مأساة حقيقية تعيشها قري محافظة البحيرة, بعد حادثة حريق قرية الإمام مالك التابعة لمركز وادي النطرون, حيث يحاصر الموت مواطنيها من كل جانب, بسبب انتشار ظاهرة مرور أسلاك الضغط العالي أعلي المنازل وإلقاء كابلات الكهرباء علي الأرض مكشوفة لتوصيل التيار الكهربائي للمنازل بهذه المناطق بما ينذر بكارثة تحصد أرواح الأطفال والكبار دون تفرقة بسبب الإهمال واللامبالاة التي سيطرت علي المسئولين بمحطات الكهرباء والوحدات المحلية. فأهالي قريتي الضهرية ونكلا العنب التابعتين لمركز إيتاي البارود, يعيشون حالة من الرعب بسبب أسلاك الضغط العالي المار فوق المنازل, والتي تتخلل مساكن القري أحيانا, حيث يسكن هذه القري ما يقرب من80 ألف نسمة, وما يزيد تلك المخاطر قيام الفلاحين بوضع المخلفات الزراعية من قش أرز وحطب فوق أسطح المنازل, مما يهدد بكارثة في حالة حدوث حرائق. يؤكد محمد توفيق مزارع أن أسلاك الضغط العالي والمكشوفة تحولت إلي قنابل تهدد حياة المواطنين بقرية نكلا العنب بل أغلب القري حيث تحولت إلي صداع في رأس الأهالي بسبب وجود كابلات الضغط العالي التي تمر فوق أسطح المنازل, وأمامها إلي مسافات طويلة وباتت خطرا كبيرا يهدد أرواح المواطنين بالقرية. ويشير أحمد دياب موظف إلي المشكلة الأخطر وهي الأعمدة التي تحمل هذه الأسلاك وهي متهالكة وآيلة للسقوط في أية لحظة, مما يهدد بحدوث كارثة كذلك انخفاض خطوط الأسلاك علي الأعمدة من المنازل, وأضاف أن تلك الأسلاك تصدر أصواتا مرعبة, وخاصة في فصل الصيف وبها موجات كهرومغناطيسية شديدة الخطورة علي صحة الإنسان مما يتسبب في كثير من الأمراض العصبية. ويضيف نبيل صدقي أن أسلاك الضغط العالي تمر من فوق منزله بل إن أبناءه الذين يصعدون فوق سطح المنزل يمكن أن يلامسوا الأسلاك مما يشكل خطرا جسيما علي الأسرة بأكملها مضيفا أنه تقدم بشكوي هو وأهل القرية إلي شركة الكهرباء يطالبون فيها بحماية أبنائهم من هذه الأسلاك وسرعة حل هذه المشكلة الخطيرة, إلا أن الشركة طلبت منهم دفع مبلغ لا يمكن لأهل تلك القرية البسيطة تحمله لتعديل مسار الأسلاك. ويقول صبحي الشرقاوي أصبحت كابلات الضغط العالي مصدرا للموت يهددنا في كل لحظة دون أي تدخل لحمايتنا, والغريب أن كل الوسائل المساعدة علي الاشتعال موجودة, فمحولات الكهرباء مكشوفة, والأسلاك عارية, وأطنان من قش الارز والأخشاب متوافرة, وأعمدة الكهرباء مزروعة وسط القمامة أو التبن, ويشير محمد يوسف إلي أن الوصلات الكهربائية للمنازل تهدد السكان بالخطر, وإن جميعها أرضية وأن الكابلات تمر فوق المنازل, والكابلات الأرضية قريبة من المياه. لافتا إلي أن كبائن الكهرباء مهملة ولا يوجد بها أبواب, وتخرج منها الأسلاك, وتهدد الأطفال بالموت المحقق. وفي ذات السياق أكد الدكتور عبدالخالق مصطفي أستاذ بكلية العلوم جامعة الاسكندرية, أن الدراسات العلمية أثبتت أن مولدات وكابلات الضغط العالي يصدر عنها مجال مغناطيسي ذو تردد منخفض تزداد قوته طرديا كلما ارتفعت شدة التيار الكهربي, وذلك في ظل سحب تيار كهربي كبير, حيث لا يستطيع أهالي القري العيش بدون كهرباء أثناء ارتفاع وسخونة الجو في فترة شهور الصيف, محذرا من بناء وحدات سكنية ومساكن أسفل خطوط الضغط العالي, كون شبكات الضغط تعمل بطريقة شبه إلكترونية قد تولد صعقات كهربائية تسبب اشتعال الحرائق بها لمرور تيار يتخطي حاجز الكيلو فولت, وهذا ما حدث وتسبب في حريق قرية الامام مالك بمركز وادي النطرون والذي تسبب في احتراق أكثر من169 منزلا ونفوق176 رأس ماشية. وتشير الدكتورة منار عمر أستاذ طب الاطفال إلي أنه من الواجب علي الأجهزة التنفيذية بمديرية الصحة والاسكان والكهرباء التابعة للمحافظة أن تتكاتف لمواجهة تلك الكارثة الموجعة والتي تتفاقم يوما بعد يوم, لافتة إلي أن تعرض الطفل خلال مراحل نموه الأولي عقب ولادته لموجات كهرومغناطيسية إشعاعية بصفة مستمرة ينذر بواقع أليم في السنوات المتعاقبة من عمره فقد يؤدي ذلك إلي ظهور أعراض انطوائية تؤثر علي علاقته بمن حوله في ظل توقع إصابته لضعف مناعته بأمراض خبيثة يصعب علاجها في حالة تأخر الرعاية الصحية له, من جانبه قال عبدالحميد اللبودي رئيس مركز ومدينة إيتاي البارود, إن مشكلة امتداد أسلاك الضغط العالي فوق المنازل مشكلة مزمنة لأن أسلاك الضغط العالي ليست مشكلة قرية الضهرية ونكلا العنب فقط بل هي مشكلة العشرات من القري الأخري في محافظة البحيرة ومحافظات مصر, وبالنسبة لقري إيتاي البارود فإن المشكلة الأساسية هي من قام بالبناء تحت السلك بالمخالفة للقانون, وقال اللبودي إن هؤلاء قاموا بالبناء علي أرض زراعية وبدون رخصة بناء, وأضاف أن هناك أيضا صعوبة في تحويل الأسلاك لكابلات لضيق الشوارع وارتفاع التكلفة, كما يمكن حل بعض المشاكل لأسلاك الضغط العالي عن طريق الوحدات المحلية التي تلعب دور الوسيط بين الشركة القابضة للكهرباء والمواطنين الراغبين في تحمل التكلفة في نقل الأسلاك الي كابلات مغطاة تحت الأرض علي حساب المواطنين, وطالب اللبودي المواطنين بعدم مخالفة القانون والبناء تحت أسلاك الضغط العالي.