بالرغم من قرب انتهاء العام الدراسي الحالي 2015/ 2016 إلا أن مدارس الأرياف بمحافظة البحيرة، تعانى من الإهمال الشديد، وسقطت من حسابات المسؤولين بالتربية والتعليم، ويسيطر عليها المدرسين، والدروس الخصوصية والعناصر المتطرفة من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، والكثير منها بدون أسوار أو سبورات. وتحاصر الكثير منها أيضا، القمامة والحيوانات والمصارف الملوثة من كل جانب، بالإضافة لصدور قرارات إزالة لأكثر من 289 مدرسة بدائرة المحافظة، ما تسبب في زيادة كثافات الفصول فوق أكثر من 60 تلميذا. وتعانى العشرات منها من عدم وجود مياه صالحة للشرب أو صرف صحي أو دورات للمياه، كل هذه السلبيات والآفات تهدد حياة آلاف التلاميذ، وتهدد مستقبلهم بجانب مخاطر الطرق ووسائل المواصلات، التي يستقلونها للوصول لهذه المدارس ومن أكثرها شيوعا في القرى التوك توك والتروسيكل والنصف نقل، في الوقت الذي يقتصر اهتمام المسؤولين على المدارس في المدن. آفة الإهمال ويقول الهيثم تيسير عثمان، محام وأمين حزب التجمع بالبحيرة، إن «مدارس القرى تعانى من الإهمال الشديد من قبل المسؤولين، ما حولها لمافيا للمدرسين والدروس الخصوصية، حيث أقتصر أداء المدرسين في جمع أكبر عدد من الطلاب، وإجبارهم على أخذ دروس خصوصية في منزله» ويضيف أن «الكثيرين من المدرسين يهددون أولياء أمور الطلاب أنفسهم برسوب أبنائهم في حال عدم موافقتهم على الدرس الخصوصي، بالإضافة إلى أن المدارس لا يوجود بها دورات للمياه، أو أسوار، بخلاف غرقها في مياه الصرف الصحي لتهالك شبكة الصرف وحاجتها للإحلال والتجديد». تهديد حياة التلاميذ وتقول إيمان عبد الحميد، ولي أمر أحد التلاميذ بمدرسة بساتين الشوكة الابتدائية بمركز دمنهور، إن «المدرسة لا يوجد بها مياه وآيلة للسقوط، حيث صدر لها قرار إزالة منذ عدة سنوات، ولم يتم إزالة المبنى حتى الآن بالرغم من خطورته على حياة التلاميذ، ما تسبب في ارتفاع كثافة الفصول لأكثر من 60 تلميذا، كما يوجد أمام باب المدرسة مصرف للصرف الزراعي والصحي يتسبب في تلوث المدرسة وتهديد حياة التلاميذ». وتؤكد أنهم «تقدموا بعدة طلبات للمسؤولين وعلى رأسهم محافظ البحيرة لتغطية المساحة المارة أمام المدرسة حرصا على حياة التلاميذ دون جدوى، وأن المدرسين يقومون بتوزيع التلاميذ فيما بينهم وإجبارهم على أخذ الدروس الخصوصية، وأن المدرسة تضم عدد من المدرسين والمدرسات المتزوجين الذين تفرغوا في غياب المسؤولين للدروس الخصوصية فقط، ما تسبب في غياب التلاميذ عن المدرسة والتوجه للدروس خشية من الرسوب نهاية العام». ويتابع حافظ عصفور، ولي أمر، أن «مدرسة النوبارية الثانوية الزراعية لا يوجد بها سبورات، ويقوم المدرسين بالشرح من خلال الكتاب، مؤكدا أن المسؤولين في التربية والتعليم في واد والمدارس وخاصة التي تقع بالمراكز والقرى في واد أخر، مطالبا المحافظ بالاهتمام بمدارس القرى أسوة بمدارس المدن التي تقع دائما تحت دائرة الضوء حرصا على مستقبل الطلاب». الأمراض المسرطنة ويوضح نصر الحوت، مزارع ومقيم كفر الدوار، أن «مدارس قرى كفر الدوار وخاصة مدرسة أبيس 3 وسيدي غازي وقومبانية أبو قير والعكريشة تعانى من سوء حالة المباني وعدو وجود عمال، بالإضافة لنقص في المدرسين مما يتسبب في الإضرار بمصلحة الطلاب، وعدم وجود دراسة في المدارس، مطالبا بتشكيل لجان للمرور على مدارس كفر الدوار لتحقيق الانضباط بها، ولمحاصرة القمامة للمدارس وانعدام عمليات رفع القمامة مما يساهم في التلوث البيئي وتهديد حياة التلاميذ وانتشار الأمراض المستوطنة». ويؤكد هيثم السيد عبد العزيز، محامى، أنه «بالرغم من معاناة التلاميذ وأولياء الأمور في الوصول للمدارس التي تبعد كثيرا عن منازلهم، لا يجد المئات من هؤلاء التلاميذ سوى التوك توك والتروسيكل وسيارات النصف نقل لاستقلالها للوصول لمدارسهم، بالإضافة لتهالك الطرق المؤدية لهذه المدارس». وناشد عبد العزيز، «محافظ البحيرة د.محمد سلطان بتوفير وسائل مواصلات أمنة لنقل هؤلاء التلاميذ لمدارسهم حرصا على حياتهم، خاصة وأن كثير منهم يعانى من سوء حالته المادية، حيث لا يستطيع تحمل تكاليف المواصلات مما يضطرهم للتكدس والتسلق على أبواب وسائل المواصلات». نقص التمويل ومن ناحيته، أكد عصام الفقي، نائب البرلمان عن الدائرة الأولى، تردى أحوال المدارس في قرى مركز دمنهور، وتعرض أكثرها للإهمال، ومنها على سبيل المثال مدرسة المنشية الإبراهيمية التي تم إخلائها من التلاميذ، وتم نقلهم لدار المناسبات بالقرية، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتحرك المسؤولين في فرع الأبنية التعليمية، ولم يحرك ساكنا، بالإضافة لمدرسة بساتين الشوكة الابتدائية التي صدر لها أيضا قرار إزالة منذ عدة سنوات، وتم إخلاء المبنى، وتشهد المدرسة حالة من التكدس الشديد، مما يضر بمصلحة التلاميذ، بالإضافة لمدرسة كوم النوام الابتدائية الإعدادية التي تحاصرها القمامة وبرك الصرف الصحي والمياه الجوفية. وشدد على أن هذا يهدد بكارثة سيكون ضحيتها التلاميذ الأبرياء، مطالبا محافظ البحيرة بوضع خطة عاجلة لإخلاء هذه المدارس الصادر لها قرار إزالة وتوفير الإعتمادات المالية لبناء مئات المدارس التي تم توفير أراضى فضاء لها بالجهود الذاتية وتبرعات الأهالي. ومن ناحيتها، أكدت المهندسة هالة عبد الله، مدير عام فرع الأبنية التعليمية بالبحيرة أنها تواجه أزمة تتفاقم يوما بعد يوم وهو صدور قرارات لإزالة أكثر من 289 مدرسة بمراكز وقرى المحافظة، مشيرة إلى أنها تعانى من نقص التمويل اللازم لبناء وإعادة هيكلة هذه المدارس، مشددة على أنها خاطبت الهيئة عدة مرات لتوفير الدعم اللازم وفى انتظار هذا الدعم.