كل احتفل على طريقته الخاصة، حتى التجار ربطوا بضائعهم باحتفالات قناة السويس الجديدة، التي انطلقت أمس الخميس، من مدينة الإسماعيلية، ولم تكن دور النشر بالغائب عن تلك الاحتفالية، خاصة الحكومية، إذ تسابقت على نشر كتب ومؤلفات تتناول في مضمونها مدن قناة السويس، جغرافيًا كان التناول أو تاريخيًا أو حتى من الناحية السياسية، أو من منطلق اجتماعي بحت، وكأن الجميع تذكر «مدن القنال» وقناتهم في آن واحد.. صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة، النسخة العربية من كتاب "عاصفة على السويس 1956.. ايزنهاور يأخذ أمريكا إلى الشرق الأوسط"، من تأليف دونالد ديف، ومن ترجمة وتقديم عبد الرءوف أحمد عمرو. ويشير الكتاب إلى أنه على الرغم من أنه مضى ما يزيد على نصف قرن على "عاصفة السويس 1956″ فإن هذا الحدث ما زال محل اهتمام المؤرخين والباحثين، نظرًا لما ترتب عليه من نتائج وتداعيات غيرت مجرى التاريخ، لدرجة أن أزمة السويس تعد حدًا فاصلا فى التاريخ المعاصر، فعندها انتهى عصر الاستعمار الأوروبى، ومنها بدأت مرحلة جديدة نالت من خلالها شعوب العالم الثالث على أثرها حريتها واستقلالها بعد انفراط عقد الإمبراطورية البريطانية. وكذلك الإمبراطورية الفرنسية، وذلك على أثر القرار التاريخى القاضى بتأميم شركة قناة السويس، الذى أعلنه جمال عبد الناصر يوم 26 يوليو 1956 ليفاجأ العالم بقراره هذا، الذى استرد به حقه الشرعى فى القناة التى كان الاستعمار اغتصبها من الشعب المصرى. وتأتى أهمية هذا الكتاب لعدة اعتبارات أولها أنه يتسم بالصدق والموضوعية، ولا يستهدف إلا للوصول للحقيقة التاريخية، فإن المؤلف يعتبر شاهد عيان بحكم معايشته للأحداث، بالإضافة إلى كونه صحفيًا. وصدر هذا الكتاب فى عام 1981 أى بعد مرور المدة القانونية للاطلاع على الوثائق والمستندات من مصادر عديدة منها، الوثائق الخاصة بالرئيس ايزينهاور ومذكراته الشخصية، أرشيف الأممالمتحدة، مكتب الرئيس ايزنهاور التى تشمل العديد من المصادر والمذكرات والرسائل والمكالمات التليفونية والمؤتمرات الصحفية. كذلك أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجزء الأول من موسوعة "تاريخ بورسعيد" المكونة من أربعة أجزاء، إعداد ضياء الدين حسن القاضى، بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة. وتستهل الموسوعة بأكثر من تقديم للكاتب جمال الغيطانى، والمؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق، والكاتبة سكينة فؤاد . وكتب الغيطانى فى تقديمه " الكتاب الذى يقع فى ألف صفحة تقريباً موسوعة ليس للمدينة فقط ولكن للقناة نفسها ووقائع احتفالات افتتاحها الأول والعمل خلال حفرها ويتضمن صوراً نادرة لم أرها فى أى كتاب اخر إنه يليق بالمناسبة حقاً، وإصداره سيكون عن أبرز الأحداث. ينقسم الجزء الأول لثمانية أبواب الباب الأول بعنوان بورسعيد قديمة قدم الزمان، ويتحدث عن مدينة تنيس ومدينة تونة والفرما وبيلوز، والباب الثانى قناة الفراعنة، والباب الثالث كيف كان الاتصال بين الشرق والغرب قبل شق القناة، أما الباب الرابع فيتناول الأفكار والمشروعات الخاصة بوصل البحرين، والباب الخامس بورسعيد وحفر قنال السويس، والباب السادس يتحدث عن حفلات افتتاح قناة السويس، اما الباب السابع جولة فى مدينة بورسعيد، وأخيرا الباب الثامن نضال شعب مصر عبر التاريخ. ويضم الجزء الأول مجموعة صور نادرة لمدينة بورسعيد وأهم الأحداث. كما صدر حديثاً عن سلسلة كتاب اليوم، كتابا جديدا بعنوان " قناة السويس الجديدة..