في أول زيارة لوزير خارجية مصري إلى إسرائيل منذ عام 2007، كشفت مواقع عبرية عن زيارة مفاجئة يجريها وزير الخارجية، سامح شكري، إلى الكيان الصهيوني اليوم الأحد، حيث سيجري شكري محادثات مطولة في إسرائيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تتمحور حول عدة قضايا أبرزها العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية. نتنياهو يرحب بالزيارة وتعليقًا على الزيارة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد: إن زيارة وزير الخارجية لإسرائيل مهمة، وتُعد دليلًا على التغيير الذي حدث في العلاقات الإسرائيلية المصرية، بما في ذلك الدعوة التي سبق للرئيس عبد الفتاح السيسي، أن أطلقها من أجل دفع عملية السلام مع الفلسطينيين ومع الدول العربية على حد سواء، وأكد نتنياهو أنه سيلتقي شكري بعد ظهر اليوم وفي المساء أيضًا. تطور العلاقات المصرية الإسرائيلية بعيدًا عن أسباب الزيارة والنتائج المحتلمة من ورائها، فقد أعطت هذه الزيارة مؤشرات وبراهين على التطبيع الكامل بين مصر والكيان الصهيوني من جهته، حيث تعكس الزيارة وصول العلاقات بين الطرفين لمرحلة غير مسبوقة، خاصة أن سامح شكري يعتبر أول وزير خارجية يزور الكيان الصهيوني بعد ثورة 25 يناير، كما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي أول رئيس جمهورية يدعو إلى استئناف عملية السلام، ويخطو نحوها بجدية بالغة، وهو ما أكده موقع «نيوز1» الإسرائيلي، حيث قال: إن الزيارة تعبّر عن تحسن في العلاقات بين البلدين. إحياء عملية السلام تأتي زيارة وزير الخارجية إلى إسرائيل بعد أيام من زيارته إلى رام الله في 29 يونيو الماضي، حيث التقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وعددًا من المسؤولين الفلسطينيين، وسط تكتم إعلامي ورسمي على نتائج الزيارة بين الأطراف المجتمعة، الأمر الذي دفع بعض المراقبين إلى ترجيح أن الزيارة الحالية تأتي استكمالًا لمهمة شكري التي بدأها في فلسطين الأسبوع الماضي، وأن هناك تنسيقًا ما تجريه القاهرة لاستئناف السلام بين فلسطين وإسرائيل. ويبدو أن هذه المهمة التي بدأها وزير الخارجية، سامح شكري، جاءت بتكليف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دعا في تصريحات أطلقها في مايو الماضي، إلى تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قائلًا: إن هذا السلام سيجعل السلام القائم بين مصر وإسرائيل أكثر دفئًا، وأبدى حينها استعداد مصر لتقديم ضمانات لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق الأمان والاستقرار. رأت صحيفة جيروزاليم بوست، اليوم الأحد، أن وزير الخارجية سامح شكري، سيحث نتنياهو على قبول المبادرة الفرنسية بشأن السلام في الشرق الأوسط، والتي ترفضها إسرائيل حتى الآن، حيث توجه العملية بعيدًا عن المحادثات المباشرة مع السلطة الفلسطينية. جولة نتنياهو الإفريقية في الوقت الذي تحدث فيه بعض المراقبين عن الزيارة الحالية في إطار إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ذهب آخرون إلى القول بأن هذه الزيارة تأتي في إطار محاولات مصرية لمعرفة نتائج جولة نتنياهو في دول حوض النيل، خاصة أنها تأتي بعد أيام من انتهاء الجولة الإفريقية الأولى لرئيس حكومة صهيونية منذ 22 عامًا، والتي بدأها نتنياهو مطلع الشهر الجاري، وشملت 6 دول إفريقية إلى جانب لقاء 7 رؤساء على هامش الزيارة، وفسرها العديد من المراقبين على أنها رسالة إلى مصر قبل افتتاح سد النهضة الإثيوبي بشهور قليلة، حيث سعت إسرائيل خلال الجولة إلى طرح نفسها كشريك لإفريقيا، من خلال اقتراح سياسات والمساعدة في بناء السدود في أوغندا وكينيا وتنزانيا وإثيوبيا. وفي هذا السياق، قال رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، معتز سلامة: من المؤكد أنه سيتم التطرق إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لدول حوض إفريقيا ونتائج الزيارة، مضيفًا أن القاهرة تريد معرفة إلى أي مدى وصلت الاتفاقات بين إسرائيل والدول الإفريقية، وهل لتل أبيب دور في استكمال سد النهضة أم ماذا، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج لطمأنة من إسرائيل بخصوص الزيارة. تمهيد لزيارة نتنياهو القاهرة ذهب بعض المراقبين إلى القول بأن زيارة شكري المفاجئة إلى الكيان الصهيوني، تأتي في إطار جس النبض والتمهيد لزيارة مماثلة سوف يجريها نتنياهو إلى مصر خلال الشهور أو الأسابيع المقبلة، حيث تحتاج السلطات المصرية التمهيد لمثل هذه الزيارات، خاصة بعد أن أثارت زيارة سابقة قام بها سفير الكيان الصهيوني لمنزل النائب توفيق عكاشة موجة غضب عارمة، أدت في نهاية المطاف إلى التصويت في البرلمان على فصل النائب وإسقاط عضويته، الأمر الذي دفع شكري إلى التمهيد بزيارة الكيان المحتل في محاولة للوصول إلى اتفاق أو على الأقل خطوط حمراء بشأن عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، يعرضها على الشعب وتكون قاعدة تبرر استقبال نتنياهو في مصر، وهو ما أكده رئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، حيث قال: إن الخطة المصرية تقضي في حالة نجاح الرحلة بعقد لقاء يجمع الفلسطينيين والإسرائيليين في اجتماع واحد بشرم الشيخ قريبًا.