نشر موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي اليوم تقريرا حول استهداف الأقليات الدينية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة مسيحي العراقوسوريا، قائل إن تلك الحروب تمهد الطريق لصراع الحضارات لإعادة رسم خريطة المنطقة. ويضيف الموقع أن المسيحيين العراقيين والسوريين يتم تدمير كنائسهم ومجتمعاتهم القديمة من قبل الإرهابيين المدعومين من الولاياتالمتحدة، حتى تتحق الأهداف الاستراتيجية لواشنطن وإسرائيل وهي إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويشير "جلوبال ريسيرش" إلى أن هناك محاولة لتطويق العرب وإنشاء خطوط مميزة، فهذا مخطط يجري على مراحل لوقف الخلط بين المجتمعات والبلدان، وهو ما يجري الآن في سوريا. ويوضح الموقع الكندي أنه في خضم الربيع العربي ومع بدء الأزمة في سوريا، قامت الكنيسة المارونية في لبنان بانتخاب بطريرك جديد في 15 مارس 2011، وهو "مار بشارة بطرس الراعي"، الذي حول سياسة الكنيسة بعيدا عن تلك السياسة التي اتبعها سلفه "مار نصر الله بطرس صفير"، والذي كان يتبع وبشدة حزب "سمير جعجع" وتحالف 14 آذار بقيادة رئيس الوزراء الأسبق "رفيق الحريري". ويلفت الموقع إلى أن البطريرك "نصر الله" كان على خلاف مع دمشق ورفض زيارة المجتمعات المارونية داخل سوريا، وداخل لبنان كانت علاقته متوترة مع حزب الله والتيار الوطني الحر بقيادة "ميشال عون" وبقية تحالف 8 آذار، إلا أن "بشارة" غير تلك السياسة وأعلن دعمه لحزب الله وسوريا. ويوضح أن حزب الله جمد اجتماعته مع الكنيسة المارونية تحت قيادة "صفير"، ولكنه فتح باب الحوار مجددا تحت قيادة "بطرس"، فقد أعلن الحزب عن مخاوفه بشأن تطهير المسيحيين من بلاد الشام والشرق الأوسط. تنتاب البطريرك الجديد مخاوف من أن عائلة "الحريري" التي تدعمها السعودية يمكن أن تدمر المسيحيين في لبنان من خلال دعمها المنظمات والمليشيات المتطرفة التي تدعم علنا تنظيم القاعدة ولديهم ميول معادية للمسيحية، كما أنه حذر من جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في عام 2011. ويلفت الموقع إلى أن "بشارة" مثل حزب الله والتيار الوطني الحر، فقد أدرك الراعي أن الإرهابيين لن يهاجموا لبنان، إذا تم سحقهم في سوريا. أصبح دعم "بشارة" لحزب الله وسوريا واضحا عندما التقى الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" في قصر الاليزية يوم 5 سبتمبر 2011، والذي كان لديه خلاف مع النظام السوري، إلا أن البطريرك أكد رفضه للتدخل الأجنبي في سوريا، كما أوضح أن التهديد الحقيقي للبنان يتشكل في إسرائيل. ويقول "جلوبال ريسيرش" إن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بدأت تدرك أن الطائفية اعتلت المجتمع السوري التعددي، وهو يواجه التفكيك المدني والتطهير العرقي، وذلك في عام 2012، مشيرا إلى أن الطوائف المسيحية في بلاد الشام أدركت أن تواجدها أصبح على المحك، كما أن الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية تحاولان خلق دول طائفية لبداية صراع الحضارات في المنطقة. ويختتم "جلوبال ريسيرش" بقوله: مشروع الهجوم على المجتمعات المسيحية الصغيرة القديمة في سوريا وإعادة توطين الطوائف المسيحية خارج المنطقة وحصر المسلمين داخل الدول العربية يهدف لخلق صراع الحضارات.