الديون والمزيد من الإفقار والبطالة والمرض والعوز نصيب الشعب من تلك الحكومة التى لم تكتفِ بالمتاجرة بأحلام المرضى الفقراء، بل زادت الطين بلة بمنع العلاج عنهم، وتعالت صرخات ملايين المرضى من أجل الحصول على رعاية صحية ودواء، كحق من حقوقهم، لكن صرخات الغلابة دائمًا لا يسمعها أحد من المسؤلين، فهل ستظل الطبقة الفقيرة محرومة من الحق في العلاج؟ وإلى متى ستظل الخدمات الصحية في بلدنا بهذا القدر من التدني؟ إن هذا الشعب المطحون يدرك في كل يوم أن ثورته الحقيقة هي يوم يثور على سلطة رأس المال، وأن نصره الحقيقي هو يوم يستعيد ثروته المنهوبة، ويحاكم من سلبوا منه العيش والحرية والعدالة والكرامة. من هؤلاء المرضى الموجعين الشاب حمادة عبد الرحمن الطحان، الذى يقيم بقرية "الجابرية" التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، والذى يناشد الرئيس عبد الفتاح السيسى إصدار قرار لعلاجه على نفقة الدولة، بعد أن عجز الأطباء فى المستشفيات الحكومية والخاصة عن مداواته، لدرجة جعلته يصرخ مستغربًا من اهتمام العالم بموت كلب، بينما هو يموت يوميًّا دون أى اهتمام من الدولة. يقول حمادة "أعانى من مرض نادر يطلق عليه "فابرى"، وليس له علاج فى مصر كما قال الأطباء، نتج عنه تقصير فى الكلى والتهاب في الأعصاب ومأساة فى القرنية وتضخم بعضلة القلب وظهور حبيبات على جلد الجسم"، لافتًا إلى أنه تم حجزه بمستشفى الجامعة بطنطا دون أى علاج؛ مما دفعه للجوء لمستشفى المنصورة، لعل وعسى يجد حلاًّ لمأساته الصحية، ولكن للأسف زادت حالته سوءًا، حيث أكد له الأطباء أنه يعانى من مرض خطير ونادر جدًّا، وأن علاجه بالخارج وليس داخل مصر. وتابع قائلاً "أنا راجل على قد حالى ومتزوج وعندى بنت، ووالدتى ست كبيرة تبيع المخلل بالسوق، وهى التى تصرف على علاجى، والمسؤلون بجهاز العلاج على نفقة الدولة رفضوا استلام طلبي أكثر من مرة دون إبداء أى أسباب، وأقل كشف عند أى طبيب 200 جنيه، وليس لى تأمين صحى ولا وظيفة، وشقيقى الكبير مريض بالكلى، ويغسل 12 مرة فى الشهر، ووالدتنا هى التى تصرف علينا". مؤكدًا "إحنا لينا حق على الدولة. سنتين أعانى ومحرج أطالب بحقى؛ لأنى عارف إن الوطن بيمر بظروف صعبة، بس مش قادر خلاص. تعبت. أنا متزوج وعندى بنت. لو أمى توفاها الله مش عارف حاروح فين وأعمل إيه؟". وقال غاضبًا "الإعلاميين بيهربوا منى. أحمد موسى وريهام سعيد اتصلت بيهم أكتر من مرة، ولا عبَّرونى، وبعت رسالة لريهام سعيد قلت فيها: أبوس إيدك عاوز أتعالج.. اوضعوا لى حل. حتى عمرو الليثى زوجتى راحت له في القاهرة أكثر من مرة، رجَّعها بالأوراق رغم مشقة السفر وبهدلة الطريق. دي الدنيا اتقلبت يوم كلب الهرم، والإعلام كله اتكلم. أما أنا باموت وما فيش حد راضى يسمعنى أو يقف جنبى، وصرخ "اعتبرونى حيوان وعالجونى. مش عارف الحكومة عاوزة إيه. هل أروح أتاجر فى المخدرات، أو أشغل زوجتى عشان أعرف أصرف على علاجى؟". واختتم بقوله "أجد صعوبة فى توفير العلاج وشرائه"، مطالبًا الرئيس السيسى وأهل الخير بمساندته.