مرفت التلاوي: الاستراتيجية استغرقت عامًا لتدشينها.. وشاركت فيها 12 وزارة وهيئة ومنطمة مجتمع مدني اللواء أبو بكر عبد الكريم: وزارة الداخلية تحترم المرأة المصرية ومؤمنة بحقوقها وزارة العدل: الاستراتيجية تحمل رسالة شكر للأم المصرية التى أنقذت الوطن أكثر من مرة وقدمت شهداء له الفقر والحرمان من الصحة والتعليم وغياب فرص التمكين السياسى والوظيفى من أبرز أشكال العنف التى تواجه المرأة المصرية. ولم يعد العنف هو ذلك الشكل التقليدى من الضرب أو الإهانة الجسدية، بل العنف النفسى والسياسى والدينى والإعلامى، بتبنى خطابات إعلامية ودينية ذكورية تحتقر المرأة وتهمشها. ويلزم تجاه ذلك مواجهة حاسمة، كانت أولى ثمارها هي الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة التى دشنها المجلس القومى للمرأة ظهر أمس الاثنين فى أحد فنادق القاهرة، بحضور الوزرات المشاركة فى صياغتها، ولتكون الاستراتيجية خريطة الطريق للدولة المصرية خلال الخمس سنوات المقبلة لتنفيذها من 2015 – 2020 وتفعيلها على أرض الواقع. وقالت السفيرة مرفت التلاوى – رئيس المجلس القومى للمرأة – إن صياغة الاستراتيجية استغرقت ما يقرب من عام، بالتنسيق مع 12 وزارة وهيئة حكومية ومنظمات المجتمع المدنى، فضلاً عن دعم ومشاركة صندوق الأممالمتحدة للسكان وهيئة الأممالمتحدة للمرأة والاتحاد الأوربى وUNDP برنامج الأممالمتحدة الإنمائى، وسفارة اليابان؛ للخروج بمحاور تخص مكافحة العنف ضد المرأة خلال الخمس سنوات المقبلة. وأضافت أن المجلس القومى سيكون دوره رقابيًّا للكشف عن تفعيل هذه الوزارات للاستراتيجية عبر المؤسسات المختلفة، سواء الأوقاف أو الشباب والرياضة أو الداخلية أو العدل أو هيئة الاستعلامات، وغيرها. موضحة أن مكافحة العنف سوف تتحقق من خلال وحدات تكافؤ الفرص بالوزارات التى تساعد فى تمكين النساء للأماكن القيادية دون تمييز، فضلاً عن إجراء البحوث والدراسات. وأشارت التلاوي أن الخطوات التى تم اتخاذها فى مجال القضاء على العنف ضد المرأة تعد نموذجًا لمواجهة المشاكل الاجتماعية المعقدة التى تواجه الوطن فى الوقت الراهن، ويأتى ذلك بتوافر الإرادة السياسية الداعمة لحقوق المرأة والتي تخلق مناخاً مواتياً لتحقيق مبدأ المساواة وكذلك اهتمام كبار المسئولين بالدولة، وبالتعاون الوثيق بين الوزارات والهيئات المعنية، وكذا مشاركة المجتمع المدنى. وأكد المستشار مدحت بسيونى – مساعد وير العدل – أن وزارته شاركت فى وضع الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة خلال الأشهر الماضية، إلى أن خرجت للنور بهذه الصورة المشرفة التى تعتبر نموذجًا ودليلاً تواجه به مصر العالم أجمع بأنها تحترم حقوق المرأة والإنسان بصفة عامة. وأضاف بسيونى أن الاستراتيجية تحمل رسالة شكر للأم المصرية التى أنقذت الوطن أكثر من مرة، وقدمت شهداء له، ومن ثم فهذه المرأة تستحق كل تقدير، وكان الدستور سباقًا لذلك، معربًا عن أن الاستراتيجية رسالة للإعلام بالاهتمام بقضايا المرأة، خاصة الأم التي هي صمام الأمان للمجتمع. أما عن دور وزارة الداخلية فى صياغة الاستراتيجية فأوضح اللواء عبد الكريم أبو بكر – مساعد وزير الداخلية لشئون العلاقات العامة والإعلام- أن إطلاق هذه المبادرة المتميزة بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة يستهدف القضاء على كافة أشكال العنف، مشيراً إلى أن الاستراتيجية استغرقت وقتًا طويلاً للخروج بهذه الصورة المتميزة، وأنه تم بذل الكثير من الجهود إزاء ذلك، بالتعاون مع كافة الوزارات، مؤكدًا أن وزارة الداخلية تحترم المرأة المصرية ومؤمنة بحقوقها، لذلك أنشأت بقطاع حقوق الإنسان إدارة لمكافحة جرائم العنف ضد المرأة، بالإضافة إلى إنشاء أقسام لمكافحة العنف ضد المرأة بمديريات الأمن فيها عناصر نسائية؛ حتى تكون قادرة على مساعدة المرأة المعنفة، وتعمل في كل الأوقات والمناسبات، متمنيًا أن تحقق الاستراتيجية الأهداف المطلوبة منها. ومن جانبه قال الدكتور عباس شومان – وكيل مشيخة الأزهر الشريف – إن إسلامنا ينبذ العنف والتطرف والإرهاب، وينظر للعنف على أنه آفة تهدم أمن المجتمعات وتهدد استقرارها، وينظر إلى صور العنف التى تطال الجسد فى بعض حالاتها إذا تطورت على أنها من صور الإفساد فى الأرض، وليس العنف الجسدى فقط، ولكن العنف النفسى والمعنوى، فكل صوره ممقوتة فى الإسلام. وأضاف أن من أقبح أنواعه العنف الموجه إلى كائن خلق بطبيعته لينًا ضعيفًا رحيمًا، يخفف من مصاعب الحياة وضغوطها، ففى القرآن الكريم «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها». فالمرأة خلقت للسكن والرحمة. هذا هو الإسلام، فهى قطعة من الرجل، والتعامل بينهما على أسس الرحمة والمودة. مشددًا على أن من يخرج عن هذه التعاليم فهو غير فاهم لدينه، وهى مشكلة نعانى منها. وأشار شومان إلى أن الخطاب الدينى الحالى يتصف بالذكورية، فبعض من يتصدون للخطاب الدينى لا يفهمونه الفهم الصحيح، ويصورون المرأة على أنها خلقت لخدمة الرجل والوفاء بواجباته، وهى لا حقوق لها، وأن مفتاح الجنة بإرادته، وهذا ليس فى الإسلام، وليست هذه هى الأمانة التى نحملها، بل إن شعار الإسلام «إنا خلقناكم من ذكر وأنثى». المجتمع مكون من ذكر وأنثى، والنساء شقيقات الرجال، وليست وسيلة لمتعة الرجل، ولا للتنفيس عن غضبه. ولفت إلى أن الإسلام بريء من الخطاب المتحيز، وممن يسئ إلى الإسلام ويدعى أنه من رجال الأزهر، ومن أنشأ قناه نسمع فيها كلامًا تافهًا عن ضرب المرأة وغيره من الهراء الذى لا وجود له فى ديننا. وأعلن شومان أن الأزهر على استعداد للتعاون مع المجلس القومى للمرأة لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة من خلال عقد المؤتمرات والندوات التى تسعى لنشر ثقافة التعايش السلمى بين الرجال والنساء فى المجتمع.