يعد البرسيم الحجازي المنافس الوحيد لمحصول القمح من حيث المساحة المنزرعة، خلال موسم الزراعة الشتوي، فيحرص الفلاح المصري على تغذية حيواناته حتى لو كانت على حساب خفض مساحة المحصول الاستراتيجي "القمح"، فكان لابد من التوصل إلى تقنية لرفع إنتاجية الفدان من البرسيم، وفي نفس الوقت يكون محتواه من البروتين عالي، وخفض أسعار تكلفة إنتاجه عن طريق الاستغناء عن الأسمدة الكيماوية. توصل الدكتور محمد فتحى سالم، الأستاذ بجامعة المنوفية، إلى نوع من البكتيريا لها القدرة على زيادة عدد الحشات فى محصول البرسيم إلى تسع، بدلا من خمسة، والاستغناء تماما عن الأسمدة الأزوتية، وخفض مدة الحشة إلى 20 يوما بدلا من 35، مؤكدا أن البكتيريا تم تجربتها على مدار ست سنوات؛ من خلال حقول إرشادية بمعظم قرى محافظة المنوفية، إضافة إلى بعض المحافظات الأخرى. وأوضح "سالم" أن نتائج التجربة كانت مبهرة، وساهمت فى زيادة الطلب على كميات من البكتيريا التى تم التواصل إليها، والتى يتم إنتاجها بواسطة كلية الزراعة جامعة المنوفية، مضيفا أن معدلات الاستخدام "لتر للفدان" توفر حوالى 800 ألف طن من الأسمدة الأزوتية إذا طبقت على محصول البرسيم على مستوى الجمهورية، لافتا إلى أن تكلفة التسميد ستنخفض من 600 جنيه إلى 65 جنيها، كما أن مساحة البرسيم التي تتراوح ما بين 3.5 إلى 4 ملايين فدان لتغذية 8 ملايين رأس ماشية، ستنخفض لصالح المحصول المنافس "القمح". وأكد أن الانتاج منها صالح لمدة أربعة أشهر فى الظروف الطبيعية، وأن تعميم مثل هذه الأبحاث يساهم فى رفع كفاءة الإنتاج من الثروة الحيوانية لارتفاع نسبة البروتين في البرسيم المنتج، مما يعمل على خفض أسعار اللحوم، ويساعد على زيادة حجم إنتاج الثروة الحيوانية لدى صغار المزارعين الذين يقومون ببيع مايملكونه من المواشى نظرا لارتفاع أسعار الأعلاف، مطالبا بتعميم التجربة؛ لتوفير مساحة لزراعة المحصول المنافس، وفي نفس الوقت توفير كميات كبيرة من مياه الري، خاصة أن البرسيم من المحاصيل الشرهة للمياه. ومن جانبه، قال بلال محمد، أحد مزارعى قرية ابشواى التابعة لمحافظة الغربية، أنه طبق تجربة كلية الزراعة جامعة المنوفية الخاصة بمعاملة بذور البرسيم ببكتيريا جديدة قبل الاستخدام، لديها القدرة على زيادة كبيرة فى عدد الحشات وتقليل فترة الحشة، لافتا إلى أنه كان متخوفا في بداية الأمر، لكن موافقته على إجراء التجربة كانت بناء على تأكيدات أساتذة كلية زراعة المنوفية بأنها ليست الأولى، وأنها حققت نجاحا كبيرا فى عدة محافظات مجاورة. وتابع "محمد" أن نتائج البرسيم المعامل رائعة، مقارنة بالمحصول غير المعامل والمجاور للحقل التجريبى، فالنمو الخضرى واضح جدا بالنسبة للحقلين المتجاورين، وسريع بدون استخدام أى أسمدة كيماوية طبقا لتعليمات كلية الزراعة التى تشرف على التجربة، مقارنة بالحقول الأخرى التى تعمل بالأسمدة الكيماوية، موضحا أن هناك فرقا واضحا فى العقد البكتيرية للجذور, وأن مرحلة النمو تسبق الحقول المجاورة بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن الهدف من تطبيق التجربة تحقق بالفعل بعد الحصول على عدد حشات تتراوح بين 18 إلى 20 يوم بعد الحشة الأولى، ويعد ثورة إنتاجية كبيرة تحقق أحلام مربى الماشية فى خفض أسعار الأعلاف، ما سيكون له دور كبير فى زيادة حجم الثروة الحيوانية فى مصر، أو الاستفادة من حشتين على الأقل واستبداله بزراعة محصول القمح؛ لتحسين خصوبة التربة، وبما يحقق الاستغناء عن الأسمدة الازوتية وخفض احتياجاتنا لها.