كشف وزير الخارجية المصرية "سامح شكري" عن ملامح التوجه الدبلوماسي خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن الوزارة ستواصل العمل بنفس الفاعلية والعمق لدعم العلاقات الدولية فى محيطنا المباشر والدولي، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع قضايا مثل العراق ومكافحة الإرهاب وليبيا، مضيفًا أن هدف الوزارة هو توازن علاقات مصر مع الشركاء الحاليين، وتوسيعها مع الشركاء التاريخيين مثل روسيا، وكذلك تعزيز العلاقات مع الصين. وأضاف الوزير المصري خلال لقاء عقده مع عدد من الصحفيين الدبلوماسيين بمناسبة اقتراب العام الميلادى الجديد، حيث تم استعراض الانجازات التي تحققت خلال العام الماضي وما تتطلع الخارجية إلى تنفيذه خلال الفترة المقبلة. مصر وإعمار غزة وحول عدم التزام المجتمع الدولي بتعهدات المقدمة لإعادة إعمار غزة قال شكري إن تعهدات مؤتمر غزة لم يتم الوفاء بها نظرا لعدم ثقة المجتمع الدولي الذى قدم هذه التعهدات بأن هناك حلا دائما للوضع لأن المفاوضات غير المباشرة تعثرت بين إسرائيل وحماس على خلفية التصعيد الذى حدث وعدم وجود الإرادة السياسية الكافية لدى الطرفين. وأضاف أنه كانت هناك وبدون شك مؤثرات خارجية قد أدت لذلك أيضا، مشيرًا إلى أن هناك رغبة من مصر والنرويج بوفاء الأطراف بتعهداتها قائلا: إن هناك زيارة لمصر سيقوم بها وزير خارجية النرويج فى يناير المقبل للاجتماع بيننا ومع نائب رئيس وزراء فلسطين لتقييم الموقف والحديث عن كيفية الوفاء بهذه التعهدات. وأضاف أن المفاوضات كان يجب أن تسفر عن استمرار وقف إطلاق النار ولكن كذلك آلية لمتابعة الحوار وكانت هناك آلية أخرى صاغها مبعوث الأممالمتحدة لكنها غير متكاملة ولا تلبى مطالب الشعب الفلسطينىبغزة. وقال شكرى إن المجتمع الدولى يرهن مساهماته بالسلطة الفلسطينية ولديه ثقة فيها ولديه رغبة أن يتم اعادة الاعمار من خلالها وأن يكون هناك اليات لمراقبة اعادة الاعمار واستعادة القوات الاوروبية المشرفة.. وكل ذلك يتطلب اتفاقا بين الجانب الفلسطينى الممثل فى وفد متكامل من كل الفصائل والجانب الاسرائيلى، مشددًا على أن الفلسطينيين فى حاجة شديدة لاعادة الاعمار ولكن لابد من الارضية والمناخ اللازمين للدول للوفاء بالتزاماتهم. مصر في مجلس الأمن وحول جهود الدبلوماسية المصرية للفوز بمقعد غير دائم في مجلس الأمن، قال "شكري" إن الحملة المصرية مستمرة، وهناك بوادر إيجابية وتأييد من عدد كبير من الدول وخطة للتعريف بدور مصر الإيجابي في الإطار المتعدد إقليميا ودوليا، وأضاف "إننا لم نلتق بطرف إلا ويرحب بهذا الترشيح، وبمشيئة الله يعتمد الترشيح المصري بالقمة الإفريقية، وهناك سلسلة جولات وترويج قبل الانتخابات المقررة في شهر أكتوبر القادم. وأضاف أنه بحث مع وزير خارجية إسبانيا – التي ستصبح عضوا غير دائم في مجلس الأمن اعتبارا من يناير المقبل – هذا الأمر وقد عبر الأخير عن رغبة بلاده في الاستفادة من الرؤية المصرية حيال القضايا الإفريقية والإقليمية. مصر وسوريا فيما يتعلق بالدور المصري الهادف لحل الأزمة السورية، أكد "شكري" أن هناك توجها لعقد لقاء يجمع الأطياف المختلفة في المعارضة السورية بالقاهرة، ليتم التحضير للاجتماع الذي سيعقد في موسكو، مضيفًا أن مصر تتواصل مع كل الأطراف، كما لديها تواصلا مع كل الأطراف الدولية والإقليمية المهتمة بالشأن السوري، مشددا على حرص القاهرة على وحدة سوريا والتوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة. وحول التقارير التي تتحدث عن رفض المعارضة السورية مبادرة روسيا، قال شكري إن روسيا دعت لاجتماع للمعارضة وفتح مجال للحوار بين المعارضة والنظام السوري وهناك تقبل من المعارضة للذهاب ولم يعترضوا، وروسيا بالطبع دولة مهمة لها اتصال مباشر بالوضع فى سوريا، وهناك تفاعل من المعارضة لهذه الدعوة ويجب ألا يترك باب دون أن تتم محاولة تفعيله إذا كان يؤدي لتحقيق مصلحة الشعب السوري. سد النهضة وحول آخر التطورات التي وصل إليها ملف سد النهضة، قال وزير الخارجية "سامح شكري" إن القيادة المصرية تدرك مخاطر سد