كغيره من مراكز الشباب يعانى مركز شباب قرية "نجريج" إحدى القرى التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية من تجاهل تام من مسئولى مديرية الشباب والرياضة بالمحافظة؛ مما جعله أشبه بالمقبرة؛ نتيجة الإهمال الشديد الذى يعانيه المبنى ومحتوياته، وتحيطه القمامة من كل جانب، إضافة إلى عن عدم وجود أى نشاط رياضى يذكر سوى بعض الجهود الفردية من شباب القرية. وقال الغمرى عبد الحميد السعدنى مدرب بمركز الشباب وأول من أنشأ فريق مدرسة الكرة، إن النجم العالمى محمد صلاح صال وجال على ملعب هذا المركز، وكانت موهبته واضحة تمامًا منذ التحاقه بمدرسة الكرة بالقرية، ولمعت حينما وصل إلى 11 عامًا، حيث تبين أنه لاعب لا غبار عليه، رغم ضآلة جسمه، إلا أنه صانع ألعاب موهوب، ويجيد التصويب من مسافات بعيدة. أحب الكرة وفضلها على التعليم، رغم أن مجموعه تخطى الدخول إلى الثانوية العامة، إلا أنه فضل التفرغ للرياضة، والتحق بالثانوية الفنية بمدينة بسيون، وكان نجمًا بارزًا فى الدورات الكروية على مستوى مراكز الشباب؛ ما جعل الكشافة يتهافتون عليه، وشجعه والده على الانضمام لنادى اتحاد بسيون، حيث كانت انطلاقته، فكان أصغر ناشئ فى الدورى الممتاز بعد انتقاله إلى المقاولين العرب، ومنه إلى بازل وتشيلسى الإنجليزى، ثم الإعارة فى فورنتينا الإيطالى. وطالب الغمرى المسئولين بمديرية الشباب والرياضة بالغربية بضرورة إحلال وتجديد المركز وتغطية الملعب الخماسى بالنجيل الصناعى، مشيرًا إلى أن النادى خرج منه محمد صلاح، بالإضافة لتقديمة أجيالاً من اللاعبين الموهوبين، كما أن به 30 ناشئا خرجوا من هذا الملعب مؤخرًا إلى أندية الأقاليم. وقال أشرف بدر وحمدى الدقاق ومحمد أبو غالية من شباب القرية إنهم مع باقى الشباب يمارسون كرة القدم باستمرار بملعب المركز، لكنهم يصطدمون بوجود حفر عميقة فى أرض الملعب، مطالبين بإعادة تنجيل الملعب وتوفير صالة لألعاب الحديد، وضرورة توفير مدربين مؤهلين لمختلف الألعاب ودعمهم ماديًّا بالشكل اللائق، بالاتفاق مع مديرية الشباب والرياضة؛ من أجل صناعة بطل فى كل لعبة وليس كرة القدم فقط. كما طالب المهندس ماهر شتية عمدة القرية الدولة بتدعيم مراكز الشباب بتخصيص ميزانية لكل مركز شباب يحددها مجلس إدارة المركز، وأن يستغل كل مركز شباب الميزانية المخصصة له فى توفير مدربين بمرتبات كافية؛ لتساعدهم على العمل بإتقان، وليشعر اللاعب بالراحة النفسية، لوجود مركز شباب قريب منه ومتاح به مختلف الألعاب الفردية والجماعية، بدلاً من التنقل بعيدًا عن محل إقامته؛ للعب في مركز شباب لائق، وأن يكون دعم مركز الشباب فى القرى مثل المدن. وأشار بسيونى أبو قمر إلى أن النجم محمد صلاح خلال زيارته الأخيرة لقريته لم ينسَ شباب قريته، بل تبرع بكمية كبيرة من قمصانه للعديد من الشباب الذين تواجدوا للعب الكرة في مركز الشباب الذي بدأت فيه موهبته، وهنا تذكر صلاح أيامه الأولى في عالم الساحرة المستديرة عندما كان يلعب في مركز شباب "نجريج" وشاهده أحد كشافي نادي المقاولين العرب، وتمسك بإحضاره للاختبار في صفوف النادي، وأقنع والده بعد عناء، حتى وصل إلى أن يكون نجمًا عالميًّا تفتخر به القرية أمام العالم.