قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن ما حصل في البلاد مؤامرة إقليمية تعاونت معها بعض القوى السياسية المحلية، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى الخلل المزمن الذي أصاب العملية السياسية المتمثل في عدم الإلتزام بالدستور. وأضاف المالكي في كلمته الأسبوعية المتلفزة اليوم الأربعاء، إن ما يمر به البلد وما يشهد من أحداث دامية مؤلمة عرض الأمن والاستقرار إلى خطر كبير واستهدف تصديع الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، عازيا ذلك إلى الخلل المزمن الذي أصاب العملية السياسية المتمثل بعدم الإلتزام بالدستور والخروج على الضوابط الدستورية والمصالح الوطنية وتخندق الأطراف في إطار مصالحها. وتابع إن ما حصل مؤامرة إقليمية تعاونت معها بعض القوى السياسية المحلية مدعومة من قوى خارجية تستهدف استقرار العراق ووحدته وعمليته السياسية، مشيرا إلى أن ما وجدته داعش والقاعدة والبعث المقبور من ثغرات أو خلل في إطار الوحدة الوطنية كانت البيئة الحاضنة التي نمت فيها داعش. وأكد المالكي أن هناك مظاهرة سلبية صدرت من بعض العسكريين وبقايا العصابات والمليشيات ومن أطراف متعددة، وإننا نرفض ذلك ونشجبه وسنحاسب عليه ونلاحقه وسنمنع وجود السلاح لدى أي طرف غير القوات المسلحة، مستدركا بالقول، ينبغي أن لا يكون الجهد منصبا هنا ونترك الهدف الأكبر وهو هزيمة القاعدة وداعش وإعادة اللحمة الوطنية والسيطرة على الأجهزة الأمنية. وقال إن ما قمنا به يوم أمس من عملية فصل ومحاسبة للكثير من الضباط الذين لم يؤدوا التكليف والواجب الوطني، ستستمر وسيتم ملاحقة كل الذين تخلوا عن مواقعهم، مضيفا نريد جيشا يؤمن بالعراق ووحدته ويرفض الطائفية والتسييس ويلتزم بالسيادة الوطنية ولا يساوم عليها. وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته الأسبوعية اليوم، أن الشعب العراقي رد على الانتكاسة التي حصلت ببعض المناطق من خلال الإقبال على التطوع من الشيعة والسنة، مشيرا إلى أنه ليس منصفا من يقول إن المتطوعين من الشيعة فقط. وقال إنه تمت عملية امتصاص زخم النكبة وبدأت ردة الفعل وتوجيه ضربات في ظل المعنويات المرتفعة للشعب العراق، مشيرا إلى أن المنظومة الإدارية بدأت تأخذ مهمتها لاستقبال موجات الشباب المتطوعين المتحمسين لقتال القاعدة وزجهم في ميدان المواجهة. ولفت المالكي إلى أن الذين تطوعوا سيكونوا عماد الجيش العراقي القادم لأنهم دخلوا في ميدان المواجهة بإرادة وعقيدة.. مضيفا أن ملية التزييف للحقائق التي لم يجني منها العراق ولا أحد من مكوناته خيرا استمرت، معتبرا أن من يقول أن داعش هم ثوار عشائر وأصحاب مطالب، إساءة جديدة للعشائر ولأصحاب المطالب الحقيقية التي نحترمها وعلى استعداد للاستجابة لها كما استجبنا للكثير، لأنهم أبناء الشعب العراقي ويستحقون الوقوف إلى جانبهم. وتساءل أي ثوار وأي عشائر تقبل أن يقتل 400 سجين وأي عشائر تقبل أن يخرب البلد بهذه الطريقة وتنسف الجسور والدوائر والمصارف وأي ثوار وعشائر يقبلون بقتل 175 من طلاب الكلية العسكرية والقوة الجوية بدم بارد، لافتا إلى أن الممارسات الإجرامية لا تعبر عن ذوق وتاريخ ووحدة العشائر. وتابع المالكي أن الإعلام السعودي والقطري وبعض الدول العربية يتحدثون بأن هؤلاء ثوار والجيش طائفي متناسين أنهم في بلد يعيش على أشد أنواع الطائفية والتهميش والإلغاء، مؤكدا أن العراق موحد بسنته وشيعته بعربه وكرده.. داعيا العشائر إلى الإعلان عن براءتها من هؤلاء كونهم قتلة ومجرمون ويرتبطون بأجندات خارجية. يذكر أن العراق يشهد تدهورا أمنيا ملحوظا بعد سيطرة مسلحين من تنظيم داعش على محافظة نينوى وتقدمهم نحو بعض المناطق في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالي مما دفع برئيس الوزراء نوري المالكي إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد.