كنت وعدتكم من أول الحلقة الثانية، هيبقى كلام مش فاضى. وآدى الحلقة الثانية. دورت كتير على كلام مش فاضى. عموما محدش فيهم رضى يجى معايا. الكلام الجد إللى مش فاضى للكلام الفاضى. عاجبه قعدته على جنب، ومبقاش فى السوق غير الكلام الفاضى، وقد تمثل سوق "الكلام إللى مش فاضى" بقول الشاعر: ونخرج بيه فاصل قصير… سوق الحلاوه جبر واتبغددوا الوحشين ياأهل العقول والنظر ابقوا على الحلوين الحلوه بنت البلد أم العيون السود وقعت في حتة ولد واسمه كان مسعود كلِت معاه شقه مغمساها بدقه ولما زاد واغتنى سابها بقالها سنه خلى فؤادها انفطر سابها مع التايهين سق الحلاوه جبر عموما خلينا نتفق نشوف الهلس ونطلع منه كلام جد جديد، بدل الحيرة دى واللف على إللى يسوى من الكلام الجد، إللى مش فاضى للكلام الفاضى، وقاعد على جنب. نخترع حكاية أى كلام فى البتنجان، حنية، إيحاءات مخملية، عواطف حميمية، مشاعر عذرية، دهشة ناعمة، مداعبة لأرواح تئن فى محبسها ونتكلم جد، الجد أبو هيبة لفظية، وسياق يليق بقواعد من رحم اللغة الأم. هنتكلم النهاردة عن المرأة التى تدمن ليلاً حل أسئلة " آسك" دوت أف إم المشهور على مواقع التواصل الاجتماعى أعْرَف -فعل يقينى يخبرك- أنها وحيدة تماماً لا تبحث عن ضجيج بلا طحين… كذلك هو الرجل الصامت الحكيم، الذى يدمن حل إشكالات نفسه أولاً، ويجيب بأريحية عن كل الأسئلة التى توجهها نفسه، عن نفسه، لنفسه. شعور يغرى ببهجة أولية المحاولة يختلجك، يداعب شقاوة عقلك، أنت اليوم عزيزى المستمع هو موضوع حلقتنا اليوم. إذا أدركت بوعى باله مرتاح ما أردنا، ظفرت بما أردت، وعز المحاولة جيد إلى حد ما… أى سؤال ملح الآن بدأته تواً، عشرات الأسئلة تحاول القفز فى طابور الأولية، هو ذا يكفى لا تفاضل، أغلق هذا الباب، واكتف بهذا التساؤل الأول. أعزائى ربما أحضرت لكم هذه المقطوعة الموسيقية الحالمة لتساعد في أن نسعى قليلا لأن نختم بها حلقاتنا… أنصت واشترى واشرب وانتبه: "إذ لا يشتري عذب الحديث غير " الأذن الواعية " لإيصال المطلوب إلى مستودع المستقرات. أنصت إلى الناي يحكي حكايته.. ومن ألم الفراق يبث شكايته: ومذ قطعت من الغاب، والرجال والنساء لأنيني يبكون أريد صدراً مِزَقاً مِزَقاً برَّحه الفراق لأبوح له بألم الاشتياق.. فكل من قُطع عن أصله دائماً يحن إلى زمان وصله.. وهكذا غدوت مطرباً في المحافل أشدو للسعداء، وأنوح للبائسين وكلٌ يظن أنني له رفيق ولكن أياً منهم (السعداء والبائسين) لم يدرك حقيقة ما أنا فيه!! لم يكن سري بعيداً عن نواحي، ولكن أين هي الأذن الواعية، والعين المبصرة؟!! فالجسم مشتبك بالروح، والروح متغلغلة في الجسم.. ولكن أنى لإنسان أن يبصر تلك الروح؟ أنين الناي نار لا هواء.. فلا كان من لم تضطرب في قلبه النار.. نار الناي … … … ، وحميا العشق وهكذا كان الناي صديق من بان وهكذا مزقت ألحانه الحجب عن أعيننا.. فمن رأى مثل الناي سماً وترياقاً؟! ومن رأى مثل الناي خليلاً مشتاقاً؟! إنه يقص علينا حكايات الطريق التي خضبتها الدماء … … … ويروي لنا أحاديث عشق المجنون الحكمة التي يرويها، محرمة على الذين لا يعقلون، إذ لا يشتري عذب الحديث غير الأذن الواعية. [email protected]