تزخر مصر بالعديد من الأماكن والآثار التاريخية التي يجهل الكثير من المصريين تاريخها الحقيقي، في ظل عدم انتشار الوعي الأثري والتاريخي.. و"البديل" بدورها تبنت حملة "اعرف تاريخك"؛ لنشر الوعي لدى المواطن المصري بتاريخ بلاده من خلال آثارها. لوحة المجاعة التي تتحدث عن سبع سنوات من الجفاف في عهد الملك زوسر، يوجد في الجزء العلوي من اللوحة، الملك زوسر يقدم القرابين لثلاثة آلهة مصرية خنوم وساتيس وأنوخيت، ويعتقد أنها نحتت في عصر البطالمة. ويقول محمد بكير، الباحث في علم المصريات، إن لوحة المجاعة صخرة كبيرة موجودة حاليا في جزيرة سهيل جنوب مدينة أسوان، ويطلق عليها اصطلاحا اسم لوحة المجاعة، وتتناول نقوشها أشادة بعهد الملك زوسر وحكمة الوزير ايموحتب، فقد حدث في العام الثامن عشر من حكم زوسر أن زاد الضيق بالبلاد، وذلك لقلة مياه الفيضان لمدة سبع سنوات، وقلت الحبوب واستشعر شيوخ البلاد وأطفالها الجوع حتى الفرعون نفسه لحقه الهم، فأرسل الملك إلي حاكم البلاد العليا ورئيس معابد الجنوب وأمير النوبيين يطلب منه المساعدة . وأضاف "بكير" أن زوسر احتكم إلي رئيس الكهنة وايمحوتب، وأشاروا عليه بتقديم الأضاحي والقرابين إلي أرباب وربات مدينة آبو أسوان الحالية، ورأي في المنام الإله خنوم رب أسوان، فأمر الملك بأن توقف بعض خيرات المنطقة لصالحه ووسع دائرة نفوذ الإله ووهب له أرض زراعية. وتابع: "اختلف العلماء بخصوص هذا النص، فيري البعض أنها قصة مختلقة من خيال كهنة المعبود خنوم في العصر البطلمي، وبعضهم يري أنها قصة حقيقية حدثت في عصر زوسر"، مضيفا أن الباحث "بارجيه" يري أن الملك الذي حدثت في عهده المجاعة هو بطليموس الخامس، وعلي هذا منح الملك البطلمى معبد خنوم الأراضي الممتدة من أسوان حتى "تاكومبسو" بالقرب من الدكة. يذكر أنه في وقت ترجمة اللوحة لأول مرة، كان يُعتقد أنها كانت تحكى قصة مجاعة السبع سنوات التوراتية في سفر التكوين الفصل 41 "قصة النبي يوسف"، لكن المزيد من الأبحاث الأخيرة أظهرت أن مجاعة السبع سنوات كانت أسطورة مشتركة بين جميع الثقافات تقريبا من منطقة الشرق الأدنى. وهناك أسطورة في بلاد ما بين النهرين تتحدث أيضا عن مجاعة سبع سنوات وهي الأسطورة الملحمية الشعرية الشهيرة جلجامش، حيث الإله آنو يعطي نبوة عن مجاعة لمدة سبع سنوات، وبجانب لوحة المجاعة هناك قصة مصرية عن جفاف طويل الأمد في ما يسمى "كتاب الهيكل" الذي ترجمه عالم اللغة الديموطيقية الألماني يواكيم فريدريتش كواك، النص القديم عن الملك نفر كا سوكر في وقت متأخر من الأسرة الثانية، الذي يواجه مجاعة لسبع سنوات خلال فترة حكمه.