بعد تأجيل محكمة جنح قصر النيل نظر أولى جلسات محاكمة نقيب الصحفيين يحيى قلاش، وسكرتير عام النقابة جمال عبد الرحيم، ووكيل مجلس النقابة خالد البلشي، لجلسة 18 يونيو الجاري؛ لتنفيذ طلبات الدفاع، ازدادت حالة الاحتقان بين الدولة والجماعة الصحفية، التي تدافع عن كرامة المهنة، وذلك حسبما أعلن عدد كبير من أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين. ويحاكم نقيب الصحفيين وعضوا المجلس بتهمة إيواء عناصر صادر بحقهم أمر قضائي بالضبط والإحضار، وهما عمرو بدر ومحمود السقا، اللذان تم إلقاء القبض عليهما من داخل نقابة الصحفيين بالمخالفة للقانون والدستور. وقال أبو السعود محمد، عضو مجلس نقابة الصحفيين: مشهد محاكمة نقيب الصحفيين و2 من أعضاء مجلس النقابة مأساوي؛ لأنه يؤكد أن جهات الدولة تبلغ رسالة للصحفيين بأن من تلجؤون إليهم ليدافعوا عنكم نحن الآن نحاكمهم، مما يعني أن الصحفيين بلا حماية من بطش الداخلية، ومن الممكن أن يتم القبض على أي صحفي حتى لو كان ضمن أعضاء المجلس. وأضاف محمد ل«البديل» أن الصحفيين شعروا بمرارة من هذا المشهد، لكن ستظل نقابة الصحفيين وأعضاؤها يدافعون عن حقوقهم وعن المواطنين الذين حرضتهم أجهزة الدولة ضدنا، وجاءوا ليتهكموا على الصحفيين أمام النقابة، وسيظل كل صحفي يؤدي واجبه؛ حتى يعلم الجميع من يدافع عن القانون ومن يستخدمه. وأكد عضو مجلس النقابة أن تحويل النقيب و2 من أعضاء المجلس من شهود إلى متهمين هو استخدام لقانون القوة، بينما الصحفيون يستخدمون قوة القانون في قضية اقتحام نقابتهم. وعن الوفود التي جاءت إلى النقابة للتفاوض، أوضح أن هناك بعض النواب الذين جاءوا من البرلمان؛ في محاولة لحل الأزمة، ثم اختفوا، ولم يردوا علينا. وأوضح بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، أن الصحافة تمر بحالة مأساوية يتعرض لها الصحفيون، ووصلت إلى ذروتها بمحاكمة النقيب واثنين من أعضاء المجلس، مشيرًا إلى أن اليوم الذي يَمْثل فيه النقيب أمام المحكمة في تهمة لا أساس لها من الصحة هو يوم أسود في تاريخ الصحافة المصرية. وأضاف العدل أن هناك من يقلب الرأي العام ضد الصحفيين، من خلال إحداث حالة الانقسام بالمجتمع، ووضع نقيب الصحفيين ومن ورائه الجماعة الصحفية في موقف المحاكمة، الذي يعد مسرحية هزلية لم تعد ظروف مصر تتحملها، فهناك متربصون بالصحافة وأبنائها. وأكد أن الصحافة والصحفيين لن يقبلوا بأي قيود عليهم أو فرض وصاية، وأن الصحفيين قادرون على إثبات حقوقهم، وأنهم واثقون من إنصاف قضاء مصر لهم، وهو ما يتضح في الروح التي يَمْثل بها النقيب أمام المحاكمة دون خوف. وأشار إلى أن الذين لا يفهمون دور الصحافة في المجتمع وأهميتها، ولا يقدرون المواقف الوطنية التي تبنتها، ودافعت عنها نقابة الصحفيين عبر تاريخها، هم جاهلون بالقانون والتاريخ على حد سواء، مؤكدًا أن الأزمة الآن دخلت مرحلة خطيرة، تستوجب تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي. كان الوسط الصحفي قد شهد صراعًا هامشيًّا بين جمال عبد الرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين، ومكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، بعد أن اعترف الأول باشتراك الثاني في إيواء الزميل عبد الجليل الشرنوبي، رئيس تحرير موقع إخوان أون لاين السابق، بمقر نقابة الصحفيين الكائن 4 شارع عبد الخالق ثروت دائرة قسم قصر النيل القاهرة، في الفترة من 12 مارس إلى 18 أبريل 2008، فيما نفى مكرم محمد أحمد هذا الكلام.