شهد العرض الأول لفيلم "من ضهر راجل" بالمسابقة الدولية الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي مساء أمس- الاثنين 16 نوفمبر، احتشادًا غير مسبوق لجمهور المهرجان، أدى لاستعانة الأوبرا ببودي جاردات لتنظيم الدخول من خلال طوابير امتدت من باب وحديقة المسرح الكبير بدار الأوبرا إلي بوابته الخارجية. والفيلم يمثل مصر في المسابقة الدولية للمهرجان مع فيلم "الليلة الكبيرة" وكلاهما من إنتاج أحمد السبكي. الذي شاكس المخرج محمد خان قبل عرض الفيلم بأنه شارك بأفلامه في مهرجان القاهرة، بينما هرب خان إلى مهرجان دبي. "من ضهر راجل" روائي طويل مدته 145 دقيقة، ويعد تجربة الإخراج الثانية للمخرج الشاب كريم السبكي بعد "قلب الأسد"، سيناريو وحوار محمد أمين راضي، الذي لمع في الدراما الرمضانية خلال السنوات الماضية، بطولة : آسر ياسين، محمود حميده، ياسمين رئيس، شريف رمزي، وليد فواز، محمد لطفي، صبري فواز، ورانيا يوسف ضيف شرف، تصوير أحمد بشاري. وتدور أحداثة حول شاب فقير بطل في الملاكمة، رباه والده إمام المسجد وحيدًا بعد رحيل والدته أثناء الولادة، تنقلب حياته حين يكشف أمامه ماضي والده مع البلطجة والأحكام القضائية ضده، ليتجه هو الآخر، إلى عالم البلطجة الذي يدفعه له ضابط وليس فاسد. وفي ندوة عقب العرض في حضور نجوه غاب عنها محمود جميدة ورانيا يوسف تكررت انتقادات للتطويل وووجهت ناقدة مغربية انتقادات لمونتاج في الفيلم رغم تميز بناؤه السينمائي في النصف ساعة الأولى من الأحداث، فيما أشادت بالآداء المتميز للممثلين خاصة آسر ياسين ووليد فواز، وهو ما رفضه مخرج الفيلم الذي اعتبر أنه لا توجد مشاهد قابلة للحذف أو الاختصار. وردًا على سؤال حول مشهد اغتصاب بطلته في الفيلم، رغم اعترافهم بعد وجود عري فيه، ومطالبة السبكي بتقديم "أفلام نظيفة"، قال كريم السبكي إنه لم يتاجر بهذا المشهد ولهذا لم يرد أن يكون فيه عري وإنما ركز على مشاعر أبطاله بتركيز الكاميرا علي وجهيهما. فيما احتد الفنان صبري فواز قائلًا إن هناك أكاذيب كثيرة في المهنة، منها مسميات سينما نظيفة، وذوق الجمهور، اخترعت حتي يتخفى خلفها من لا يعرفون كيف يقومون بعملهم في مجال صناعة السينما. ورفض السيناريست محمد أمين راضي انتقادات ظهور المرأة المحدود في الفيلم، واعتبار إنها قدمت مستسلمة لاختيارات الرجال فيه، وقال إن الدورين النسائيين في الفيلم لياسمين رئيس ورانيا يوسف قدما شخصيتان قويتان رفضتا حياة البلطجة التي يعيشها الأبطال وتجدوهم في مواقف واضحة ضد اختياراتهم والاثنتين مثلتا الضمير في أحداث الفيلم. وقالت ياسمين رئيس إن "مي"، الشخصية التي قدمتها، قوية ورفضت أن تتزوج الرجل الذي تحبه حينما تحول إلى بلطجي مثل شقيقها، لأنها تريد أن تكمل حياتها مع شخص سوى مختلف عنهما، ورفضت أن تظهر مكسورة حتى بعد الاعتداء عليها، فهي تتحدى شقيقها وحبيبها من أجل أن ترسم لنفسها حياة مختلفة. وقال المخرج كريم السبكي إن "مي" هي أكثر شخصية لم تستسلم للظروف في مقابل باقي أبطال الفيلم من الرجال الذين لعبت بهم الظروف والضغوط التي تعرضوا لها. وعن اختلاف الفيلم عن الأفلام التي قدمها السبكية سابقًا عن البلطجة، قال النجم آسر ياسين إنه لا يعتبر أن الفيلم عن البلطجة، وإنما عن استغلال نقطات ضعف شخصيات عادية لجرهم لطريق العنف والبلطجة من قبل قوة أكبر وأكثر فسادًا، مثلها الضابط الفاسد الذي يمثل ذراع أمنية تدعم البلطجة وتديرها. وأضاف أن الفيلم لا يدور أيضا عن الملاكمة كما وصفه البعض، وقال إنه فيلم درامي بطله يمارس الملاكمة، ورغم ذلك حرص المخرج على دقة التفاصيل الخاصة بعالم الملاكمة والمباريات لتحقيق المصداقية وشارك بالفيلم عدد من أعضاد الاتحاد المصري للملاكمة وأبطالها، وأضاف آسر أنه تمرن لمدة عام ونصف على الملاكمة، من أجل الدور. ورفض الفنان شريف رمزي التعليقات حول صغر حجم دوره رغم أهميته وقال إن الفنانين لا يقيسون الأدوار بالكم وحجم المشاهد، موضحًا أن الفيلم بطولة آسر ولكل الأبطال الآخرين أدوارهم الهامة المحركة للأحداث. وقال "رمزي" إن ما جذبه لأداء الدور كان الشخصية التي تجمع تناقضات وتلعب دورا مؤثرًا في الأحدات التي تتبع كل ظهور لها، فهي قطب هام جدًا في الفيلم ويغير مجرى الأحداث فيه ويجمع بين الخير والشر المستتر، ويحمل دلالات كثيرة منها استغلال الدين لمصالح ذاتية.