العبور للمستقبل"، للدكتور سليمان فتوح أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة سيناء. ويتناول الكتاب تطور مجرى قناة السويس قديماً وحديثاً والتحديات التى واجهتها القناة منذ بدء إنشائها، والأبعاد المؤثرة فى قناة السويس الجديدة على المجتمع المصرى كالبعد الجيواستراتيجى والبعد الأمنى والاقتصادى والبعد الأجتماعى للقناة، باعتبارها منطقة مؤهلة لمقومات الجذب السكانى. وشاركت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، فى احتفال مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة من خلال المساهمة بإصدار 200 نسخة من كتاب "قناة السويس..وثائق الحلم المصرى"، وتهديها الدار لرؤساء وملوك دول العالم. يضم الكتاب وثائق باللغات العربية والتركية والفرنسية والألمانية كما يحوى الكتاب بين دفتيه مجموعة نادرة من الوثائق التى تتعلق بقناة السويس تنشر للمرة الأولى، وتكشف الوثائق رؤية محمد على باشا لمشروع حفر قناة السويس لتغير شكل التجارة العالمية وتنافس وكالات التجارة العالمية فى السعى للمساهمة فى إنشاء القناة والامتيازات التى منحت لمسيو ديليسبس. كما يضم الكتاب وثائق توضح عدد العمال المرسلين من قرى مديرية المنوفية للعمل فى حفر القناة، وكذلك تكاليف حفلة افتتاح القناة فى نوفمبر 1869 ووثيقة اتفاقية القسطنطينية التى وقعت فى 29 أكتوبر 1888 ونصت على حرية الملاحة فى قناة السويس واعترفت بسيادة مصر على القناة. يتضمن الكتاب وثيقة مشروع اتفاق مد امتياز قناة السويس الذى تقدمت به شركة القنال إلى الحكومة المصرية إطالة مد مدة امتياز الشركة الذى كان سينتهى فى 17 نوفمبر 1968 لمدة 40 سنة أخرى تبدأ من أول يناير 1969 إلى 31 ديسمبر 2008 م. ويضم الكتاب مجموعة من القرارات والقوانين الخاصة بقناة السويس منها بالإضافة إلى وثائق تتناول أزمة قناة السويس وانعكاسها على خط سير بواخر شركات الملاحة العالمية فى القناة وإعادة فتح قناة السويس للملاحة بعد انتصار أكتوبر 1973 ومشروعات تطوير وتوسيع القناة. ولم تغب الهيئة العامة لقصور الثقافة، عن موسم نشر كتب عن قناة السويس ومدنها، بل تصدرت الجميع بكتاب "حكاوى القناة..أنشودة العرق والدماء" للكاتب الصحفى محمد الشافعى، ضمن سلسلة جديدة بعنوان "سلسلة القناة" وتعنى بإصدار الكتب المتعلقة بقناة السويس. يتناول هذا الكتاب معركة تأميم قناة السويس، منذ بداية التفكير فى الأمر حتى صدور قرار الرئيس جمال عبدالناصر الذى أعلنه من ميدان المنشية بالإسكندرية يوم 26 يوليو 1956 وما تلا ذلك من ترتيبات، وهو ما قام الراحل به الدكتور مصطفى الحفناوى أحد أبرز وأهم الشخصيات التى لعبت دوراً مهما ومؤثراً فى هذه المعركة بتسجيله فى مذكراته. و كان الراحل الحفناوى قد قرر مواصلة دراسته العليا بكلية الحقوق وأن تكون قناة السويس ووضعها القانونى موضوعاً لدراسته، ذلك القرار الذى فتح باباً واسعاً نحو الإلمام بالوضع القانونى والسياسى والقومى لمشكلة القناة كقضية مصرية ملحة، ووضعها على سبيل التحرر من الإستعمار وبناء الدولة الوطنية والقومية الحديثة. ويشير الكاتب لقناة السويس بأنها ملحمة شعب وتاريخ أمه أختصرت الجغرافيا وصنعت التاريخ، سلسلة لا تنتهى من البطولات والأبطال، وأن القناة تعتبر دوماً الأداة المهمة فى سعى المصريين نحو التقدم والإزدهار والأخذ بكل أسباب الحضارة والرقى والتقدم نحو آفاق جديدة، وأن حكاوى القناة نستحق أن نرويهالنعرف كم هى عظيمه تلك الأمة وكم هو عملاق هذا الشعب، وكى نقدم للأجيال الجديدة القدوة والمثل العليا من الإرادة والتحدىوالإنجازات ليعملوا دوماً على تحطيم "شرانق العجز" التى يضعها لنا الخصوم والأعداء.