من ميدان الأربعين فى السويس تفجرت شرارة ثورة 25 يناير، وحملت دماء الشهداء التى سالت فى أشهر ميادين التضحية والفداء الرسالة إلى القاهرة ليتحول ميدان التحرير إلى قلب الثورة النابض وأيقونتها فيشعل النار فى كل ميادين مصر لإسقاط النظام وإخماد كل محاولات الأغلبية الصامتة فى ميدان العباسية أو الفلول فى ميدان مصطفى محمود لإخماد الثورة.«التحرير» هو أكبر ميادين مدينة القاهرة، سمى فى بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديو إسماعيل، الذى كان مغرما بالعاصمة الفرنسية باريس وأراد إقامة ميدان فى القاهرة على شاكلة ميدان الشانزليزيه ثم تغير الاسم إلى «ميدان التحرير»؛ نسبة إلى التحرر من الاستعمار فى 1919. شهد الميدان العديد من المواقف التاريخية، بعد العدوان الثلاثى على مصر تحول إلى مكان للحشد والتطوع ضد الاحتلال فى بورسعيد، كما شهد انعقاد أول مؤتمر قمة عربى فى مبنى الجامعة العربية، ومنه انطلقت حشود هائلة من الناس لإثناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن التنحى، وشهد الميدان من جديد أكبر حشد، ولكن هذه المرة لتحية السادات بعد حرب 1973، وعندما كان قادما لإلقاء خطاب «النصر» أمام مجلس الشعب، كما شهد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك وتنحيه عن الحكم فى 11 فبراير 2011 عقب اندلاع ثورة25 يناير. ومن أشهر معالمه الجامعة العربية ومجمع التحرير والمتحف المصرى، ومسجد عمر مكرم، والجامعة الأمريكية، يعتبر ميدان التحرير من الميادين القليلة فى القاهرة ذات التخطيط الجيد الفريد إذ يتفرع منه على شكل شعاع وإليه عدد ليس بالقليل من أهم شوارع القاهرة شارع البستان، شارع محمد محمود، شارع محمود بسيوني، شارع طلعت حرب، شارع التحرير، شارع الفلكى، شارع قصر العينى ويضم مجلسى الشعب والشورى، وشارع شامبليون، وشارع قصر النيل.