رغم تحذيرهم مرارًا وتكرارًا على مدى الأسابيع الماضية بالدخول في إضراب عن العمل، حال عدم الاستجابة لمطالبهم، بدأ عمال غزل المحلة إضرابًا عن العمل صباح اليوم الثلاثاء، بعدما أمهلوا إدارة الشركة والحكومة للاستجابة لمطالبهم وصرف مستحقاتهم المتأخرة من الدفعة الأخيرة من الأرباح، البالغة شهرين عن العام المالي 2103 /2014 ، وسرعة البدء في خطط تطوير الشركة، كما وعدت الحكومة وفتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين. بدأ الإضراب عمال الوردية المسائية، التي كان من المقرر مغادرتها الشركة فى السابعة صباحًا، معلنة اعتصامها أمام مقر إدارة الشركة، وانضم إليها عمال الوردية الصباحية، ومن المقرر انضمام الورديات تباعًا. قال محمد مصباح، أحد عمال غزل المحلة ل"البديل": إنهم رفعوا مطلب ضرورة تطهير الفساد من الشركة، وتنفيذ وعود رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وقت زيارته بالشركة، بإعادة هيكلة الأجور بالشركة، مضيفًا أن ما أثار غضب العمال وأشعل فتيل الاحتجاج هذه المرة الهجمة الشرسة التي يشنها الإعلام ضدهم، من جانب المذيعين بالفضائيات، كان آخرها توفيق عكاشة الذي قال: إن العمال لا يستحقون الأرباح والشركة خاسرة، وشن، ما أثار حفيظة العمال . وأكد فيصل لقوشة، أحد القيادات العمالية بالشركة أن العمال انتظروا صرف باقي الأرباح، التي كان من المفترض صرفها في شهر نوفمبر الماضي، إلَّا أنه حتى الآن، لم يصدر حتى منشور بموعد صرفها، إضافة إلى قرار وزير الزراعة برفع الدعم عن زراعة القطن المصري ما أثار غضب العاملين، حيث إنه يؤكد أن خطط تطوير الشركة مجرد كلام. كان المئات من عمال الشركة البالغ عددهم25 ألف عامل قد نظموا أمس الأول وقفة احتجاجية لمدة ساعتين؛ للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية وتطوير الشركة، إلَّا أن أي من المسئولين لم يتحرك فقرر العمال الإضراب. من جانبه أرسل عبد الفتاح إبراهيم، رئيس النقابة العامة لعمال الغزل والنسيج، بخطابين لكل من وزير الاستثمار أشرف سالمان ووزيرة القوى العاملة الدكتورة ناهد العشري يناشدهما خلاله بسرعة توفير الدفعة الأخيرة من المكافأة السنوية لعمال الغزل والنسيج، من بينهم عمال غزل المحلة المتظاهرون داخل الشركة منذ الصباح. وكان قد حذر القيادي العمالي بشركة غزل المحلة ناجي حيدر في تصريحاته ل"البديل" في 6 يناير الماضي، من اندلاع مظاهرات جديدة بالشركة؛ بسبب تجاهل إدارة الشركة تنفيذ ما وعدت به في حضور رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب في مارس 2014 أثناء زيارته للشركة، مضيفًا أنه كان من المقرر صرف الدفعة الرابعة والأخيرة من مستحقات العمال في الحوافز والأرباح يوم 31 – 12 الماضي، لكن حتى الآن لم يتم صرفها، رغم دخول عيد الميلاد المجيد على الإخوة المسيحيين بالشركة دون صرفها . وناشد حيدر وقتها رئيس الوزراء سرعة التدخل للصرف الفوري قبل تصعيد الأزمة بين العمال، حتى لا تشتعل الوقفات الاحتجاجية بالشركة من جديد، إلَّا أن الحكومة وإدارة الشركة لم تستجب لمطالب العمال بل وزاد استفزازهم عبر الإعلام، ما دفعهم لتنفيذ تهديدهم.