النهضة، مؤكدا أن إدارة المفاوضات تتم على المستويين الفني والسياسي، وأضاف أننا قد تجاوزنا فكرة أن لا يقام السد ولكن الحديث الآن عن تأثيره وكيفية التعامل معه، موضحا أنه من غير المقبول أن يؤثر السد على مصر وأن هناك نطاقا للمفاوضات على المستوى الفني مستمرة وتقارير دولية ستصدر من قبل جهة دولية محايدة لتحديد هذه الآثار وسيكون هناك تقدير لهذه الدراسات وكيفية أخذها فى الاعتبار. وأشار وزير الخارجية إلى أننا الآن فى مرحلة بناء ثقة وكيفية تفعيل مبادىء عدم الإضرار بجانب شق التنمية من خلال العلاقات المصرية الاثيوبية والقدرة على الاستثمار والاستفادة من الفرص التنموية في إثيوبيا، موضحا أن عملية البناء على أساس أن يتم التوافق والوصول لتفاهم مبنى على أسس قانونية وشرعية دولية وعلاقات ثنائية، مؤكدا الاهتمام بالعلاقات الإيجابية بين البلدين، خاصة بعد اجتماع القمة فى مالابو والاجتماع الثاني فى نيويورك، واجتماع اللجان الفنية واللجنة المشتركة وخطوات ارتكاز أخرى تؤشر إلى الاتجاه السليم وأن هناك حلولا وإمكانية التوصل إلى حلول للقضايا المثارة. مصر وأمريكا وحول تطور العلاقات المصرية الأمريكية في الفترة الأخيرة، أكد الوزير أن الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن قائم، لكن تم تأجيله بسبب ارتباطات وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" على أن يتم تحديد موعد استئناف الحوار خلال الفترة القريبة المقبلة وبعد فترة الأعياد الحالية، معربا عن تطلعه لوجود تواصل مستمر بين البلدين، مشيرا إلى التنسيق بين الرئيسين "عبد الفتاح السيسي" و"باراك أوباما" عبر الاتصالات الهاتفية لاستعراض القضايا الملحة ذات الإهتمام المشترك، حيث تمت مناقشة التوجهات المستقبلية وتنسيق القضايا الإقليمية والدولية. وأشار "شكري" إلى وجود اتصال وثيق مع نظيره الأمريكي "جون كيري"، واصفا العلاقات المصرية الأمريكية بالمهمة، حيث قال " لا أتصور وجود رغبة لدى أي من الطرفين في إهمال العلاقات ولابد أن تتم في إطار مفهوم مشترك وبما يضمن متانة العلاقات"، موضحا أن العلاقات المصرية الأمريكية شهدت تطورا كبيرا منذ لقاء "السيسي" مع "أوباما" سبتمبر الماضي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. مصر والصين أوضح "شكري" أن العلاقات المصرية الصينية تم توثيقها من خلال زيارة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" إلى بكين، مشيرا إلى أن التعاون المصري الصينى سوف يكون تعاون مثمر، وسيحقق الاستفادة المشتركة في مجال التكنولوجيا والتطوير والسكك الحديدية على وجه التحديد. مصر وقطر قال "شكري" إن العلاقة مع قطر هي علاقات مع دولة عربية وتختلف عن علاقاتنا مع تركيا لأن العلاقات مع العرب تفوق المصالح، ويتضح أن هناك رغبة لتجاوز الفترة وبناء جسور من التواصل بين مصر وقطر، تتسق مع رغبة الشعبين، وبالتأكيد لابد أن يأخذ هذا التوجه شكلًا عمليًا في إطار تنفيذ سياسات تتسق مع الإطار العربي العام. وأوضح أن جميع الدول العربية بما فيها بلدان المغرب العربي والسودان هي داعمة لمصر والمسار المصري نحو تحقيق نظام سياسي واجتماعي واقتصادي يسهم في استقرار المنطقة العربية والأمن القومي العربي هو الأساس. مصر وتركيا وفيما يخص تركيا، شدد وزير الخارجية على أن مصر لم تبادر في أي وقت من الأوقات باتخاذ موقف سلبي تجاه تركيا، وهناك رسائل متضاربة ومتناقضة تظهر من تركيا ولا نعرف من يعبر عن الموقف التركي، ولا يجب أن نضيع من جهدنا في أن نحاول أن نرد على إساءات باتت مستهجنة على مستوى العالم وهو ما عكسه فقدان تركيا لمقعد في مجلس الأمن مؤخرًا. وأضاف أن "كل ذلك يجعلنا ننتظر إلى حين أن تكون هناك رسالة مستقرة مؤكدة تؤدي إلى عودة العلاقات القوية بين الشعبين المصري والتركي، أما السياسة التركية فربما هي مدفوعة بفكر عقائدي ووجهة نظر تهدف إلى تحقيق مصلحة على حساب المنطقة العربية ومصر.. وبدون شك هذه السياسة ليست إيجابية ولا تسهم في تحقيق التقارب بين البلدين، ولكن عندما تأخذ منحنى آخر فسيكون لدينا الاستعداد للتفاعل الإيجابي".