طوال سنوات مريرة وأهالى قرى مركز زفتى بمحافظة الغربية يعانون أشد المعاناة من مشاهد الاعتداءات المتكررة والمتنوعة على نهر النيل: بالمزارع السمكية، والردم، والبناء في النيل. وكثيرًا ما أرسلوا الأهالي شكاوى، ولكن لا مجيب، حيث يحدث كل هذا تحت سمع وبصر الأجهزة المحلية والتنفيذية على تعاقب عهودها، ولم يقف يومًا أحد من أولئك المسئولين الذين أقسموا يمين الولاء للوطن في وجه تلك الاعتداءات، وتصاعدت الشكاوى على جميع المستويات، وكلها هباء. كاميرا "البديل" رصدت التعدي السافر والهيجان الشعبي الذي يشبه الثورة ضد بعض الأشخاص الذين يحاولون الاستيلاء على أرض ملك نهر النيل تابعة لوزارة الري بقرية "سندبسط" مركز زفتى بمحافظ الغربية، بعد قيام أحد الأهالى بالبناء على أراضي طرح النهر، الواقعة على شاطئ النيل، والمملوكة للدولة طبقًا للقانون 7 لسنة 91، والمحظور البناء عليها طبقًا للقانون، وتقع داخل خط التهذيب للمجرى المائي والخاضعة لقانون الرى والصرف. من جانبه تقدم المهندس مجدى عجيل من سكان المنطقة ببلاغ للنائب العام ووزير الرى ضد أحد الأهالى بالقرية؛ لقيامه بالبناء على نهر النيل مباشرة، وذكر أنه تقدم بشكاوى كثيرة لإدارة الرى ومجلس المدينة ومجلس القرية التابعة لمركز زفتى، ولكن المسئولين فى ثبات عميق، على حد وصفه. وأشار إلى أنه بعد أن تقدم الأهالى بشكاوى لحماية النيل ومجلس القرية، صدر قرار بوقف البناء، ولكن المسئولين بمجلس القرية رفضوا تنفيذ القرار؛ لوجود صلة قرابة مع رئيس مجلس القرية، كما أن المتعدى من ذوي النفوذ والمال ويتعدى على النيل؛ من أجل إقامة مجموعة أبراج سكنية. ولفت عجيل إلى أن قرار الوقف صدر بعد البناء، ويعد صوريًّا، ولم تتم الإزالة الفورية؛ لوضع الدولة أمام الأمر الواقع. فيما طالب الأهالى وزير الرى ورئيس الوزراء بسرعة التدخل؛ لوقف التعدى على الأرض المملوكة للدولة، ومحاسبة المقصرين من الوحدة المحلية وإدارة الرى، متسائلين "إلى متي يستمر هذا التعدي على شريان حياة المصريين؟ ألا يعتبر نهر النيل في ظل ما نعلم جميعًا قضية أمن قومي؟ ثم أين هي وثيقة النيل التي طالما حدثونا عنها؟ إننا رغم أننا كمن ينادي في صحراء، فلن نمل النداء والصراخ؛ لعل وعسى نجد أذنا مصغية وضمائر يقظة؛ لتضع حدًّا لكل تلك الاعتداءات من بناء وتعدٍّ بالخرسانة المسلحة. ألا يكفي كل ذلك للقضاء على النهر، بل على حياة المصريين، وحينها فإننا نقتل أنفسنا بأنفسنا؟! لله الأمر من قبل ومن بعد".