعات خاصة بتاريخ لبنان وجغرافيته وأخبار عن لبنان ، منها أخبار تشير إلى أنه لن يتم الاحتفال بعيد الاستقلال هذا العام بسبب عدم وجود رئيس للبلاد. وكانت الحكومة اللبنانية قد ألغت الاحتفالات الرسمية بعيد الاستقلال هذا العام لإظهار أهمية منصب الرئيس الذي يتولاه بحكم العرف السياسي شخص من الطائفة المارونية . ولكن اليوم السبت اعتبر عطلة رسمية في البلاد كما نظمت مجموعات كشفية مسيرات في شوارع بيروت ، ونظم المحامون مسيرة إلى قصر بعبدا مقر الرئاسة ، كنوع من الاحتجاج على شغور المنصب الأرفع في البلاد. وأقامت وزارة الخارجية اللبنانية حفل استقبال أمس حضره وزير الخارجية جبران باسيل صهر العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر وهو ماقوبل بانتقادات من قبل البعض ، خاصة أن عون يتم تحميله المسئولية عن استمرار الفراغ الرئاسي بسبب مقاطعته هو وحلفائه وفي مقدمتهم حزب الله لجلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس . وانتقد عون إلغاء الاحتفالات بعيد الاستقلال معتبرا أن لبنان مر بحالات أسوأ من ذلك. ويتبنى تيار عون وحلفائه المسيحيين وجهة نظر تلمح إلى أن غياب رئيس أفضل من انتخاب رئيس ضعيف في الوسط المسيحي، ويرى عون وحلفائه أنه الأنسب للرئاسة لأنه السياسي المسيحي الأقوى باعتباره صاحب أكبر كتلة مسيحية ، وأنه مثلما يتم انتخاب السياسي الشيعي الأقوى لرئاسة مجلس النواب (نبيه بري)، وكذلك الأمر بالنسبة للسنة فيما يتعلق برئيس الحكومة (الذي يرشحه غالبا تيار المستقبل الأقوى سنيا) فإنه يجب انتخاب المسيحي الأقوى سياسيا رئيسا للبلاد. وتاريخيا كان منصب الرئيس اللبناني يتمتع بسلطات كبيرة منها تعيين رئيس الحكومة (سني) وذلك في إنعكاس لسيطرة الموارنة على النظام السياسي للبلاد منذ الاستقلال، ولكن سلطات الرئيس تقلصت بعد إتفاق الطائف الذي أبرم 1989 كإنعكاس لنتائج الحرب وتغير التوازن السكاني لصالح المسلمين إضافة إلى الدور السوري. وانتقل جزء من سلطات الرئيس للحكومة وإن ظل له بعض السلطات إضافة إلى رمزية المنصب الذي يعتز بها مسيحيو لبنان خاصة الموارنة باعتباره الرئيس الوحيد في الشرق.