في يوليو الماضي بدأ كتاب الورش تجربة جديدة، عبر ليال حكي قدموها في أمسيات رمضانية حملت تيمة "الامتنان"، تنوعت كل ليلة وفق النصوص المقدمة من امتنان للألم.. أو لأشياء أو أفكار كانت تبدو في ظاهرها سلبية، في محاولة لاستكشاف معاني جديدة كامنة وراء المعاني التقليدية للمفردات والأحداث التي نعيشها، وهو أكثر ما يميز ورش الكتابة الأربعة التي انتظمت ضمن هذا المشروع حتي الآن. وكان نتاج آخرها، قبل آيام، عرض «بينج بونج» في بيت السناري الأثري في السيدة زينب، التابع لمكتبة الإسكندرية. في اختيار اسم العرض تأكيد على التفاعل مع خبرات الحياة المتنوعة ومع الجمهور، في تفاعل مباشر ومشاركة حية مع فريق العرض، الذين طوروا آليات حكي تجاوزت ما قدموه في عرضهم السابق، من نمط القراءة المبسط الذي بدأوا به، إلى حالة من الإبداع في صحبة تستعيد بهجة أحد أقدم الفنون التي عرفتها البشرية. 14 حكاية قصيرة يرويها فريق من الفتيات وشابين في عرض يمتد لساعة ونصف، ويربط بين الحكايات تقديم لأحد أعضاء الفريق، عمر سامح، كتبته سحر الموجي، يربط بين النصوص بأفكار و تساؤلات تفتح آفاقًا للخيال، وتترك المتفرج مع حشد من المشاعر والأفكار والأسئلة. تنوعت حكايات العرض بين تجارب حقيقية وتطوير لخيط من الواقع، يمتد إلى دوائر الخيال، ومنها الكوميدي، ويختتمها نص فانتازي مبهج وسؤال حول معنى الإغراء، تطرحه سحر الموجي في "وحياة عينيك"، التي روتها تحية لصوت الفنانة شادية، تتسائل فيها، بطريقتها التي تتميز بتعدد الأصوات، هل للاغراء معني واحد؟ وتخلص إلى أنها تعيش حالة إغراء مع العالم، في فن الاستمتاع بالحياة. «الموجى» قالت للبديل، إن حكى دوم هو تجربة تصل بين المحتوى الإنسانى والإبداعى، وليد ورش تسعي لخلق مساحات تواصل بين الكتاب لتنمية أدواتهم. ومثل كل عمل إبداعى، تتطور الفكرة ولا تقف عند شكل أوقالب محدد، ولهذا تبلورت فكرة الورش إلى عروض حكى يقدمها الكتاب أنفسهم للجمهور يشاركونه من خلالها أسئلتهم عن الحياة. والوصول بنصوصهم إلى الجمهور فى مادة تفاعلية، كنوع من كسر الكليشية المعتاد للمحتوى الثقافي المنعزل في غلاف كتاب أو بين جدران ندوة مغلقة مقتصرة على أصحابها. فالحكايات بإمكانها أن تضم الجميع -كتابًا وجمهورا- فى إطار إنساني واحد دون حاجز أو تفرقة. للروائية سحر الموجي تجارب سابقة، ومتواصلة عديدة، في فن الحكي، بدأتها داخل مجموعات نسوية، أشهرها ليالي "أنا الحكاية" منذ 2009، ومنها مجموعة "البط الأسود" التي قدمت أول عروضها العام الماضي، هذا إلى جانب مشوارها الأدبي الذي حصلت خلاله على جائزة كفافيس الأدبية لعام 2007، عن روايتها «نون»، وتدرس «الموجي» الأدب الأمريكي والإنجليزي بجامعة القاهرة، وتعد وتقدم برنامجًا إذاعيًا أسبوعيًا بعنوان "البحث عن الذهب"، على موجات البرنامج الأوربي المحلي. للمرة الأولي في عروض الورشة، تولى المخرج المسرحي إيمان الصيرفي، إخراج عرضها الأخير، وقال ل«البديل» إنه لم يتدخل كثيرًا في العرض، وفضل الحفاظ على شكل الحالة الحميمية للقاء "مجموعة أصدقاء"، وأجواءه التفاعلية التلقائية البسيطة وهم يتبادلون الحكي ويتفاعلون مع الجمهور ومع حكايات بعضهم البعض والتعليق عليها، ووعد بأن العروض القادمة ستشهد تطورًا أكثر في الآداء والحركة. شريف الهواري أحد أعضاء ورشة الكتابة، قال "كلنا كتاب ولا نمارس العمل الفني أو المسرحي، بدأنا تقديم أعمالنا في صورة الحكي، لنصل إلى مساحة أكبر من الجمهور، بتقديم النصوص في الشكل الجذاب الذي تتيحه حالة الحكي. العرض إخراج إيمان الصيرفي، تدريب: محمد علي وسحر الموجي التى تشارك الحكي، كلا من: نهى عادل، رانيا زهرة، نادين بيومي، شيرين بدر، أحمد سعد، عمر سامح، سمر على، رشا نشأت، مي حمدي، ياسمين رأفت، كارول عقاد.