تشهد الصين حالة انفتاح فيما يخص كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى هناك، خلال السنوات القليلة الماضية، وشهد الدوري الصيني خلال سوق الانتقالات الصيفية الجارية نشاطا كبيرا. ويرى كثير من المحللين والشغوفين بالساحرة المستديرة حول العالم، أن هناك اتجاها سياسيا قبل أن يكون رياضيا بسلك جميع الطرق التي تؤدي إلى تواجدهم على خارطة كرة القدم العالمية بعدما فرضوا سيطرتهم عليها اقتصاديًا. وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأت الصين التفكير جديًا في تطوير كرة القدم كي تستطيع أن تنافس في المستقبل على البطولات القارية والعالمية، وتغزو العالم رياضيًا بعدما غزته اقتصاديًا وباتت تتواجد في كل بيت في العالم. الصين انفقت أموالًا طائلة خلال السنوات الخمس الماضية كي تقنع الكثير من نجوم اللعبة للانتقال إلى الدوري الصيني غير المصنف عالميًا، وجلبت الكثير من المدربين الأجانب المميزين من أجل تطوير اللعبة، واستطاعت أن تجني ثمار ما خططت إليه بفوز فريق جوانغجو إفرجراند الصيني بلقب دوري أبطال آسيا، تحت قيادة المدرب الإيطالي المخضرم مارتشيلو ليبي. وبات الدوري الصيني المنافس الأول للدوري الأمريكي والقطري لاستقطبات النجوم الكبار من الدوريات الأوروبية الكبرى؛ نظرًا للميزانيات الضخمة التي تمتلكها الأندية الصينية ولا تجد أي مشكلة مالية في إقناع أي لاعب بالتوقيع لها، كما حدث مع صفقة انتقال اللاعب الجابوني ماليك إيفونا، مهاجم الأهلي المصري إلى صفوف فريق تيانجين الصيني، في صفقة بلغت قيمتها 8 ملايين دولار. النادي الصيني تقدم بعرض رسمي إلى إدارة الشياطين الحمر لضم اللاعب الجابوني مقابل 4 ملايين دولار، لكن الأهلي رفض وطلب الحصول على 8، ورغم وجود بند في عقد اللاعب يسمح له الانتقال إلى أي نادي خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، مقابل دفع الشرط الجزائي في عقده البالغ 4 ملايين دولار، إلا النادي الصيني رفض الانتظار حتى يناير المقبل، وفضل الرضوخ لطلبات الأهلي ودفع المبلغ المطلوب. كما أعلن ناديشاندونغ لونينغ الصيني، قبل يومين عن تعاقده مع الإيطالي جراتسيانو بيلي، مهاجم فريق ساوثهامتون الإنجليزي، مقابل 13 مليون جنيه إسترليني، وهي قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب مع ناديه الإنجليزي، كما حصل نفس النادي على توقيع بابيس سيسيه، مهاجم نيوكاسل يونايتد السابق. ونجح الدوري الصيني في جلب الكثير من نجوم الساحرة المستديرة مثل الأرجنتيني إيزكييل لافيتزي، مهاجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي السابق، الذي قدرت صفقة انتقاله إلى صفوف الفريق الصيني 30 مليون دولار، والإيفواري جيرفينيو من روما الإيطالي مقابل 18 مليون يورو. وانتقل البرازيلي راميريش من تشيلسي إلى جيانغسو سونينغ مقابل 31 مليون دولار، ومواطنه أليكس تيكسيرا بعدما تفوق الفريق الصيني في معركته مع ليفربول الإنجليزي من أجل الحصول على خدماته من شاختار دونيتسك الأوكراني مقابل 56 مليون دولار، وانتقل الكولومبي جاكسون مارتينيز من أتلتيكو مدريد الإسباني إلى غوانغجو إيفرغراندي مقابل حوالي 46 مليون دولار، وانتقل الكولومبي فريدي جوارين إلى صفوف شانغهاي شينهوا، مقابل 13 مليون يورو قادما من إنتر الإيطالي. وفقا ل«الكتاب الأزرق للصناعة» الذي أصدره المعهد الاقتصادي الصناعي بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية بالاشتراك مع دار النشر لوثائق العلوم الاجتماعية عام 2010، فإن الصين أصبحت تجتاح العالم بإنتاج الفحم الصيني والصلب الخام ومنتجات معدنية غير حديدية والاستهلاك، وسوق السيارات وصناعة المعلومات الإلكترونية التي احتلت الصدارة في الأسواق العالمية. وأشار الكتاب إلى أن الصين أكبر منتج للفحم في العالم، وحسابات إنتاج الفحم بلغت أكثر من 40% من الإنتاج العالمي، والعائد من الفحم أعلى بكثير من غيرها من الدول، كما تحتل الصين المرتبة الأولى في العالم لإنتاج الصلب الخام.