لم تراع الهيئة الهندسية المخصصة حين تم حفر ترعة الصرف الصحي المعروفة ب"كومومبوا" والممتدة بصحراء مركز الصف التابع لمحافظة الجيزة، المعايير المهنية، الأمر الذى تسبب فى انهيار الجسر وحدوث كارثة، وسط غفلة من المسئولين. ترعة «كومومبوا».. انهيارات متلاحقة في الجسر كانت البداية في أكتوبر عام 2013، حينما أدي انهيار الجسر الخاص بالترعة إلى تسرب المياه ونزولها إلى مخر سيل قرية الأقواز التابعة لمركز الصف والذي لم يتطهر منذ ثلاثة سنوات في وقتها، فعدم صلاحيته لتحمل كميات كبيرة من المياه، أدي إلى تسرب المياه من على جانبيه وغرق ما يقرب من 80 فدانا مزروعين فعليا بطاطس وبرسيم، وصعود المياه إلى منازل قرية الأقواز وعرب النور "الزنجور" وعزبة الشيمي وتشريد أكثر من 150 أسرة. وهنا تعالت الأصوات المطالبة بعمل كوبري مشاة فوق الترعة لتسهيل عبور الفلاحين وعدم غرق الأراضي والتمكن من التنقل بين القرى بصورة سلسة، لكن الحكومة كعادتها سمعت مطالب الأهالي دون أن تنفذها. وفي المرة الثانية بعدها بشهرين، وتحديدًا في يناير 2014، انهار الجسر مرة أخرى بعد أن رممته المحافظة، مما أدي انهيار بالجسر الترابى الأيمن لترعة الصف بطول 30 مترا شرق قرية الأقواز بمحافظة الجيزة عند الكيلو 20، ما أدى إلى تسرب المياه إلي الأراضي الصحراوية المجاورة وغرق 10 أفدنة من المزارع التي تروي بمياه الصرف الصحي، ثم وصلت المياه إلى مجري مخر سيل قرية الأقواز الذي يمتد بين قرية عرب الحصار والأقواز، الأمر الذى تسبب فى كارثة كبرى، حيث غرقت المنازل بسبب تسرب تلك المياه. يقول أمين أحمد، أحد أصحاب المنازل التى غرقت: «استيقظت على صياح الأولاد، فوجدت المياه قد ملئت المنزل من كل مكان حتى أحاطت بالسرير»، مشيرًا إلى أن الأذى وقتها لحق بكل محتويات المنزل والأثاث والمواشي. وأضاف "أحمد": «وعد محافظ الجيزة بتعويض أهالى البيوت الى غرقت، لكن مر اكثر من عام ولم نر شيئا، حتى البلاغات التي قدمت إلى المحافظة وإلى الهيئة العامة للطرق ومطالبتنا برصف طريق لنا، لم تلق أي ردود». ولم يتوقف الأمر عند هذا، ففي نهاية عام 2014 وتحديدًا في نوفمبر الماضي، أنشئت وزارة الري ترعة بديلة موازية للقديمة؛ لأن الترعة تحيط بها منذ أكثر من 23 سنة مشكلات فنية جسيمة، مثل تسرب المياه إلى مجري سيل قرية الأقواز، حيث تم تصميم كوبري عند مدخل قرية "عرب النور" باستخدام مواسير صلب وضعت على مستوى أعلى بكثير من مستوى مجري مخر السيل، فهي عرضه للانسداد في أي وقت، وكذلك ارتفاع منسوبها يؤدي إلى رد المياه في اتجاه قرية الأقواز. كوبري مشاة علوي.. حلم الأهالي المستحيل وفي الوقت الحالي، لا تزال مطالب الأهالي بإنشاء نفق أو كوبري أعلى الترعة ليكون وسيلة لهم للعبور، محل إهمال من الهيئة العامة لطرق، على الرغم من التقدم بطلبات تحمل رقم 958 و1068 إلى وزارة النقل لعمل كوبري علوي أعلى الترعة إلا أنها مازلت علامة استفهام بالنسبة للجميع. من جانبه يقول المهندس كريم محمد، مسئول المحافظات بالهيئة العامة لطرق والكباري، إن إنشاء كوبري أعلى ترعة الصف يعد ضمن خطط المحافظة وليس ضمن خطط الوزارة، مرجحا تعاون بين المحافظة والوزارة في تنفيذه. ولفت إلى أن الأزمة تتعلق بالري والمحافظة أكبر ما تتعلق بالهيئة العامة لطرق والكباري، موضحًا إن إنشاء كوبري مشاة لا يتعارض تنفيذه مع الترعة، سيكون حلا أمثل للأهالي، لكن المشكلة دائمًا تكمن في خطط المحافظات بالتزامن مع خطط التطوير التي تحتاج إلى أمر عاجل. وأكد "محمد" أن هيئة الطرق بالفعل تلقت عددا من الشكاوي التى تطالب بإنشاء الكوبري، لكن الأهالى حين استنفذوا كل محاولاتهم مع المحافظة اتجهوا إلى الهيئة. على الجانب الآخر، نفى أسامة العبد، أحدى مستشاري محافظ الجيزة، أن يكون هناك شكاوي قدمت لبناء كوبري أعلى الترعة، مشيرًا إلى أن المحافظة دائمًا تصلح الجسر، وإن من يهدمه مرة أخرى السكان والفلاحون المتواجدون في المنطقة، حيث يقوموا بعمل فتحات في الجسر من أجل تسهيل مرور المياه وتدريجيًا تؤدي تلك الفتحات إلى انهيار الجسر. وتابع "العبد" أن المحافظة حلت أزمة انهيار الجسر في ال3 مرات التي انهار فيهم، موضحًا أن هناك تعليمات بعدم العبث به، لكن الفلاحين يفعلون ذلك مما يؤدي إلى خراب الجسر تدريجيًا.