كان كميل خوري, مرشح التيار الوطني الحر, ومن خلفه الزعيم المسيحي الماروني ميشيل عون \"حليف حزب الله\": قد حقق الفوز في تلك الانتخابات, ملحقا الهزيمة بمرشح الاغلبية الموالية للولايات المتحدةالامريكية, رئيس الجمهورية الكتائبي الاسبق امين الجميل. ومع هذا, فان النجاح الذي تحقق لا يضمن بصفة اوتوماتيكية لعون الذي اعتاد تقديم نفسه في السنتين الاخيرتين كممثل للاغلبية المسيحية, تولي منصب الرئاسة, وقت ان يدعى مجلس النواب في شهر ايلول المقبل لاختيار رئيس جمهورية جديد \"الذي ينص الدستور على ان يكون مسيحيا\", وذلك خلفا للرئيس اميل لحود. \r\n \r\n وقد فاز كميل خوري على امين الجميل بفارق بسيط من الاصوات, وصل الى 418 صوتا, مما يمكنه من الجلوس على المقعد الذي كان يشغله بيير الجميل, ابن امين, الذي كان قد اغتيل وسط العاصمة اللبنانية في شهر تشرين ثاني الماضي. ويمكن القول في هذا المجال ان ثلثي الاصوات المارونية التي ذهبت مجتمعة للحود في عام ,2005 ها هي قد تحولت هذه المرة لمرشح الاغلبية. وتمكن خوري عمليا من الاحتفال بالنصر, بفضل اصوات الاقلية الارمنية الارثوذكسية اليونانية ومن المفترض ان لا يشكل مثل هذا المعطى في اي بلد اخر اية دلالة ذات قيمة تذكر.. ولكن بالنسبة للبنان, حيث يرتكز كل شيء الى تلك التوازنات الطائفية المتقلقلة, كانت قد بدت حقيقة ان المسيحيين الموارنة لم يعودوا واثقين, كما كان في السابق. بالمشروع السياسي المطروح من قبل عون, القاضي بقيام تحالف مع حزب الله, مما اثار جدلا عميقا, وعجل باقدام الاغلبية الموالية لواشنطن بزعامة سعد الحريري على شن هجوم عنيف على المعارضة. \r\n \r\n وعلق الجميل على نتائج الانتخابات قائلاً: لقد صوت لي ما نسبته 57% من المارونيين في المتن, مقابل 43% صوتوا ضدي\" متمسكا بالقول ان نتيجة التصويت جاءت كدليل قاطع على ان حل الازمة اللبنانية انما يأتي من خلال احترام الدستور. لذا, فانني اتوجه بالنداء من اجل المصالحة بين المسيحيين, تمهيدا للعمل على احترام الاستحقاقات الرئاسية. وقد صعدت من الموقف صحيفة النهار الموالية للحكومة, حين كتبت تقول ان نزف القبول بين الموارنة, سيكون له تأثيرات سلبية بالنسبة للامال الرئاسية للجنرال السابق عون. ومن غير الممكن تسجيل غياب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عن استعراض الاغلبية, فسارع الى الادلاء بدلوه عندما قال: \"لقد سجلت الانتخابات الفرعية انتصارا سياسيا حققته الاغلبية نتيجة انهيار عون الرمز. وهو ما عزز امكانية انتخاب رئيس للجمهورية من بين مرشحي الائتلاف الحكومي. ومن الجدير ذكره, ان جنبلاط كان فيما مضى محسوبا على التيار التقدمي, ونراه اليوم وقد اصبح المنفذ الامين لتعليمات جورج بوش., \r\n \r\n ولكن التقييمات التي تقدمت بها الاغلبية بشأن الاوضاع القائمة على الارض هي مفندة بغالبيتها الحقائق الدافعة بعيدا عن تعليقات ميشيل عون, وبقية قوى المعارضة, فاذا كان صحيحا, كما المحت كذلك صحيفة السفير اليسارية, ان عون قد خسر الاستئناف بين الموارنة, فان حزبه قد فاز بالمتن على اية حال. وليس هناك اي زعيم سياسي مسيحي اخر بقادر على القول انه اكثر تمثيلا منه داخل الطائفة المسيحية. من دون ان ننسى ان الجنرال السابق سيكون في كل الاحوال رئيس جمهورية لغالبية السكان, نظرا للحب الذي يحظى به لدى الشيعة كذلك, الذين يمثلون الطائفة الدينية الاكثر تماسكا على اوسع نطاق, ولو انه من غير الممكن قوله بشكل رسمي في لبنان. \r\n \r\n وفي كل الاحوال, فقد اعرب عون مؤخرا عن الموافقة على اقتراح المصالحة المسيحية, برعاية البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير, الذي لم يلق قبولا لدى كل من امين الجميل, وزعيم اليمين المتطرف سمير جعجع نتيجة كونه يوفر الاعتراف بافكار المعارضة. ومن الممكن ان تحاول الاغلبية عند هذه النقطة, تحريك مسألة ترشيح قائد الجيش ميشيل سليمان لمنصب رئيس الجمهورية, سعيا وراء تدعيم دور القوات المسلحة اللبنانية, التي ووفقا لنظرة واشنطن كذلك, من المفترض ان تحظى بثقل متصاعد, وتتولى متى اصبح ذلك ممكنا تنفيذ عملية نزع سلاح المقاومة, وفي مقدمتها مقاتلي حزب الله. ومع ذلك, فان الامر يتطلب نيل موافقة ثلثي اعضاء البرلمان من اجل انتخاب سليمان, وهو ما يلقى موافقة المعارضة شريطة ان لا يتحول رئيس الجمهورية الجديد ليصبح واحدا من الادوات التي يستخدمها الحريري او اي من حلفائه لاجل شحذ الصدام مع سورية, وجعل لبنان بلدا يدور في فلك الولاياتالمتحدة. \r\n