تواجه المرأة الإفريقية عدة عوائق رئيسية تمنعها من تحقيق المساواة بين الجنسين في القارة السمراء، تتلخص في الإقصاء الاقتصادي، والنظم المالية التي تديم التمييز ضد المرأة، والمشاركة المحدودة في الحياة السياسية والعامة، بجانب عدم الحصول على التعليم ومنع الفتيات الفقراء من التعليم في المدارس، فضلا عن العنف القائم على أساس نوع الجنس، كذلك الممارسات الثقافية الضارة بالمرأة، واستبعادها من جداول السلام. التحديات السابقة تسيطر على جدول أعمال الاتحاد الإفريقي قبل قمة 2016، المقرر عقدها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خلال قمة الاتحاد الإفريقي التي ستجمع رؤساء وقيادات 54 دولة إفريقية خلال الفترة من 21-31 يناير، ويرتكز اهتمام القمة المقبلة حول حقوق الإنسان مع التركيز بشكل خاص على حقوق المرأة. المرأة في إفريقيا وقال موقع «انتر برس سيرفيس» إن النساء في القارة السمراء يعيشون على نحو 30.2 مليون كيلو متر مربع، وتصل اللغات المحلية المختلفة التي يتحدثها النساء حوالي ألفي لغة، مضيفا أن أكثر من 50% من سكان إفريقيا تحت عمر ال25 عاما، ونظرا للصراعات المسلحة العديدة التي تشهدها القارة، أصبحت المرأة الإفريقية مسؤولة عن غالبية الأسر وتوفير المواد الغذائية الرئيسية، كما أصبحت تمثل أكثر من 43% من القوى العاملة بالزراعة، بالإضافة إلى أنها تلعب دورا رئيسيا في إدارة عدة مشروعات تشمل تربية الحيوانات والألبان والأسماك، فضلا عن تسويق الحرف اليدوية والمنتجات الغذائية. التحديات أمام حقوق الإنسان وفقا لرئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، دلاميني زوما، فإن القارة لا تزال تواجه تحديات هائلة فيما يتعلق باحترام وتعزيز حقوق الإنسان، مؤكدة أن هذه التحديات قد تمحو مكاسب حقوق الإنسان التي تم تحقيقها مؤخرا خلال السنوات الماضية. وأضافت أن التحديات تشمل عدم تخصيص موارد كافية لمؤسسات حقوق الإنسان، وعدم وجود إرادة سياسية كافية لدى حاكم الدول الإفريقية لتطبيق معايير حقوق الإنسان واحترامها، فضلا عن غياب الرغبة الحقيقية لدى الدول في تسليم السيادة لهيئات الرصد فوق الوطنية، بالإضافة لعدم التزام بعض الدول في تطبيق المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. وتشمل التحديات أيضا، العنف المستمر في جميع أنحاء القارة والتي تؤدي إلى تدمير الحياة والممتلكات وانتهاك حقوق الإنسان، بجانب انتشار الفقر والجهل وقلة الوعي. لماذا الآن؟ وطبقا لتصريحات مفوضية الاتحاد الإفريقي، فإن عام 2016 الحالي مهما للمرأة الإفريقية؛ خاصة أن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة أبرز أولويات جدول أعمال الاتحاد خلال العام الحالي، فضلا عن أن هذا العام يوافق الذكرى ال30 لبدء تنفيذ الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان عام 1986، وبداية المرحلة الثانية من عقد المرأة الإفريقية 2010-2020. وعقد المرأة الإفريقية يهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين من خلال الإسراع في تنفيذ القرارات العالمية والإقليمية بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. والهدف العام من قمة الاتحاد الإفريقي يتلخص في تمكين المرأة بالقارة، وتقييم مدى تنفيذ الالتزامات الخاصة بالمساواة بين الجنسين، وتحديد المجالات ذات الآولوية في المستقبل للعمل بما في ذلك تنفيذ حقوق الإنسان والتركيز على حقوق المرأة، كما يدعو الاتحاد الإفريقي إلى مزيد من التسارع في التنفيذ الفعال للالتزامات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.