رغم السلبيات والإهمال الذي ينتشر بالمدارس وأكوام القمامة والإشغالات والباعة الجائلين حول الأسوار إلا أن العملية التعليمية من الداخل لا تقل سوءاً عن الخارج.. الجولات الميدانية للمسئولين كشفت الإهمال من داخل المدارس وتوقيع الجزاءات علي المتغيبين والمقصرين من المدرسين لأسباب مختلفة إلا أنها لم تهتم أو تركز علي استقرار العملية التعليمية ومواجهة المخالفات والاستماع إلي شكاوي أولياء الأمور. أبرز السلبيات إهمال الشرح.. وسوء النظافة.. وعدم الرقابة علي دخول وخروج التلاميذ.. وعدم حضور المدرسين وعدم الاهتمام بالتغذية.. وعدم تأمين التلاميذ وعدم التجهيزات وجلوس التلاميذ في الفصول بطريقة غير آدمية.. والبيئة التعليمية غير المناسبة صحياً ونفسياً. في مدرسة مصطفي كامل القريبة من مطار إمبابة هناك حذر من فك الحصار عند دخول المدرسة والحذر الشديد من تعرض أحد المسئولين بالمدرسة أو المدرسين إلا أن هذه المهمة كانت في منتهي السهولة بل تم دخول المدرسة وتم التصوير دون أي اعتراض أو أي مسئول يخرج إلي النور ليعرف حقيقة الزوار.. أي أنك إذا دخلت المدرسة وأردت اصطحاب تلميذ فلن تجد من يمنعك من المسئولين. سألنا أين المدير؟.. أين المدرسون؟.. أين الوكيل؟.. أين المشرف؟.. لا مجيب لم نجد سوي أولياء الأمور الذين جاءوا لاصطحاب أبنائهم فكانت مهمة الحديث معهم والاستماع إلي استغاثاتهم وشكواهم الأفضل لنضع أمام المسئولين كم الإهمال والشكوي المرة للتحرك العاجل لإنقاذ أبنائنا من الضياع ولنجد أن التصريحات الوردية للمسئولين لا تمت للواقع بصلة وكأنها دخان في الهواء مثل الدخان المنبعث من القمامة المنتشرة داخل وخارج المدرسة. نعم.. القمامة داخل المدرسة والمجاري التي يعبرها التلاميذ وأولياء الأمور ولكنه عبور من نوع آخر.. والأمراض هي أقل شيء ينتظره التلاميذ الضحية. مدرسة مصطفي كامل الابتدائية التابعة لإدارة شمال الجيزة التعليمية هي المثال الصارخ لهذا الإهمال المستشري.. ولنبدأ الوصف من الخارج سائقو التوك توك متواجدون بصفة دائمة وخلاط الأسمنت ملاصق للأسوار والقمامة المنبعث منها الروائح الكريهة محيطة بالمدرسة والباعة الجائلون حدوث ولا حرج مشكلة كبيرة للحي الذي لا يتحرك مهما علت النداءات والاستغاثات وتكررت الشكاوي. ما يخص العملية التعليمية من الداخل أكد أولياء الأمور وهم يصرخون من الإهمال وحزنهم الشديد علي أبنائهم من السلبيات الموجودة حيث مدرس اللغة العربية لا يدخل الفصل والمجاري تغرق فناء المدرسة والقمامة بالداخل مما أصاب التلاميذ بحالة نفسية سيئة. أضافوا أن المدرسين لا يهتمون إلا بالشرح داخل المجموعات أو من يلتحق بالدرس الخصوصي والحصة تبدأ في الواحدة وتنتهي في الرابعة ولا يوجد مدرس حساب أو علوم دخل الفصل منذ بدء الدراسة والتلاميذ يتكدسون إلي جانب بعضهم البعض في الديسكات بطريقة غير آدمية حيث يجلس 9 أو 10 تلاميذ في الديسك الواحد حيث يصل العدد إلي 190 تلميذاً بالفصل. أوضحوا أنه لا يوجد عمال بالمدرسة والأمن منعدم وهناك مبني مهجور بجوار المدرسة يعتبر "منط" للبلطجية ويعرض أبناءهم للخطر إضافة إلي تهالك دورات المياه وتهشم الصنابير وسوء النظافة بها رغم أن كثير من الأبناء مصابون بحساسية علي الصدر وتزداد حالتهم سوءاً بسبب الدخان المتصاعد من القمامة مشيرين إلي أن أبناءهم لا يستفيدون من التغذية المدرسية والبسكويت لا يأخذونه. مدرسة الرواد للتعليم الأساسي التابعة للإدارة تعاني من مشاكل حيث تنتشر القمامة حول الأسوار وهناك موقف للتوك توك أمام المدرسة إضافة إلي انتشار الباعة الجائلين بالأطعمة الملوثة التي تهدد صحة التلاميذ بلا ضابط ولا رابط. وفي منشأة القناطر يؤكد أسامة عبدالمنعم رئيس مجلس أمناء مدرسة الشهيد عادل عبيدو الرسمية أن بها 57 فصلاً تضم المراحل الثلاث وهي: الابتدائي والإعدادي والثانوي. أصبحت تعاني نقصاً حاداً في المدرسين والتخصصات العلمية الأمر الذي دفع الإدارة للاستعانة بمدرسين من تخصصات مختلفة عن المواد المطلوبة. وهو ما جعل مستوي التلاميذ في الحضيض. ولذلك لم تسجل المدرسة أي تقدم في مسابقات وزارة التربية والتعليم. فالغريب فعلاً أن المدرسة الكبيرة والوحيدة علي قطااع وردان التعليمي ليس بها إلا عدد محدود من المدرسين ذوي الخبرة مما جعلها في ذيل مدارس التجريبيات. وتسبب ذلك في هروب كثير من الطلاب منها. حيث تقوم تلك المافيا إما بتغيير محل الإقامة إلي القرية أو إحدي القري التابعة لها أو الاستثناء بتأشيرة وتصل الاستثناءات من كل اتجاه لتمتلئ فصول المدرسة في شتي رياض الأطفال فقط ثم يبدأ موسم التحويلات وهذا ما جعل هذه المدرسة تعرف باسم "مدرسة الترانزيت" لذلك فإن المواطنين تقدموا بشكاوي عديدة لمسئولي التعليم لإنقاذ المدرسة وأهالي المنطقة من هجوم الأغراب وحرمان أبنائها من حقهم الطبيعي في التعليم المتميز. قال سيد فرج مدير عام إدارة العجوزة التعليمية أن نسبة الحضور للتلاميذ والمدرسين مرتفعة وأنه تفقد سير الدراسة بعدد من المدارس للاطمئنان علي حسن سير العملية التعليمية مشيراً إلي أن أزمة التجريبيات تم حلها بفتح قاعات جديدة وتحويل بعض المدارس بالإدارة إلي فترة ممتدة منها الناصرية. مشيراً إلي وجود سبورات ذكية في 4 مدارس هي الأورمان والعجوزة المشتركة والأورمان بنين والعجوزة الإعدادية الثانوية. أوضح أن بعض المشاكل مع المحليات تم القضاء عليها منها إزالة جميع الإشغالات حول الأسوار وكان هناك موقف تاكسي أمام مدرسة الأورمان بنين تم إزالته وتم رصف الشارع حفاظاً علي أرواح التلاميذ وعدم وجود ضوضواء وزيادة استيعابهم. مشيراً إلي تطوير مدرسة القدس وإصلاح الصرف الصحي في مدرستي سيد الشهداء وتوفيق الحكيم من خلال مجلس الأمناء.