كتبت : شيماء حمدي ساعات قليلة وتحل الذكرى الأولى لشيماء الصباغ، التي عُرفت إعلاميًّا ب «شهيدة الورد»، والتي استشهدت في الذكرى الماضية لثورة 25 يناير، أثناء مسيرة سلمية لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، تحمل فيها الورود، والتي من المفترض أن تصل بها إلى ميدان التحرير؛ لتضعها على النصب التذكاري للشهداء، فكان جزاؤها أن تُقتَل برصاص أحد قوات الأمن المتواجدين بميدان طلعت حرب. تبلغ شيماء من العمر 31 عامًا، وكانت مسؤولة الإعلام بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية، وهي أم لطفل لم يكمل العامين يُدعَى بلال. بدأت الصباغ العمل السياسي في العشرين من عمرها، بالانضمام إلى مجموعات من أصحاب الفكر الاشتراكي الثوري أو ما كان يُعرَف في الإسكندرية باليسار الثوري المستقل، وظلت لسنوات مؤمنة بفكرها تناضل سياسيًّا، وتشارك في فعاليات القوى السياسية ضد نظام مبارك، والفعاليات العمالية المختلفة. شاركت الصباغ في عدد من الاعتصامات والإضرابات العمالية بالإسكندرية وعدد من المحافظات، كما شاركت في ثورة يناير منذ يومها الأول، وتم إلقاء القبض عليها يوم 25 يناير، ثم أُخْلِيَ سبيلها يوم 29 يناير، وانضمت لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي في أواخر عام 2012 مع بداية حكم الإخوان المسلمين، ومن ثم تولت منصب أمين العمل الجماهيري للحزب بالإسكندرية، بالاضافة إلى أنها كانت مسؤولة عن الملف العمالي. آخر ما كتبته شهيدة الورد عبر ضفحتها الخاصة يوم 14 يناير: «البلد دي بقت بتوجع.. ومفهاش دفا.. يارب يكون ترابها براح.. وحضن أرضها.. أوسع من سماها». قُتِلت شيماء على يد أحد الضباط باستخدام الخرطوش يوم 24 يناير 2015، وتم إلقاء القبض على عدد من زملائها وتوجيه تهمة تظاهر بدون تصريح لهم، وقضت المحكمة ببراءة أعضاء حزب التحالف. وفي يونيو الماضي قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المشدد 15 سنة على الملازم أول ياسين حاتم، الضابط بقطاع الأمن المركزي؛ لإدانته بقتل شيماء الصباغ، ثم حددت محكمة النقض جلسة 14 فبراير المقبل؛ لنظر طعنه على الحكم. غدًا يحيي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذكرى الأولى لشيماء الصباغ بعدد من الفاعليات التي ستستمر على مدى يومي 24 و25 يناير، حيث تقتصر تلك الفاعليات على أعمال فنية بين الغناء والأشعار الأفلام الوثائقية، وسيحضر عدد من الشخصيات العامة. من ناحية أخرى دعا حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عبر أمانته بالإسكندرية لإحياء ذكرى شيماء الصباغ، شهيدة الورد والناشطة العمالية بالحزب، ظهر غد الأحد أمام مقابر المنارة. وأكدت أمانة الحزب أن إحياء الذكرى سيكون عبر وقفة صامتة بالورود أمام المقابر، داعية كل الرفاق والأحرار في شتى ربوع الوطن للمشاركة في إحياء ذكرى شهيدة الحركة الاشتراكية المصرية.