في إطار فتح الدبلوماسية الإيرانية أبوابها أمام دول العالم خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني، وفي الوقت الذي تحتاج فيه العراق إلى الدعم الإيراني للقضاء على الإرهاب، وصل رئيس مجلس النواب "سليم الجبوري" الجمعة الماضية، إلى طهران في زيارة رسمية تلبية لدعوة من نظيره رئيس مجلس الشورى "علي لاريجاني". بحث "الجبوري" مع القادة والمسئولين الإيرانيين، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، ومجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقال "الجبوري" قبل الزيارة إن "الهدف من الزيارة بشكل عام هو العمل علي تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتحديداً في المجال التشريعي، وتأتي استكمالاً للزيارة السابقة لإيران"، مضيفاً أنه "تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ودعم المصالحة الوطنية في العراق"، وتابع رئيس البرلمان العراقي، أن "البلدين صديقان وتربطهما روابط مهمة، والمصالح المشترکة تأتي في مقدمة هذه الروابط خصوصاً، وأن البلدين يواجهان ذات الأخطار الاقتصادية بعد استمرار هبوط أسعار النفط". وأکد رئيس البرلمان العراقي أن "العراقوإيران بلدان مهمان في المنطقة من النواحي الجغرافية والتاريخية والسياسية، وقطع الطريق علي الخلافات يمنح المنطقة استقرارًا اکبر ويجعل من فرص التعاون أکثر، سيما أن هناك صراعات إقليمية خطيرة يلعب البلدان دورًا کبيرًا وفاعلًا في مجال القدرة علي حسمها وتهدئتها"، وأضاف "هناك تواصل بين المجلسين في العراق وجمهورية إيران، وقد تبادلا التعاون خلال الفترة الماضية وتم تنشيط لجان الصداقة ونسعي للتفاهم حول جملة من التشريعات التي تعزز تعاون بلدينا، في المجالات الاقتصادية والأمنية". أقام "الجبوري" مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره "لاريجاني"، حيث وصف رئيس البرلمان العراقي، نفوذ التطرف في قسم واسع من العراق ومواجهة شبح الأزمة الاقتصادية بأنهما تحديان مهمان أمام البلاد، مؤكدًا أن "العراق غير قادر بمفرده من دون دعم أشقائه على حل هذه المشاكل". تطرق رئيس البرلمان العراقي إلى عمق العلاقات والارتباط المتبادل بين البلدين، قائلًا "لقد شهد العام الماضي أكثر من 200 زيارة بين مسئولي البلدين في مختلف المجالات التنفيذية والتشريعية"، كما أشار "الجبوري" إلى العلاقات المتميزة بين البرلمانين الإيرانيوالعراقي، قائلًا إن "إبرز محاور مباحثاتنا تناولت جهود رئيس البرلمان الإيراني لاستضافة العراق اجتماع اتحاد البرلمانات الإسلامية المقبل". من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني "علي لاريجاني"، على أن إيران تقدم الدعم والمساعدة للعراق بناء علي طلب الشعب العراقي وحكومته، مؤكدا أن "طهران تقدم دعمها لبغداد في مواجهة المتطرفين بناء على طلب العراق أيضًا". من جانبه أعلن وزير الخارجية الإيرانية "محمد جواد ظريف"، أن بلاده مستعدة لتأسيس جبهة مشتركة لمواجهة الإرهاب والتطرف، فيما لم يكشف المسئول الإيراني عن مواصفات وطبيعة عمل هذه الجبهة، تزامن إعلان "ظريف" عن الجبهة مع زيارة رئيس البرلمان العراقي "سليم الجبوري" إلى العاصمة الإيرانيةطهران، لم يكن من باب المصادفه، بل ينبع من تصاعد الأزمات الإقليمية التي تهدد البلدين، خاصة مع عدم اقتناع إيران بأن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن يعمل فعليًا للقضاء على الإرهاب، وهو ما جعلها ترى ضرورة لإنشاء جبهة جديدة لمواجهة الإرهاب. يأتي الإعلان عن هذه الجبهة قبل أيام على اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، وهو المكان نفسه الذي صادق بالإجماع على مشروع "عالم خال من العنف و التطرف"، الذي تقدّم به الرئيس الايراني "حسن روحاني" قبل عامين. زيارة "الجبوري" إلى إيران تأتي بعد أسبوع على زيارته لقطر، والتي أدت إلى اندلاع خلافات شديدة بين مؤسسة رئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة، بسبب رفض الأخيرة حضور "الجبوري" مؤتمر الدوحة الذي أقامته قطر بشأن العراق، وضم شخصيات مطلوبة للعدالة في العراق واخرى داعمة للفوضى والارهاب فيه. وأعربت الحكومة العراقية حينها عن استغرابها من عقد مؤتمر سياسي معني بالشأن العراقي دون علم السلطات في بغداد، نافية أنباء تحدثت عن مشاركة رئيس مجلس النواب "سليم الجبوري" فيه.