لا يزال مسلسل التعديات على أراضي الدولة، والتي يتم اغتصابها في وضح النهار مستمرًّا، ومن هذه قرار مديرية التخطيط والعمران بالسويس إلغاء تخصيص أراضي الدولة لإنشاء 30 مدرسة بأحياء السويس الخمس وإعادة تخصيصها لإنشاء أبراج سكنية وأسواق ومحلات، في الوقت الذى تعاني فيه المحافظة من نقص شديد في المدارس، خاصة في المدن الجديدة، وتوقف عمل لجنة هيئة الأبنية التعليمية في السويس والتي كانت قد أبدت موافقتها على إنشاء 5 مدارس، ولكنها توقفت؛ لعدم توفر أراضٍ. يقول أحمد سعيد، أحد أبناء مدينة كرافت بحي عتاقة، إن المدينة لا توجد بها أى مدارس، وأقرب مدرسة في مدينة الصفا، التي تبعد عنا مسافة كبيرة، ولا توجد أي مواصلات لها، "فأذهب سيرًا لأكثر من ساعة بابنيَّ الاثنين حتى أصل للمدرسة، وساعة أخرى لأعود الى المنزل، وتتكرر عند عودتهما في نهاية اليوم الدراسي"، مؤكدا أنه أمر غاية في الصعوبة، ويسبب له مشكلة بالنسبة لأوقات عمله، مضيفا أنهم ناشدوا المحافظة والحي والتربية والتعليم مرارًا وتكرارًا ضرورة انشاء مدرسة بالمنطقة؛ للتخفيف عليهم وعلى أبنائهم، ولا مجيب. وأوضحت سارة علي، موظفة ومن سكان مدينة النور، أنها تشهد رحلة معاناة يومية في توصيل ابنتها إلى المدرسة التي تبعد عن مسكنها ما يقرب من 5 كيلو مترات، وأن ابنتها مهددة بالفصل؛ لكثرة الاستئذان وغيابها؛ بسبب هذه المعاناة التي لا يستطيع زوجها مساعدتها فيها؛ لأنه يعمل بإحدى شركات السخنة، ويذهب مبكرًا قبل خروجها، ويعود في المساء، وتابعت أنها فوجئت في شكواها التي قدمتها للحي بأن تخطيط المدينة يحوي مدرسة، ولكن بدل بنائها، تم تخصيص أرضها لمحلات وأسواق، وهو ما زاد من غضب السكان وقرروا التقدم بشكوى إلى محافظ السويس. وهو ما أكده إسماعيل سيد، من سكان مدينة فيصل، بأن أراضي الدولة التي كانت مخصصة لإنشاء المدارس تبدل تخصيصها إلى مقاهى وكافتيريات وأسواق ومحلات، وما تبقى منها تم بناء أبراج سكنية عليه، مؤكدًا أنها لن يتم إزالتها؛ لأنها تخصصت بقرارات رسمية، رغم مخالفتها للتخطيط الأساسي للمنطقة، وهو جعل المنطقة خالية من المدارس، وأكد أن الشكاوى لم تأتِ بأي نتيجة. عبد الحافظ وحيد، مدير التربية والتعليم بالسويس، أكد أنه فور علمه بالمشكلة، توجه في جولة تفقدية؛ لمعاينة أراضي الدولة داخل حدود المحافظة على الطبيعة، والتي خصصت على رسومات التخطيط العمراني على أنها أراضي مدارس منذ أكثر من خمس وعشرين سنة، ولا أحد يعلم عنها شيئًا. وتابع أنه بدأ بمدينة الصفا، وهي تفتقر لأي مدرسة ثانوية، حيث عاين أكثر من ثلاث قطع خصصها التخطيط في الثمانينيات مدارس، وقطعًا لم تخصص، ولم تستغل، وتصلح مدرسة ثانوية تخدم قطاعًا عريضًا من سكان المنطقه من أهل الصفا والسماد والكبانون وسوميد والمعمل ومنطقة عرب المعمل ومساكن مصر إيران والأدبية والإسكان الاجتماعي الحديث. كما تفقد 3 قطع بالسلام 2 تخدم أهل المنطقة وأهل مدينة النور والحرية، وقطعة أخرى بشارع 6 أكتوبر تصلح لإنشاء مجمع مدارس، إضافة إلى قطع خصصها التخطيط منذ أكثر من ربع قرن على أنها مدارس في السلام 1. من جانبه أكد اللواء أحمد الهياتمي، محافظ السويس، أنه فور تلقيه الشكاوى من المواطنين، ناقش التخطيط العمراني، وأحال البعض منهم إلى النيابة، فضلًا عن عقد اجتماع مع هيئة التربية والتعليم، على رأسها مدير التربية والتعليم؛ لتشكيل لجنة من التربية والتعليم والإسكان والتخطيط العمراني؛ لمتابعة الموقف على أرض الواقع، وتبين بالفعل وجود أراضٍ مخصصة للمدارس، منها ما تم تخصيصه لأغراض أخرى، ومنها أراضٍ ما زالت فضاء، وقال إنه أكد على اللجنة ضرورة الإسراع في بناء المدارس؛ للتسهيل على الطلبة وأبناء السويس.