على درب رئيسه الذي لا يفوت مناسبة دون أن يُذكر شعبه بحجم الإنجازات غير المسبوقة التي لم يستطع أسلافه تحقيقها، أعلن على عبد العال، رئيس البرلمان، أن مجلسه "الموقر" حقق من الإنجازات ما لم يحققه مجلس من قبل. عبعال تحدى في جلسة الاثنين 29 أغسطس، من وصفهم ب"المشككين" في أن يكون هناك أي مجلس نيابي منذ عام 1924 حقق الإنجازات العظيمة التي حققها برلمانه. عبعال كغيره من رجال النظام، تلقى "التعميم" الذي صدر مؤخرا بتدوير ماكينة "الإنجازات"، بعد أن بلغ السخط على "المنقذ" ونظامه مداه، وأظهرت التقارير والاستطلاعات التي ترفعها الأجهزة المعنية إلى "القائد المخلص"، أن الشعبية في "الحضيض"، ومنسوب الغضب العام على رفع أسعار السلع وتدني الخدمات التي تقدمها حكومة شريف باشا يرتفع يوما بعد يوم. لا فرق بين "شماشرجية" النظام في الإعلام، الذين صدرت لهم تعليمات بتسويق "الإنجازات الفشنك" التي تم تحقيقها خلال العامين الماضيين، وبين نواب "لامؤخذة" الشعب الذين أرسل لهم رئيسهم عبعال "واحدة موووووه"، قبل أن يطلب منهم إقرار ضريبة القيمة المضافة التي ستقضي على ما تبقى في جيوب الغلابة. السادة النواب وافقوا بالإجماع على قانون "ضريبة إفقار المصريين"، المرسل من الحكومة تنفيذا ل"روشتة" أسيادنا في صندوق النقد، بدعوى أنه لا توجد حلول لسد عجز الموازنة، سوى فرض الجباية على الفقراء. لم يرفض المشروع سوى تكتل "25-30″، مهاجما الحكومة في مؤتمر صحفي عقد أثناء الجلسة العامة أعلنوا فيه أن "الحكومة تضع يدها في جيوب الفقرا وتترك الأغنياء"، فتحولت قبلات عبعال التي وزعها على نواب "مص مصر" إلى تهديدات للنواب الرافضين بتحويلهم إلى لجنة القيم، لتجرؤهم على ممارسة حقهم الدستوري في رفض قوانين يعتقدوا أنها ضد المواطنين الذين منحوهم الثقة. لم ينصت عبعال ومجلس "الإنجازات" إلى أنين الفقراء، ونفذوا تعليمات الأجهزة التي انتقتهم على الفرازة، وشكلت بهم المجلس الموقر، ووافقوا على الضريبة الجديدة التي ستزيد الأعباء على "ملح الأرض"، لينقذوا نظاما كان في طريقه إلى إعلان إفلاس الدولة، وتناسى رئيس "الموقر" أن السنوات الست الماضية سقط فيها برلمانان ونظامان وليس من المستبعد أن يلقى برلمانه نفس المصير. عندما سئل وكيل لجنة الخطة والموازنة بالمجلس الموقر، ياسر عمر، عن رأيه في الحديث المثار حول ترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية؟ قال "لا فض فيه": هو انت عندك حد غير الرئيس السيسي، لو الرئيس السيسي ما اترشحش.. ننتحر احنا. وعدد نائب "الوطني" السابق، مناقب سياة الرئيس التي تؤهله لفترة جيدة في حوار مع جريدة "الشروق" قائلا "لما يكون رئيس بيحب مصر، عايز ايه أكتر من كده، بيحب مصر، بيكره كلمة فساد، قالك أنا هعمل كل حاجة الناس خافت منها وهتحمل نتيجتها، طاب عايز ايه، نقول مثلا عشان شعبيتنا منصلحش في مصر، لأ بناقص شعبيتنا وعضويتنا، ومصر تبقى". الرجل الذي دافع عن "الضريبة المضافة" في البرلمان وكأنه ممثلا للحكومة في المجلس وليس للشعب، هدد بالانتحار في حال عدم ترشح السيسي لفترة جديدة، وأنا بدوري أدعو الرئيس مخلصا له ولهذا البلد أن يعلن عن عدم ترشحه، ليضيف إلى سجل إنجازاته الحافل الإنجاز الأهم الذي سيسطره له التاريخ بحروف من نور، بانتحار ياسر عمر ورفاقه في برلمان عبعال، قبل أن ينتحر الشعب على أعتاب مجلسهم. وساعاتها فقط من الممكن أن ندفن السجل الحافل بالإنجازات، بدءا من إهدار مواد الدستور، وتبديد أموال المصريين في المشروعات "الوهمية"، وصولا إلى بيع تراب الوطن إلى آل سعود.