تواصلت أزمة نقص الوقود في محافظة شمال سيناء ولكن بشكل أكثر حدة عن ما سبق، إذ تشهد مدينة العريش أزمة بمحطات التزود بالوقود وخاصة مع توقف الإمدادات عن المدن الحدودية تمامًا مما زاد الأمر سوءًا، ليقف أصحاب السيارات على المحطات لتزويد سياراتهم بالوقود، في طوابير وصلت إلى نحو كيلو متر وفي النهاية لا يحصلون سوى على 20 لترًا فقط . حيث تشهد مدن ومراكز محافظة شمال سيناء أزمة نقص حادة في الوقود بكافة أنواعه وصلت لوضع أغلبية محطات الوقود لافتة "لا يوجد وقود" فوق ماكيناتها، وقد تفاقمت الأزمة بصورة كبيرة بسبب نقص الكمية، التي تصل للمحافظة بنسبة كبيرة لا تكفي احتياجات المستفيدين وتعرض مناطق لم تكن بها أزمة مثل بئر العبد، وهو ما يتسبب في شلل بعض الطرق الرئيسية نتيجة لتكدس السيارات في الشوارع . وتكدست طوابير السيارات أمام محطات الوقود في مدينة العريش بشمال سيناء، وتقلصت فرص المواطنين في الحصول على نصيبهم من البنزين والسولار، وأكد سائقون أن الحصول على 20 لترًا من الوقود يتطلب الوقوف في طوابير طويلة لعدة ساعات، ما أثر على دخل السائقين، الذين طالبوا بضخ كميات إضافية لتخفيف الأزمة عن المواطنين . وطالب أصحاب السيارات الملاكي والأجرة والنقل وأصحاب المشروعات، التي تعتمد على الوقود، الجهاز التنفيذي وعلى رأسهم المحافظ بسرعة التدخل لحل الأزمة التي باتت تهدد الكثيرين . ويقول "حسن عبد الغني" سائق.. وقفت أمام محطة البنزين لما يقرب من ال5 ساعات متواصلة حتى أستطيع تزويد سيارتي بالوقود لكي أذهب للعمل، وفي النهاية لم يسمح لي سوى بتعبئة 20 لتر فقط، مؤكدًا أن الأزمة اقتربت من الشهر دون حل من المسئولين . وأتهم السائقون أصحاب المحطات بتخزين الوقود لبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، مما تسبب في غضب أصحاب السيارات، وفى ظل غياب المسئولين بالمحافظة، وغياب مديرية التموين ومباحث التموين في التفتيش على المحطات واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها . ومن جانبه قال "فتحي راشد" مدير عام التموين بشمال سيناء، إن هناك نقص في كميات الوقود بالعريش والمدن الحدودية، مشيرًا إلى أنه تم تحديد 20 لترًا فقط لكل سيارة، لمنح الوقود لأكبر عدد من المواطنين، وأضاف أنه خاطب محافظ شمال سيناء بشأن الأزمة، للتواصل مع الجهات المختصة بالقاهرة لزيادة حصة المحافظة وتسهيل مرور الشاحنات التي تحمل صهاريج البنزين والسولار من معديات القنطرة . وأوضح مصدر بمديرية التموين والتجارة الداخلية بالعريش، أن سبب الأزمة يرجع إلى عدم وصول الحصة التموينية من المحروقات للمحافظة، وما يصل لا يتعدى نسبة 30% من الحصة الكاملة، وأن هناك تراجعًا من قبل الشركات الموردة في نقل الوقود لشمال سيناء، وهو ما يتسبب في ارتباك وزحام المحطات، مشيرًا إلى أن نقص الوقود يشمل كافة أنواع البنزين وكذلك السولار . يذكر أن انقطعت إمدادات الوقود عن مدينتي رفح والشيخ زويد تمامًا منذ ما يقرب من ال 9 أشهر، ما يدفع الأهالي إلى السفر إلى العريش على بعد 50 كيلو مترًا غرب رفح للتزود بالوقود، الأمر الذي عمَّق أزمة الوقود في المحطات بالعريش .