تمتد شبكات أسلاك الضغط العالي داخل عدد من القرى الفقيرة والريفية بمنطقة أبو سلطان بمحافظة الإسماعيلية، ووصل الأمر إلى تركيب بعضها داخل المدارس والمباني والمزارع باتجاهات مختلفة، مما حولها إلى شبكة بث إشعاعات كهرومغناطيسية تمثل خطرا كبيرا يهدد أرواح أهالي تلك القرى، وذلك بسبب حرص المسؤولين على أن تبتعد تلك الشبكات عن القرى السياحية ومناطق الفيلات والشاليهات والمنتجعات السكانية. جمال فهمي، مزارع، قال ل"البديل"، إن كابلات الضغط العالي تمر في أرضه وأعلى منزله وحتى في المدرسة، بشكل يمثل خطورة على حياته وحياة المواطنين الذين تقع منازلهم في محيطها، وهي منتشرة في مناطق السعدية والربيعة والدودية والمنياوي ومنشية السلام وحسيبة والعرب وأبوفرج والعيادات، مشيرا إلى أن هناك حالات أصيبت بالأمراض السرطانية نتيجة الذبذبات الكهرومغناطيسية الصادرة عنها، إضافة إلى سقوط الأسلاك بفعل هبوب الرياح في الشتاء، الأمر الذي يهدد بكارثة في منطقة تعاني من نقص الخدمات وخاصة المستشفيات. وقال سعيد توفيق، سائق: "نحن نعيش فى خطر داهم بسبب أبراج الضغط العالي التي تخترق المنازل، وأصبحت قنبلة موقوتة تهدد أرواح الصغار قبل الكبار خشية الإصابة بأمراض خطيرة عديدة من بينها سرطان الدم، نتيجة لارتفاع ذبذبات الإشعاع الناتجة عنها، فمعظم منازل المنطقة تقع بالقرب من خطوط الضغط العالي. وأوضح أن الأسلاك التي تمر عبر المنازل والمزارع دائما ما تحدث ماسا كهربائيا، وتشعل حرائق عند اصطدامها ببعضها البعض، وكذلك لتلامس أشجار المانجو معها في حالة هبوب رياح قوية، الأمر الذي سبب العديد من الحرائق للأراضي والمنازل وخسائر مادية كبيرة، وأتلفت العديد من الأجهزة الكهربائية، فضلا أن عدم ارتفاعها بالشكل المناسب أعلى المنازل يجعل وصول الأطفال إليها سهلا، الأمر الذي قد تنتج عنه حوادث كثيرة وإصابات بين المواطنين قد تصل إلى الوفاة. وأضاف: "تقدمنا بالعديد من الشكاوى للمسؤولين وطلبنا بحث المشكلة وتغيير مسار الكابلات والأسلاك بعيدا عن الكتلة السكنية حرصا على أرواح الأهالي، وبسبب الضغوط والشكاوى والاحتجاجات التي وصلت لقطع الطرق، صدر قرار منذ 4 سنوات بتوصيل أسلاك مغطاة بدلا من الأسلاك الحالية، إلا أن القرار لم ينفذ حتى الآن بحجة عدم وجود عمال. الدكتور علي إسماعيل، أستاذ الكهرباء بجامعة قناة السويس، قال ل"البديل" إن الدراسات العلمية أثبتت أن مولدات وكابلات الضغط العالي يصدر عنها مجال مغناطيسي ذو تردد منخفض تزداد قوته طرديا كلما ارتفعت شدة التيار الكهربي، وذلك في ظل سحب تيار كهربي كبير، محذرا من بناء وحدات سكنية ومساكن أسفل خطوط الضغط العالي، كون شبكات الضغط تعمل بطريقة شبه إلكترونية قد تولد صعقات كهربائية تسبب اشتعال الحرائق بها لمرور تيار يتخطى حاجز الكيلو فولت في الكابل الواحد. من جانبه، قال اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، إن المشكلة معقدة وتحتاج تكاتف عدد من الجهات لحلها حيث إن الأبراج كثيرة ومتداخلة، وبالفعل تقع داخل الكتله السكنية، إلا أن شركة كهرباء القناة وضعت خطة لتحويل الأسلاك الهوائية لأبراج الضغط العالي، والمتوسط لكابلات أرضية في المناطق السكنية بقرية أبو سلطان، فضلا عن إحلال وتجديد المحولات الكهربائية، وبدأت في التنفيذ إلا أن الأمر يتطلب بعض الوقت للحفاظ على استمرار خدمة التيار الكهربائي والحفاظ على أرواح المواطنين.