في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك بين طرفي النزاع بليبيا، ويعلو صوت القصف فى جميع أنحاء البلاد، تظهر تقارير إعلامية تتحدث عن طلب أمريكا من عدة دول عربية تقديم تسهيلات عسكرية بهدف القضاء على تنظيم «داعش» في ليبيا. أرض المختار الغنية بالنفط والثروات باتت هي الأخرى بسبب النزاع الداخلي وعدم التوافق بين الأطراف الليبية فريسة ثمينة لوقاحة السياسة الأمريكية الاحتلالية التي تريد العبث بمقدرات المنطقة، بحجة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي نشأ تحت أعين الاحتلال الأمريكي فى العراق. داعش فى «درنة» ومؤشرات التدخل الغربي درنة مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط شمالي شرق ليبيا، وهي من أكبر الأودية الكبيرة في ليبيا، معروفة بأنها مركز تجنيد للمقاتلين الذين شاركوا في حروب العراق وأفغانستان وسوريا، ومع ظهور بعض أفراد "داعش" في مدينة "درنة" الليبية وهم يتجولون في شوارعها، ازدادت التكهنات حول قرب التدخل العسكري في الجمهورية الليبية، بحجة مطاردة "داعش"، على خطى تصريحات التحالف الدولي والولاياتالمتحدةالأمريكية حينما قالوا " سنطارد داعش في كل مكان". الانعكاسات المحلية لظهور داعش جاءت ردود الأفعال المحلية متباينة بعدما أعلن «مجلس شورى شباب الإسلام»، في درنة، مبايعته ل "داعش" ودعا المجلس الذي أعلن "إمارة إسلامية" في درنة، إلى تجمّع جماهيري في "ساحة الصحابة" وسط المدينة، لإبلاغ السكان بقرار "المبايعة". وأتى إعلان مقاتلي درنة مبايعتهم «داعش» بضغط من أبرز تنظيماتهم وهو «أنصار الشريعة»، وسط حديث عن وجود جدل بينهم وبين قياديين في «الجماعة الليبية المقاتلة» المنحلة الذين طالبوا بتأجيل هذا الإعلان إلى حين حسم معركة مطار بنينا في بنغازي. وشكل بيان المبايعة مخاوف لدى ما يعرفوا بثوار ليبيا، المناهضين للواء المتقاعد خليفة حفتر، من قوات فجر ليبيا، وبعض القوى التي أسقطت نظام معمر القذافي، فضلاً عن تخوفات برلمان طبرق والحكومة المنبثقة عنه وقوات الجيش الموالية لها التابعة لحفتر. مخططات غربية طلبت الولاياتالمتحدةالأمريكية من الجزائر وتونس ومصر تسهيلات عسكرية لضرب تنظيم "داعش" في ليبيا حيث نقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية اليوم عن مصدر جزائري مطلع، أن الجزائر تلقت طلبين من الولاياتالمتحدة الأول تقديم تسهيلات للتحالف الدولي، ومن بين هذه التسهيلات فتح المجال الجوي والسماح بمرور طائرات حربية وبالهبوط الاضطراري للطائرات الأمريكية في قواعد جوية وإجلاء المصابين والجرحى أثناء عمليات القصف الجوي الذي يتم التخطيط لها، والطلب الأمريكي الثاني هو التدخل العسكري المحدود لقوات جزائرية ومصرية في ليبيا تحت غطاء من الأممالمتحدة. ومن قراءة ذلك بات واضحًا أن ما تشهده البلدان العربية من اقتتال داخلي واضطرابات وتخبط في هذه المرحلة نتاج للمخططات التي يقودها الغرب تجاه الدول العربية، وخير دليل على ذلك ما يحدث في العراق وسوريا ومستقبلاً في ليبيا إذا لم تحد الدول العربية وخاصة الكبرى منها من التدخل الغربي فى المنطقة. فظهور داعش في ليبيا في هذا التوقيت لغز، فكت شفراته في الساعات القليلة الماضية، عندما نشرت هذه التقارير التي تبرر التدخل والجرائم التي يرتكبها الغرب في حق الشعوب العربية ، بحجة مكافحة الإرهاب.