غادر المبعوث السابق ل"اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط "توني بلير" مطار القاهرة الدولي، الاثنين الماضي بعد زيارة قصيرة استغرقت يومًا واحدًا، بحث خلالها مع وزير الخارجية "سامح شكري"، الأوضاع في قطاع غزة، وسبل إعادة إطلاق عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" قد وصل مساء الأحد الماضي إلى القاهرة، قادمًا من تل أبيب في أول زيارة له عقب إعلانه عن عزمه الاستقالة من منصبه كمبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط "الولاياتالمتحدة، روسيا، الأممالمتحدة، الاتحاد الأوروبي"، وفور وصوله استقبله الوزير "سامح شكري". عرض "بلير" خلال اللقاء رؤيته للوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل إعادة إطلاق عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي طبقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وتطرق اللقاء إلي الأوضاع في قطاع غزة وسبل دفع الجهود الدولية لتنفيذ تعهدات مؤتمر المانحين لقطاع غزة، والذي عقد في القاهرة أكتوبر الماضي. أعلن "توني بلير" الأسبوع الماضي أنه سيستقيل الشهر المقبل عن منصبه بصفته مبعوثًا دوليًا لعملية السلام في الشرق الاوسط، بعد ثماني سنوات من السعي لتحقيق تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون إحراز أي جديد، كما أعلن في وقت سابق عن اعتزامه القيام بدور جديد بعد تنحيه من منصب مبعوث الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، حيث من المفترض أن يتولى منصب الرئيس الشرفي للمجلس الأوروبي المعني للتسامح والمصالحة، وذلك بهدف معالجة معاداة السامية في جميع أنحاء أوروبا، ومن المقرر أن يتسلم "بلير" الرئاسة الشرفية للمجلس الأوروبي المذكور، من سلفه الرئيس البولندي السابق "ألكسندر كازنيوسكي". زيارة "بلير" تأتي في إطار سعية لتجديد المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث أكدت مصادر فلسطينية أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "توني بلير" التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" في الدوحة قبل عدة اسابيع في زيارة أحيطت بالسرية والكتمان، وناقش "بلير" مع "مشعل" الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة وكيفية التعامل معها هناك، بجانب بحث التهدئة والحصار المفروض على قطاع غزة، وعملية الإعمار وسبل عدم تفجر الأوضاع المتدهورة. "بلير" الذي استمر في منصبة لمدة 8 سنوات واجه انتقادات حادة وهجومًا غير مسبوق بسبب فشله في أن يكون وسيطًا نزيهًا للسلام في المنطقة، حيث ظل طوال هذه السنوات وفيًا لسياسات الإدارة الأمريكية، ومدافعًا عن سياسات تل أبيب، ومخادعًا في إدعائه العمل لوضع أسس الدولة الفلسطينية، فضلاً عن إرثه الدموي من الحروب التي أججها في العراق وأفغانستان بمعية حلفائه الأمريكيين والتي لا تزال نيرانها مستعرة حتى الآن. يبدو أن تعيين "توني بلير" في منصبه الجديد كمكافح ل"معاداة السامية" من خلال توليه منصب "رئيس المجلس الأوروبي المعني للتسامح والمصالحة" يأتي كمكافأة نهاية الخدمة من قبل قيادات الاحتلال الصهيوني بعد أن عمل طوال هذه السنوات على إرضائها والمحافظة على مصالحها أولًا، وهو ما جعل القيادات الصهيونية تعرب عن أسفها بعد الإعلان عن اعتزام "بلير" تقديم استقالته.