أدلى عشرات الآلاف من اللبنانيين امس بأصواتهم لاختيار بديلين لنائبين مناهضين لسوريا اغتيلا وذلك في أحدث مواجهة بين الحكومة المدعومة من الغرب والمعارضة، وتجرى المنافسة على المقعد المخصص للمسيحيين الموارنة والذي أصبح شاغرا بعد مقتل بيار الجميل في نوفمبر والتي أصبحت اختبارا للقوة بين المعسكرين قبل اسبوعين من الموعد المقرر لاختيار البرلمان لماروني رئيسا للبلاد. وخشي البعض من اندلاع العنف مجددا خلال التصويت، ولكن لم ترد أنباء عن وقوع أي حوادث في لجان الاقتراع في المناطق المسيحية، حيث قال شهود ان نسبة الاقبال جيدة. وشددت الاجراءات الامنية مع الاستعانة بالالاف من الجنود اللبنانيين في المنطقة حيث زينت أعلام وملصقات الاحزاب المتنافسة الشرفات وأعمدة الانارة والسيارات. ويتنافس الرئيس الاسبق أمين الجميل والد بيار وزعيم حزب الكتائب ومرشح للتيار الوطني الحر الذي يتزعمه المعارض ميشيل عون على مقعد الموارنة في المتن بشمال شرق بيروت، والجميل هو طرف رئيسي في التحالف المناهض لسوريا والمدعوم من الولاياتالمتحدةوفرنسا والمملكة العربية السعودية في حين أن عون هو الزعيم المسيحي الرئيسي في المعارضة التي تضم حزب الله الحليف لسوريا وايران. وعلى العكس من ذلك فإن الانتخابات الفرعية الاخرى التي تجرى لشغل مقعد للمسلمين السنة في أحد أحياء بيروت لاختيار خليفة للنائب وليد عيدو الذي اغتيل في هجوم بسيارة ملغومة في يونيو لم تنل اهتماما يذكر، ويبدو أن مرشحا من تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري على وشك الحصول على المقعد لأن المعارضة لم تمثل تحديا كبيرا نتيجة التأييد واسع النطاق الذي يتمتع به الحريري في هذا الحي. وقال كميل خوري وهو منافس للجميل على المقعد “هدفنا الاساسي هو المشاركة.. نمد يدنا الى يد كل اللبنانيين لنعمر لبنان ولننقذه من كل هذا المأزق الكبير” ، وكان أداء عون أفضل من أي زعيم ماروني اخر في الانتخابات البرلمانية عام 2005 والتي أجريت بنظام المشاركة السياسية الطائفية والذي يجري من خلاله تخصيص مقاعد تبعا للطائفة الدينية، وفاجأ عون الذي كان من أشد منتقدي الوجود السوري في لبنان أثناء وجوده في المنفى في فرنسا الكثيرين عام 2006 عندما عقد تحالفا مع حزب الله. وفيما يبدو العماد ميشال عون واثقا من الفوز يؤكد الرئيس امين الجميل ان معركة المتن ستكون قاسية ومرة بنتائجها على ميشال عون وحلفائه السوريين والايرانيين . وعلى هذا الصعيد اعتبر النائب غسان مخيبر عضو كتلة عون «ان ما يشاع حول علاقة العماد عون بسوريا ولقاءاته بمسؤولين سوريين هو كلام هراء وسخيف»، نافيا «ان يكون التيار الوطني الحر عميلا لسوريا او لايران. وشدد على «ان الانتخابات التي يخوضها التيار في المتن هي على اساس المحافظة على صلاحيات رئاسة الجمهورية، وهي ليست معركة ضد حزب الكتائب او ضد الرئيس امين الجميل . من جهته رأى النائب سمير فرنجية «ان الامر الايجابي في المعركة الانتخابية التي تدور في المتن انها ساهمت في اعادة الحيوية المسيحية من خلال النقاشات الدائرة بين الاحزاب وفي البيوت وداخل المجتمع المسيحي ككل»، وانتقد خطاب العماد ميشال عون الذي يقول «بالزنار وبالنازل» و «يا اولاد الافاعي»، مشيرا الى «ان التحالف القائم بين التيار الوطني الحر وحزب الله والقومي السوري والمردة خلق الكثير من الفوضى والبلبلة»، مذكرا بكل المحطات التي مرت على البلد منذ سنة ونصف السنة «والتي لا يمكن فصلها بأي شكل من الاشكال عن موقف سوريا وحزب الله وجماعات سوريا في لبنان وبين موقف التيار الوطني الحر».