ميدان التحرير كانت أمنية الوصول إليه فى مسيرة أو تظاهرة صعبة المنال قبل ثورة يناير، وبالرغم من كل المحاولات التى باءت أغلبها بالفشل من قِبَل المتظاهرين للوصول إلى هذا الميدان الذى يعد أكبر ميادين الجمهورية وأثقلها؛ لما يجاوره من وزارات وهيئات حكومية ولما له من تاريخ مع النضال الشعبي ، إ لا أن أنظار المتظاهرين ما زالت تتجه إليه مع انطلاق الدعوات ل 25 يناير، ورغم عدم إعلان ذلك صراحة، إلا أنهم نفذوا ذلك على أرض الواقع بعد حشد المسيرات، فانطلقوا بلا تردد إلى ميدان التحرير. تاريخ الميدان ميدان التحرير هو أكبر ميادين مدينة القاهرة. سمي فى بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوِ إسماعيل، ثم تغير الاسم إلى "ميدان التحرير"؛ نسبة إلى التحرر من الاستعمار فى ثورة 1919، ثم ترسخ الاسم رسميًّا فى ثورة 23 يوليو عام 1952. ويحاكى الميدان فى تصميمه ميدان شارل ديجول الذى يحوى قوس النصر فى العاصمة الفرنسية باريس، حيث كان الخديوِ إسماعيل مغرمًا بالعاصمة الفرنسية باريس، بل وأراد تخطيط القاهرة على غرار باريس، وإنشاء ميدان يشبه ميدان الشانزلزيه، وبالفعل كانت القاهرة الخديوية والتى تتلاقى شوارعها فى ميدان واسع هو ميدان الإسماعيلية (التحرير) قريبة الشبه بباريس، وأصبح الميدان رمزًا لحرية الشعوب وصمودها. ميدان التحرير مصدر إزعاج السلطات شهد ميدان التحرير عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية، منها أحداث ثورة 1919، ومظاهرات 1935ضد الاحتلال الإنجليزى، كما شهد أول مليونية في عام 1951، وثورة الخبز فى 18 و19 من يناير عام 1977، والتظاهرات التى خرجت رافضة للغزو الأمريكى للعراق، وثورة 25 يناير عام 2011. وانتهت تلك الثورة بإسقاط النظام الحاكم للرئيس محمد حسنى مبارك، وأصبح الميدان رمزًا للمتظاهرين وصمودهم وحريتهم. حيث احتشد ملايين المصريين فى ميدان التحرير فى يوم 28 يناير 2011 يطالبون بتنحى الرئيس المعزول محمد حسنى مبارك، واتخذوا الميدان مقرًّا لثورتهم، إلى أن أعلن نائب الرئيس اللواء عمر سليمان فى بيان رسمى تخلى الرئيس عن منصبه فى مساء الجمعة 11 فبراير 2011، حيث تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد مؤقتًا لمدة ستة أشهر. ومن الجدير بالذكر أن المعتصمين قاموا بعد تنحى مبارك بتنظيفه، واعتصموا فى الميدان حتى إسقاط حكومة أحمد شفيق في 3 مارس سنة2011. التحرير قبلة الثوار دون اتفاق إذا كنت لا تعرف أين تذهب، فكل الطرق تؤدى إلى ميدان التحرير، جمع الميدان جموع الشعب المصرى على اختلاف طوائفه، وأطلق فيه الشباب صرخة واحدة مفادها "ارحل أيها الفرعون الأخير، مبارك أيها المتكبر فى الأرض لقد أعلن الشعب الاعتصام بالتحرير". وكما أن الميدان خلَّف جروح وآلام الشهداء والمصابين للمطالبة بالحرية، فهو نفسه الذى داوى جراح كل المصريين فى 18 فبراير عندما تنحى الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك تاركًا السلطة مرغمًا؛ بسبب مظاهرات ميدان التحرير. فيما شهد هذا الميدان عددًا من المليونيات التى تؤكد شعارات الثورة الأربعة "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية"، فيما شهدت مليونيات أخرى ضد الأنظمة كان آخرها فى 30 يونيو التى خرج فيها الشعب ضد حكم جماعة الإخوان فى عام 2013. محطة مترو السادات مغلقة لحين إشعار آخر ومع تكرار الأحداث التى شهدها ميدان التحرير الذى أصبح قبلة الثوار منذ اندلاع ثورة يناير، لم يجد النظام حلاًّ سوى إغلاق كل الطرق المؤدية إلى هذا الميدان، فقد قام بإغلاق محطة مترو "أنور السادات" التى تعد شريان الحياة للمواطنين البسطاء؛ لأنها الأقرب إلى منطقة "وسط البلد". ورغم الوعود الحكومية المتلاحقة والتى كان آخرها من رئيس الوزراء إبراهيم محلب بقرب فتح المحطة مرة أخرى، إلا أنها حتى الآن لا تزال مغلقة دون أسباب واضحة سوى "التشديد الأمنى" على ميدان التحرير. أسلاك شائكة ومدرعات بميدان التحرير أصبحت التشديدات الأمنية على هذا الميدان تفوق الوصف، حيث إنه أصبح من وجهة نظر النظام قنبلة موقوتة من الممكن أن تفجر ما لا يحمد عقباه فى أى وقت، لذلك كان إغلاقه أريح بكثير للنظام، ومن هنا بدأت التشديدات الأمنية تأخذ مكانها على جميع مداخل ومخارج الميدان، ومع إعلان أي قوى سياسية عن فاعليات تجد أنه من المستحيل الوصول إلى هذا الميدان، حيث يتم إغلاقة بالأسلاك الشائكة مع تواجد أمنى مكثف ومدرعات من قِبَل وزارة الداخلية، فيما بدأت الحكومة الحالية في إعادة تصليح بعض الأشياء التى فسدت وقت الثورة، وأقيم فيه "نصب تذكاري" بدلاً من خيم رافعى مطالب الثورة، وأصبح الميدان لا يسع سوى رجال الشرطة، ولا عزاء للثورة، وأصبح ميدانهم الذى سمع صوتهم الحر يوماً "محرمًا عليهم". شاهد ثورة 1919 بميدان التحرير: شاهد أول مليونية بميدان التحرير 1951: شاهدثورة الخبز عام 1977: