ليس غريبا أن يشتكي الأهالي في بلد القطن والقمح عزوفهم عن أبرز عاداتهم مع عيد الفطر هذا العام، صناعة الكعك والبسكوت، وشراء الملابس الجديدة، وقد لا يرى البعض العيد إلا من خلالها، لينطبق المثل "خيرنا لغيرنا" على قاطني المحافظة. وبرغم كون المنيا محافظة زراعية تزرع القطن وبها مصنع لحليج الأقطان وآخر للغزل والنسيج، وبعدما كانت رائدة في صناعة الملابس وبيعها بأسعار منخفضة مقارنة بمحافظات مصر كافة، أصبحت دون مبالغة الأكثر ارتفاعا في أسعار الملابس والأقمشة، وذلك من واقع عروض محال الملابس بمختلف أنواعها "رجالي وحريمي وأطفال"، وفسر رئيس اتحاد الفلاحين بالمنيا عماد عبيد الظاهرة نتيجة اعتماد المحال على المستورد أكثر من المحلي. ومن داخل إحدى محال الملابس الرجالي رصدت البديل 3 أنواع للمعروض وهي المصري والتركي والصيني، وقال صاحب المحل إن الملابس المصري تأتي من القاهرة وهي الأقل سعرا، ووصل سعر البنطال 160 جنيها والقميص 140جنيها، وتراوح سعر الجلباب ما بين 150 إلى 250 جنيها. واشتكى صاحب المحل انخفاض إقبال الأهالي عن الأعوام السابقة، موضحا أن العام الحالي يعد الأقل مبيعا نتيجة ارتفاع الأسعار بصفة عامة، وتفضيل الكثير من الأهالي تفصيل الملابس من خلال الترزي اليدوي على شرائها جاهزة من المحال. الكعك والبسكوت والفطير عادة أخرى تهددها ارتفاع الأسعار فالدقيق والسمن والسكر وكذا اللبن والبيض والسمسم، بجانب المواد المكملة كالخميرة والنشا ومكسبات الطعم والرائحة، جميعها مكونات الكعك والبسكوت شهد بعضها ارتفاعا ملحوظا في السعر بخاصة البيض واللبن والسمسم، وهو ما أوضحه الأهالي، وقال عدد من الباعة إن أسعار الكعك ارتفعت عن العام الماضي بزيادة نسبتها 20٪ فهذه الأيام مسومها. وقال عدد من الأهالي إنهم اضطروا لتقليل كمية الكعك والبسكوت بديلا عن عدم تحضيره خاصة وأنها عادة لا يمكن الاستغناء عنها، فيما حارب البعض الغلاء بالاستغناء، وهو ما ذكره محمود فؤاد مدرس الفيزياء بقرية تندة مستطردا: "مش عشان اعمل شوية كعك أجوع باقي الشهر أو اضطر للاستدانة. وقالت منى عبد الكريم، موظفة بقطاع البريد إنها آثرت وزوجها شراء ملابس الأطفال دون شراء أي ملابس لهم، حتى لا يشعر الأبناء بضيق أو حرج، كما أنها اضطرت لشراء أقل الملابس سعرا برغم تدني الجودة. أحد المزارعين بقرية صفط الشرقية مختار عسقلان تساءل إلى متى سيظل خير المنيا لغيرها نزرع ولا نحصد؟ مضيفا: أمرت أولادي بالاعتماد على ملابس العام الماضي لعدم قدرتي المادية برغم ما انتابني من ضيق شديد.