كشفت أزمة نقل تلاميذ مدرسة ناصر للتربية الفكرية بدمنهور وتوزيعهم على عدة مدارس في خمس مدن عن سوء التخطيط والاستهانة بأطفال يعانون من مشكلات صحية ونفسية وعقلية؛ فقد أصاب قرار هيئة الأبنية التعليمية رقم 47 لسنة 2016 بإخلاء المدرسة وإزالتها وإعادة بنائها أولياء الأمور بصدمة شديدة، خاصة بعد قرار مديرية التربية والتعليم توزيع التلاميذ على مراكز المحافظة وفشلها في توفير مكان مناسب يصلح لاستضافه 160 تلميذًا داخل دمنهور. وقال سيد عبد العظيم، ولي أمر أحد التلاميذ، إن إدارة المدرسة ومسؤولي التعليم بالبحيرة لم يراعوا ظروف الأبناء الذين يعانون من أمراض لا تسمح لهم بالتنقل خارج المدرسة؛ حيث إنها مدرسة داخلية، يقيم بها الطلاب إقامة كاملة، ويتابع أولياء الأمور حالتهم من خلال الزيارات اليومية؛ للاطمنان على صحتهم ومدى انتظامهم في تناول العلاج، مضيفًا أن مجلس الآباء طالب المحافظ بتوفير مكان مؤقت للأبناء، يصلح لاستضافتهم حتى تنتهي أعمال الهدم والإنشاء التى لا يعلم أحد مدى تنتهي، مؤكدًا أن بعض الأطفال يعانون من أمراض خطيرة، ولابد أن يكونوا داخل عاصمة المحافظة؛ حتى تتوفر لهم وسائل الخدمة الطبية التى لا تتوفر في مراكز، مثل أبو حمص أو إيتاي البارود وغيرهما من المدن، معربًا عن قلقه وقلق كل أولياء الأمور على حياة أبنائهم؛ بسبب هذا القرار المتعنت من جانب الإدارة. وقالت حنان على، والدة أحد الأطفال، إن ابنها يعاني من صديد في الأذن ومشكلات في النطق، ويجب أن يتناول العلاج في أوقات محددة، ولا تتحمل صحته السفر والانتقال خارج المدينة، وناشدت المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس السيسي إنقاذ حياة أطفال مرضى لا يتحملون هذا الوضع، وأضافت أن أولياء الأمور لا يجدون وسيلة لتوصيل صوتهم، بعد إصرار مسؤولي التربية والتعليم على رأيهم، رغم الوقفة الاحتاجية التي نظموها أمام ديوان المحافظة، وأضافت أن "أحد الاشخاص لا نعرف صفته قال لنا: إنتم كده ممكن تتعاقبوا بخرق قانون التظاهر"، متسائلة "هل حياة أبنائنا المرضى لا تستحق من الدولة الاهتمام؟". من جانبه رفض رضا رمضان، مدير إدارة التربيه الخاصة بالبحيرة، اتهامات أولياء الأمور، مؤكدًا أنه تم توفير أماكن قريبة من محل إقامة كل طالب، وفي دمنهور تم توفير فصلين بمدرسة عبد المنعم رياض الإعدادية، وتم تجهيزها تمامًا، مؤكدًا "لم نتمكن من توفير مدرسة مجهزة لاستقبال 160 طالبًا داخل مدينة دمنهور؛ نظرًا لطبيعة المنشآت بالمدارس الفكرية التي تحتاج إلى تجهيزات خاصة جدًّا". وأضاف أنه تم توفير مكان للمدرسين والإخصائيين والعاملين الإداريين وعددهم 77 بإدارة إيتاي البارود التعليمية، بعدما رفضوا الذهاب إلى إدارة كفر الدوار لبعد المسافة، على حد قولهم، وإشار رمضان إلى أن الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة أصدر توجيهاته لهيئة الأبنية التعليمية بضرورة الانتهاء من أعمال الإنشاء خلال عام دراسي واحد؛ لتعود المدرسة للعمل في أسرع وقت. هذا وأكد محمود أبو الغيط، وكيل وزارة التربيه والتعليم، أنه لم يتم العثور على مكان بديل بمدينة دمنهور للطلاب؛ نظرًا لحاجاتهم لمكان متسع، وتم توزيع الطلاب على مراكز كفر الدوار وإيتاي البارود وكوم حمادة وأبو حمص.