تحتوى المخازن الأثرية على مجهود العلماء عبر عشرات السنين، ولها أهمية كبرى فى حفظ الآثار التي ظلت قرونا فى باطن الأرض، لكن الكارثة تكمن فى عدم مواءمتها للمواصفات المطلوبة لسلامة الأثر، خاصة فى منطقة شرق الدلتا، التى تتزايد فيها عوامل الرطوبة، إضافة إلى التغيرات الجوية، والمياه الجوفية، والصرف الصحى، على عكس الآثار التى تكتشف فى الصعيد، فغلابا ما تكون كاملة ومحتفظة بجمالها. من جانب آخر، تراكمت آلاف القطع الأثرية داخل المخازن بلا جرد سنوى حقيقى، فمن المعروف والمتبع أن جميع المخازن الحكومية يتم جردها نهاية كل عام، لكن هناك مخازن لم تجرد منذ سنوات مثل المخازن الفرعية ومخازن المتاحف، تجرد فقط عندما يتم اكتشاف سرقتها. غياب الخرائط الرقمية يسهل عمليات السرقة من جانبه، استنكر أمير جمال، منسق حركة سرقات لا تنقطع، عدم وجود خريطة رقمية في مصر مسجل عليها جميع الآثار وقواعد البيانات المتصلة بها، والاعتماد علي كشوف حصر يدوية أو بطاقات ورقية يسهل تزويرها أو نزعها، الأمر الذى يتعارض مع مبادئ العمل الأثري المنظم، والتدابير التي أوجبتها اتفاقية اليونيسكو لسنة 1971 بشأن حظر تصدير ونقل الممتلكات الثقافية بصورة غير مشروعة، بأن يكون الأثر مسجلا في بلده بطريقة تسهل عملية التعرف عليه واسترداده في حالة تهريبه للخارج. المخازن الأثرية عُرضة للصوص وقال "جمال" إن مخزن "تل الفراعين" بمحافظة كفر الشيخ، تعرض لهجوم شنه أكثر من 40 مسلحاً للمرة الثانية بعد الثورة، وأعقب الواقعة تصريح لرئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري والدلتا، بأن المسلحين استطاعوا كسر أبواب المخزن والعبث بمحتوياته، وقاموا بكسر عدد من الصناديق التي تحتوي علي الآثار، ولم يستبعد المسئول وجود عصابات دولية منظمة تستغل الوضع الأمني الحالي بمساعدة بعض تجار الآثار لنهب وسرقة الآثار بشكل ممنهج، خاصة أن المواقع الأثرية والمتاحف تتم مهاجمتها بشكل يومي، كما تعرض موقع آثار الزولين بمحافظة الشرقية للتعدي. وأضاف منسق حركة سرقات لا تنقطع، أن منطقة آثار سقارة، بها 68 مخزناً قديماً، بعضها داخل المقابر المكتشفة والآخر مبني من الطوب، متابعا أن اللصوص كانوا يحفرون أسفل هذه المباني لسرقة الآثار، خاصة أن المنطقة مترامية الأطراف، ومفتوحة من الجهة الغربية علي صحراء دهشور، ولم يكن بها أمن كاف. واستطرد: "لما كثرت سرقات الآثار بالمنطقة، قررت هيئة الآثار إنشاء مخازن متحفية، وبالفعل أنشئ ثلاثة مخازن، تم نقل آثار حوالي 45 مخزناً من المخازن القديمة إليها، ومازال هناك 23 مخزناً قديماً يحتوي علي آثار دون تأمين، حتى عندما تم نقل الآثار إلى المخازن المتحفية المؤمنة، لم تسلم من السرقات واكتشاف مقلدات فيها. وأكد "جمال" أن المخازن القديمة عبارة عن مبان حجرية، مغلقة بباب حديدى وقفل، ولا يوجد بها كاميرات مراقبة أو أسوار تحميها، بالإضافة إلى ضعف الحراسة البشرية التى تكون عبارة عن غفير تابع للهيئة، وعسكري شرطة "صول مباحث" نهاراً، في الليل 4 خفراء دون سلاح تابعين للهيئة و2 من العسكر مزودين بسلاح آلي، "وصول المباحث" يحمل طبنجة، مما يسهل الأمر على اللصوص، خاصة أن المنطقة مترامية الأطرف. قناع «كا نيفر».. أبرز السرقات ولفت "جمال" إلى بعض سرقات المخازن مثل قناع "كانفر نفر" المعروض فى ولاية ميزوري الأمريكية، بالإضافة إلى حرق مخزن رقم 1 و2 بجوار مكتب مدير منطقة آثار سقارة بالتفتيش القديم، وتم سرقة ما كان بداخل هذين المخزنين من تماثيل خشبية وتمائم نفيسة، فضلا عن سرقة النصف العلوي لتمثال الإله بتاح وبقايا رأس تمثال الآلهة سنحمت وآخر للآلهة افروديت وحورس، عن طريق الحفر خلسة. وأشار أيضا إلى اقتحام مقبرة رع حوتب في أبوصير وسرقة جزء من الباب الوهمي للمقبرة، متابعا: "وفي سقارة سرق اللصوص أجزاء من مقبرة حتب كا، وتمت سرقة جبانة هرم تيتي"، بالإضافة إلى سرقة مخازن سليم حسن في الهرم.