تنبأ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعلو البناء في مكة في آخر الزمان، وأنه سوف تعلو على الجبال البنايات المرتفعة. ويدل على هذا فيما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رءوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك" قد أظلك: أي اقتربت الساعة أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (14306). وعن جابر رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبره: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "سيخرج أهل مكة منها ثم لا يعمرونها (أو: لا تعمر إلا قليلًا)، ثم تعمر وتمتلئ وتبنى، ثم يخرجون منها فلا يعودون إليها أبدًا". ونرى في زماننا الآن أنه مكة عمرت، وبنيت، واتسعت اتساعًا عظيمًا، وامتلأت بالسكان، وعلت بيوتها على أخشبيها، وأجريت مياه العيون في جميع نواحيها؛ فعلم من هذا أن الأمر قد أزف؛ أي: دنا قيام الساعة وقرب.