لاتزال العلاقات الأمريكيةالإيرانية في حالة من التوتر رغم الاتفاق النووي الإيراني، حيث إن واشنطن لا تكف عن ملاحقة طهران في كل مكان، فمنذ أربع سنوات دعمت الإدارة الأمريكية الحرب بالوكالة ضد إيران في كل من سوريا وإثارة الاضطرابات في لبنان المجاورة، وفي هذا السياق قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن الصراع الدائر في سوريا هو صراع بالوكالة يستهدف إيران، بالإضافة إلى روسياوالصين، فبالعودة إلى عام 2007، حذر الصحفي الأمريكي "سيمور هيرش" الحاصل على جائزة بوليتز، في مقال له بصحيفة "نيو يوركر" من إعادة توجيه سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة بحجة مكافحة الإرهاب والحرب عليه، مؤكدا أنها حرب طائفية يجري تصميمها من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل وتهدف إلى خلق جيش من الإرهابيين المتشددين. ويضيف الموقع أن تقرير "هيرش" كان مختلف حيث استشهد بالعديد من المسؤوليين الأمريكيين الذين حذروا من الصراع الطائفي بدعم الغرب الذي يستعد للصراع، مشيرا إلى أنه بعد ذلك ظهر تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما تنبأ به "هيرش" تحت مسمى الجيش الطائفي، وقام التنظيم بزعزعة استقرار سورياولبنان على وجه الخصوص للتمهيد لحرب قادمة ضد إيران، تم تأكيد ذلك بموضوع طرحته مؤسسة بروكينجز في عام 2009 بعنوان " ما هو الطريق إلى بلاد فارس؟". ويرى الموقع الكندي أن المناقشة العلنية للموضوع بدأت بإنشاء الهيمنة الأقليمية والتي تهدف إلى سيطرة الولاياتالمتحدة وشركائها الإقليميين على المنطقة في محاولات لتأطير إيران واعتبارها قضية أمن وطني واستقرار عالمي، من خلال نشر الشائعات الكاذبة، لافتا إلى أن صناع السياسة الأمريكية يعترفون بأن المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي هي مجرد خطوة من عدة ذرائع يجري استخدامها لتعزيز التخريب والتوتر السياسي ولتبرير الحرب على الحدود الإيرانية. صورة المفاوضات النووية ويؤكد "جلوبال ريسيرش" أن الأهم من ذلك هي التفاصيل التي أعلنها بروكينجز بكل صراحة حول كيف يمكن للولايات المتحدة شن حرب على إيران من خلال إسرائيل، من أجل الحفاظ على سياسة الانكار من خلال السماح أو تشجيع ضربة عسكرية إسرائيلية، مشيرا إلى أن إسرائيل حاليا غير راضية عن الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى، وبالتالي يستحوذ الغضب الإسرائيلي على عناوين الصحف، وربما تشن حربا على إيران، وهي لاتزال تتلقى المساعدات العسكرية والسياسية الضخمة من الولاياتالمتحدة. ويضيف الموقع أن الغرض من التداعيات هو إنتاج غرفة مشتركة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، بحيث يتم خلق الإجراءات الممكنة التي تتخذها إسرائيل بشأن مهاجمة إيران وخلق حرب باردة مع الولاياتالمتحدة، موضحا أن هذه المسرحية مثيرة للقلق وعلامة على العدوان تجاه إيران. ويوضح "جلوبال ريسييرش" أنه باعتراف الجميع استرايجية الولاياتالمتحدة في تدمير سورياولبنان تهدف إلى ما هو أكبر من ذلك حيث إيران، ولذلك ليس من المستغرب دعم واشنطن للجماعات الإرهابية ورعايتها للإرهاب، مضيفا أن الجهود الروسية الصينية لعرقلة الولاياتالمتحدة في سوريا منذ نحو أربع سنوات تهدف إلى حماية المصالح والحفاظ على الذات ومنع امتداد الصراع إلى إيران ثم إلى جنوبروسيا وفي نهاية المطاف إلى غرب الصين.