بيروت: تباينت آراء التيارات السياسية اللبنانية من تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أثناء زيارته الحالية إلى فرنسا وتنذر بمواجهة سياسية ودينية جديدة بعد تجاوز الأزمة السياسية الأخيرة حول خطة الكهرباء واحتمال الدعوة إلى عقد مؤتمر عن المسيحيين والربيع العربي يحضره شخصيات مسيحية أكاديمية وسياسية وثقافية لإعداد ورقة تأسيسية تحدد عناوين وثوابت هذه العلاقة ودور المسيحيين في المرحلة المقبلة على العالم العربي. وأعلن نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني تأييده كلام البطريرك الراعي في باريس من أجل حماية لبنان من الأخطار، ووافق على ما أعلنه، معتبرا أن رؤيته الثاقبة أثبتت سعة أفق مرجعيته الدينية والوطنية. وقال بري: "إن هذه "الرؤية" التي يقودها الراعي ويعمل على تطبيقها حيال المسيحيين تصب في خدمة سائر اللبنانيين، وسيكون له كلام عندما يشاهد رأس الكنيسة المارونية في جولته الجنوبية المنتظرة، ولطالما وجه أكثر من دعوة للجنوب الى الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير". وصدمت القيادات المسيحية التي تدور في فلك قوى 14 مارس/ آذار المعارضة من تحذيرات الراعي من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد على أوضاع المسيحيين في سوريا، واعتباره أن سلاح "حزب الله" مرتبط باستمرار الاحتلال الإسرائيلي، فقد كشف مصدر قيادي مسيحي أن قادة مسيحيي 14 آذار عازمون على عقد اجتماع عمل مع البطريرك الراعي بعد عودته من رحلته الخارجية، بغية البحث معه في خلفية مواقفه الأخيرة لا سيما ما يتصل منها بعلاقة المسيحيين بالربيع العربي عامة والثورة السورية على وجه التحديد. وأضاف المصدر ان مسيحيي 14 آذار "عازمون على مصارحة البطريرك بشأن رؤيتهم الى موقع المسيحيين في هذه اللحظة الانتقالية الحساسة في المنطقة وهم سيحددون موقفهم من الراعى ومن شكل ومستوى العلاقة معه سياسيا ووطنيا وفق الأجوبة التي سيسمعونها من البطريرك.