يجعل كلامنا خفيف عليكم، يا صايمين رمضان، لا بنحكي عن عنترة، ولا بن ذي يزن، ولا الهلايلة، ولا حتى بيبرس، ولا الأمير البهلوان.. كان يا «مكان»، من غير ربابة ولا طبلة ولا مزمار، نحفظ كافة الأشعار، بألف حكاية وحكاية، نلم شمل العطشانين، والسهرانين في نهار رمضان.. كان يا «مكان».. يقع ضريحا الجعفري وعاتكة، بجانب مشهد السيدة رقية، على الجهة الغربية لشارع الخليفة، أمام قبة شجرة الدر، على يمين المتجه لميدان السيدة نفيسة. كلتا القبتان مشاهد لآل البيت، ترجع إلى العصر الفاطمي، أنشأت قبة الجعفري في ما بين سنة 1100-1122م، وصاحبها محمد الديباج ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب. أما القبة الثانية فهي للسيدة عاتكة بنت زيد ابن عمرو ابن نفيل العدوية، فهي عمة الرسول التي هاجرت معه إلى المدينة. وأنشات قبة السيدة عاتكة في 1122م، ملاصقة للقبة السابقة بالحائط الذي كان به مدخل الجعفرى، وهو الحائط المقابل لحائط المحراب، وبذلك ملأت فتحة المدخل بإضافة محراب عاتكة فيه وفتح مدخل بحائط آخر بقبة الجعفرى. وترجع أهمية قبة السيدة عاتكة في أنها أقدم قبة مضلعة باقية بالقاهرة من العصر الفاطمي، ويعتقد أنها مستوحاه من قبة الجامع الكبير بالقيروان والجامع الكبير بتونس. وتعتبر الأركان الحاملة للقبة بالضريحين هي أصل لنموذج ما يعرف بالأركان الحاملة المقرنصة في مصر، وهي من داخل الضريح مكونة من ثلاثة حنيات معقودة يعلوها حنية أخرى مفصصة، بينما عولجت هذه الأركان من الخارج بشكل مدرج، وهو ما يعتبر ابتكار مصري. تبنى هذه الأركان أعلى الحوائط الأربعة للضريح الرباعي الأضلاع لتحويلها إلى شكل ثماني الأضلاع لتسهيل بناء القبة الدائرية عليه. وترجع أهمية هذه الأركان إنشائيًا في كونها توزع حمل القبة على الحوائط الأربعة لحجرة الضريح، ويتوسط الأضلاع الأربعة ما بين الأركان نوافذ ذات فتحات ثلاثية على شكل الإطار الخارجى للأركان الحاملة، ويعتبر شكل هذه النوافذ أيضاً ابتكاراً، حيث أنها الأقدم من نوعها في مصر. يتكون مشهد عاتكة من غرفة مربعة طول ضلعها 3.80 مترا، ويبلغ سُمك الجدران 70سم تعلوها منطقة الانتقال، وهي تبدو مثمنة من الداخل ومدرجة من الخارج، منطقة الانتقال تكونت من ثلاث حنايا ركنية في أركان المربع الأربعة يعلوها حنية رابعة وبين الحنايا الركنية نافذة ثلاثية الفصوص، وفوق منطقة الانتقال بنيت القبة الضريحية التي تغطى المشهد وهي قبة مفصصة. وعند بناء المشهد إلى الغرب من مشهد الجعفري، تم سد باب مشهد الجعفري وبُنى في موضعه محراب مشهد عاتكة. وفتح الباب في كل مشهد في الجهة الشمالية منه، ويشبه مشهد الجعفري في تخطيطه مشهد السيدة عاتكة. كما تتميز الزخارف الداخلية للقبتين بكونها نموذجاً لزخارف العصر الفاطمي التي تركزت في عقود المحاريب المضلعة المشعة من القرص المزخرف في وسط تجويف عقد المحراب، ونقوش الأرابيسك التي تحيط بعقد المحراب المدبب، وإفريز الكتابة الكوفية المزهرة حول عنق القبة. محراب مشهد عاتكة ارتفاعه 3.04 مترا وعرض حنيته 1.76 مترا ويحيط بعقد المحراب شريط من الكتابه بالخط الكوفي المزهر، وعلى خواصر العقد زخارف نباتية مُحّورة، وما زال المشهد يحتفظ بالكثير من الزخارف الجصية تبدو في شريط من الكتاب الكوفية المزهرة يحيط بأعلى الجدران وتحت المقرنصات.