«الكسافا».. محصول زراعي ثنائى الغرض، يستخلص منه النشا ويدخل في صناعة الخبز، وتسعي الدولة إلى التوسع في زراعته بالأراضي التي تم استصلاحها عبر مشروع استصلاح المليون ونصف فدان. وتعتبر «الكسافا» من أهم المحاصيل التجارية التي تنجح زراعتها في المناطق الحارة، ولا يحاتج إلى عناية كبيرة بعد الزراعة، وفى الوقت نفسه يعطى محصولًا كبيرًا من النشا، يمكن استهلاكه في الأغراض المختلفة، كما يكمن خلطه بدقيق القمح، بنسبة 10% لتكوين مخلوط من الدقيق يصلح لصناعة الخبز. وتوقعت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «FAO» أن يكون نبات الكسافا غذاء الفقراء، خلال القرن الحادى والعشرين؛ في ظل الارتفاع الكبير بأسعار الحبوب خاصة القمح، وإمكانية تحويله لدقيق عال الجودة، وانتهت المنظمة لوضع نموذج جديد للتوسع في زراعة المحصول والاستفادة منه؛ في مواجهة انبعاث كميات إضافية من عوادم الغازات المسببة للاحتباس الحرارى والمسؤولة عن تغير المناخ. جذور النبات غنية بالكربوهيدرات وأوراقه تحتوي على 25 % من البروتين، بالإضافة إلى احتوائه على عنصري الحديد والكالسيوم، وفيتاميني «أ» و «ج»، كما أن أجزاء النبات الأخرى، يمكن استخدامها كعلف للحيوان، بعدما كشفت الدراسات أن الماشية التي يتم تربيتها على «الكسافا» تتمتع بمقاومة أكبر للأمراض، تنخفض معدلات نفوقها. يقول الدكتور زكريا فؤاد، أستاذ مساعد بالمركز القومي للبحوث، إن طبيعة البيئة المصرية «التربة والمناخ» ملائمة لزراعة نبات الكسافا، الذي يتحمل الجفاف والملوحة ويحتاج كميات قليلة من السماد، ما يمكن زراعته بنجاح في الأراضي الصحراوية وحديثة الاستصلاح؛ خاصة أنه ذات أهمية اقتصادية كبيرة، تتمثل في احتواء أصنافه المختلفة علي كميات وفيرة من النشا والدقيق. وأضاف فؤاد أن حجم الإنتاج العالمي من محصول الكسافا، يتراوح ما بين110 إلي120 مليون طن سنويا, ومن أهم البلدان المنتجة له «البرازيل، وفيتنام، والصين، وأوغندا»، مؤكدا أن طنا من جذور «الكسافا» يعطي 700 جرام نشا أو دقيق، علي حسب صنف المحصول. وأوضح الباحث بالمركز القومي للبحوث، أن المحصول يستخدم في صناعة الخبز والعجائن المختلفة, وتدخل بقاياه في أعلاف الحيوان، بعد اجراء معاملات بسيطة, وتستخدم أيضا أوراق بعض الأصناف منه في إعداد الطعام ببعض الدول الإفريقية, مضيفا: «ينتج الوقود الحيوي منه، ويوجد العديد من المصانع المنتجة للإيثانول الحيوي من الدرنات في بعض دول العالم، خاصة في جنوبالصين، ويمثل حوالي 20% من نسبة الوقود الكلي بها». ومن جانبه، أكد الدكتور رفاعي جمعة، الباحث بقسم الخبز والعجائن بمركز البحوث الزراعية، إمكانية استخدام نبات الكسافا في صناعة الخبز البلدي، فيوفر 150 جنيها في كل طن دقيق قمح يستخدم في رغيف الخبز البلدي، أي 2 مليون أردب قمح سنويا، ما يسهم في سد العجز الموجود في إنتاج القمح والخبز بواقع 5%. أشار جمعة إلى أن نبات الكسافا تجود زراعته في الأراضي الرملية، ويتحمل الملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة، والمتوافرة في أراضي مشروع المليون ونصف فدان؛ لأنها تقع في صعيد مصر، إذ ينتج الفدان من 15 إلي 18 طن درنات، يستخرج منها 9 أطنان دقيق، ويمتاز بقدرته العالية في الاحتفاظ بخواصه الحيوية أثناء التخزين لفترات طويلة، بشكل لا يتوفر لدقيق القمح العادي، فضلاً عن كون زراعته غير مكلفة. واختتم: «زراعة الفدان منه تتكلف 4200 جنيه، وسعر الطن منه 400 جنيه، فيما يصل سعر طن القمح إلي 1100 جنيه وأكثر، كما يستخدم كعلف للحيوانات، ويعد محصول الكسافا مهم في كل جوانبه، اقتصاديا وإنتاجيا وغذائيا، والتوسع في زراعته سينعكس علي تحسن مستوي الرغيف في مصر».