تشهد محافظة شمال سيناء أزمة وقود تسببت في غلق عدد من المحطات ما أدى لتكدس السيارات أمام المحطات التي مازالت تعمل بمدينة العريش في محاولة للتزود بالوقود، وفيما اصطفت طوابير السيارات، انتشرت ظاهرة بيع وبيع البنزين والسولار في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، ما تسبب في ارتفاع الأجرة إلى جانب تعطل مصالح المواطنين. وقال محمد علي، سائق بمدينة العريش، إن الحصول على 20 لترًا من الوقود يتطلب الوقوف في طوابير لعدة ساعات، مما يتسبب في تعطل السيارة معظم ساعات اليوم بما لذلك من تأثير على دخل صاحبها، وهو ما دفع كثيرين للجوء للسوق السوداء لتوفير الوقت والجهد رغم أن ذلك يتسبب في رفع الأجرة إجباريا والدخول في مشادات دائمة مع الركاب. وقال سليم حسن، سائق بمدينة الشيخ زويد، إنه توقف عن العمل حتى تنتهي الأزمة بعدما سببت له العديد من المشاكل بسبب المشادات والاشتباكات مع المواطنين نتيجة رفع الأجرة التي اضطروا لزيادتها لتعويض فارق سعر البنزين بين السوق السوداء ومحطات التموين، وأكد أنه لا يوجد خيار آخر بدلا من اللجوء للسوق السوداء سوى الانتظار لساعات في الطابور، موضحا أن كمية الوقود التي يتحصل عليها لا تكفي الذهاب إلى بئر العبد والعودة. وأضاف أن محطات الوقود في مدينتي رفح والشيخ زويد مغلقة منذ قرابة العامين بسبب الأوضاع الأمنية ويتجه أغلب المواطنين إلى العريش لتموين سياراتهم رغم الأزمة الطاحنة بها، وقال إن سعر لتر البنزين في السوق السوداء يتراوح ما بين 4 إلى 5 جنيهات بينما سعره الرسمي 160 قرشا للبنزين 80، و260 قرشا لبنزين 92. وقال مسعد رجب، من أبناء مدينة العريش ويعمل سائق سيارة ربع نقل، إنه يحصل على الوقود في يوم ويعمل في اليوم الآخر، مؤكدا أنه سيتوقف عن العمل في حال استمرار الأزمة، رغم أن السيارة هي مصدر رزقه الوحيد. من جانبه، قال محمد السيد، مدير محطة وقود جلبانة في حي المساعيد بمدينة العريش، إن وكلاء توزيع الوقود على المحطات أخبروه أن الأزمة ستنتهي قريبا وخلال أيام ستتوفر الحصص بالمحطات، مضيفا أن الحصة التي يحصل عليها تصل إلى 50 ألف لتر من جميع الأنواع. واتهم السيد جهات حكومية بالوقوف وراء الأزمة تمهيدا لرفع سعر المنتجات البترولية مجددا، وطالب المحافظ بسرعة التدخل لحل الأزمة التي باتت تسبب اختناقا شديدا للسائقين والمواطنين خاصة الذين يعتمدون في عملهم وأرزاقهم على الوقود بأنواعه مثل الصيادين وأصحاب الورش والحرف. اللواء السيد عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، قال إن ازمة الوقود في طريقها للحل بعد إدخال 6 صهاريج وقود وتفريغ حمولتها بمحطات المحافظة، مشيرا إلى أن الأزمة سببها نقص حصص المحافظة من الوقود والسولار خلال الشهرين الماضيين وازدحام معديات قناة السويس وصعوبة وصول الصهاريج المحملة بالوقود للمحافظة، مما أدى إلى تراكم العجز والتسبب في الأزمة الحالية.