تصوير : محمد حكيم أثارت أحداث اشتباكات مسلمي ومسيحيي "العور" بمركز سمالوط بالمنيا، اهتمامات الرأي العام، خاصة لفقد القرية 13 شابا ضمن 21 ذبحوا علي يد تنظيم "داعش" في ليبيا، وبعدما اعترض الأهالى على بناء كنيسة تحمل أسمائهم. "البديل" انتقلت إلي القرية، والتقت عدد من المسئولين وأطراف الاشتباكات، ورصدت الأوضاع داخل تلك البقعة، واصطفت سيارات الأمن المركزي عل مدخل الشارع المؤدي للكنيسة وأمامها، وكذلك على مداخل ومخارج القرية، كما بدأ العمال تمهيد الأرض المخصصة لبناء الكنيسة. البداية كانت داخل كنيسة "السيدة العذراء"، وقال كاهن الكنيسة، القس مقار عيسي ل«البديل» إن القرية يسودها الهدوء والاستقرار، وإن جلسة صلح عقدت، مساء الأحد المنقضي، اتفق الأطراف خلالها علي نقل المكان المخصص لبناء الكنيسة من شرق القرية إلي غربها، باعتبار أن ذلك حل وسط، يهدف للتهدئة. وبسؤاله عن حقيقة أحداث اشتباكات الجمعة الماضية، قال إنهم فوجئوا في تمام الثامنة مساء الجمعة، بعدد 4 سيارات ربع نقل يستقلها قرابة 200 شخص من خارج القرية، رشقوا الكنيسة بالطوب والحجارة وأحرقوا سيارة مملوكة لمسيحي، وأتلفوا باب ودكة خفير الكنيسة، غير أنهم فشلوا في اقتحام الكنيسة، نافيا حيازتهم أسلحة من أي نوع. وأضاف أن الأحداث أسفرت عن إصابة 3 أشخاص فقط تواجدوا داخل الكنيسة، وبعد نصف الساعة من عملية الهجوم حضرت قوات الأمن من مركز سمالوط للقرية، وألقت القبض علي 7 أشخاص، طلبت الكنيسة خلال جلسة الصلح الإفراج عنهم لتهدئة الأوضاع واستجابت قوات الأمن. مجموعة من مسيحيي القرية التقتهم "البديل" داخل الكنيسة، لم تختلف أحاديثهم، عن حديث راعي الكنيسة، فيما رفض البعض التحدث، وقال ملاك ناجح إن الأوضاع مستقرة وما حدث كان مجرد سوء تفاهم، نافيا وفود مسلحين داخل سيارات لمهاجمة الكنيسة وقال إنهم صبية صغار. في الوقت نفسه رصدت عدسة البديل عدم وجود أية تلفيات داخل الكنيسة أو بواجهتها من الخارج، بالإضافة لعدم وجود أية تلفيات بالباب الرئيسي أو دكة الحراس. وأكد شهود عيان لتلك الاشتباكات المفتعلة، أن الكنيسة استعانت بشباب مسلح من قرى مجاورة، لحمايتها حتى الصباح، مستشهدين بعدد ممن شاهدوا أولئك الشباب عقب خروجهم من الكنيسة فجرًا، على حد قولهم. محمد هارون صديق، أحد أهالى من القرية، والحضور بجلسة الصلح، قال "ما أثير إعلاميا لا علاقة له بالواقع، ولا يوجد تطرف أو متطرفين بالقرية ولا حتى أحزاب سياسية، وجميع أهالي القرية تربطهم علاقات تاريخية وقديمة، وكل ما حدث كان مجرد خروج تظاهرة رافضة لبناء الكنيسة بجوار مسجد، والمطالبة بإبعادها إلي مكان آخر، وهو ما تم الاتفاق عليه داخل جلسة الصلح، بعدها خرج مجموعة من الصبية رشقوا الكنيسة بالطوب والحجارة، نافيا استقطاب الكنيسة لمسلحين، كما نفى هجوم مسلحين عليها، معتبرا تلك الأقاويل شائعات مغرضة. وأجمع عدد كبير من الأهالي أن خروج تظاهرة لمسيحيي القرية يوم زيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب، لعزاء أسر ضحايا مذبحة "داعش"، أثارت حفيظة بعض المسلمين؛ لأن المسيرة رفعت الصليب، ولم يتوقف منظميها عند سماع الآذان برغم طلب الأهالي الكف عن الهتافات وقتها، ما جعل البعض يبيتون النية لهم، وقد تظاهروا اعتراضا علي بناء الكنيسة لهذا السبب. "الإعلام مكبر الموضوع..ما فيش إرهاب ولا متطرفين هنا" وما أثير حول وجود مسلحين داخل الكنيسة، أو سيارات هاجمت الكنيسة أكاذيب وإشاعات، كان حديث عدد من أهالي القرية. تصريحات الأمن، روت أن مجهولون من خارج القرية هاجموا الكنيسة، وأن معظمهم لهم دوافع سياسية، بهدف وقف قرار الرئيس ببناء الكنيسة تكريمًا للضحايا وأسرهم، ولإحداث الوقيعة بين قطبي الأمة. وردا علي تصريحات الأمن..تساءل أهالي كيف يأتي مسلحون من خارج القرية، ويرتكبون أعمال عنف، ويتم عقد جلسة صلح مع أهالي القرية المسلمين والمسيحيين في حين عدم ارتكابهم عنف، وكيف يتم الإفراج عن الجناة بعد ذلك، وأجمعوا أن الحادث كان مجرد رشق صبية للكنيسة. ومن داخل البقعة المخصصة لبناء الكنيسة، والواقعة أقصي الغرب، تطل علي الطريق الفرعي للقرية، وهي أراضي زراعية مملوكة لمطرانية سمالوط، رصدت "البديل" بدء أعمال تمهيد الأرض للبناء، وقال وكيل مطرانية سمالوط، القس. داود ناشد: تم اختيار الأرض لبناء الكنيسة وملحقاتها، وأن العمال من المسلمين والمسيحيين يشاركون عملية البناء في أول مراحله. وأضاف ناشد، بأن الأوضاع آمنة حيث طبيعة العلاقة الطيبة بين أهالي القرية وما يسودها من شراكة في الأرض والزروع، وجميع منازل الطرفين متلاصقة، ووصف ما حدث علي أنه "زوبعة في فنجان" بحد قوله. وأوضح نجل عمدة القرية، محمود أنور نشأت، أن المطرانية تمتلك فدان و18 قيراط خصص منها فدان لبناء الكنيسة، نافيا تبرع أي من المواطنين باستثناء محافظ المنيا تبرع بألف جنيه، وأحد الأهالي يدعى الحاج عطية وقد تبرع بمبلغ 500 جنيها.