جرائم الإبادة البشرية الواسعة التي يقترفها حلف الناتو العدواني على العديد من مناطق العالم فاقت كل التصورات، فطائرات الحلف تقصف المدنيين بدون توقف، في البداية تم تأسيس منظمة حلف شمال الأطلسي منذ 65 عاما، بعد توقيع الميثاق في عام 1949، أعلنت الدول الأعضاء الأصلية والتي أتت وطأة الولاياتالمتحدة، الحفاظ على السلام والدفاع عن أوروبا الغربية ضد التهديد المفترض من أي عدوان عسكري، ولكن مع اشتداد الحرب الباردة والانقسام السياسي في ألمانيا، تم أخذ الخطوات المبدأية من قبل واشنطن وبريطانيا عبر إعادة تسليح الدولة الألمانية الغربية الجديدة. وفي هذا السياق، يقول موقع "جلوبال ريسرش" البحثي، إن الجميع يعرف أن حلف الناتو تم تأسيسة عسكريا لمواجهة الاتحاد السوفيتي، ويفترض أن الحلف يكرس طاقته لقضة السلام في الدول الصغيرة التي تشمل الحلف، وكان من بين الدول الموقعة، بلجيكا، هولندا، لوكسمبورغ، فرنسا، المملكة المتحدة، البرتغال، ايطاليا، النرويج، الدنمارك، أيسلندا وكندا والولاياتالمتحدة. ويضيف الموقع أن قبل انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، قد اتسعت عضوية حلف شمال الأطلسي خارج الموقعين الأصليين لتشمل اليونان وتركيا (1952) وألمانياالغربية (1955) واسبانيا (1982)، حدث أول توسعة في أوروبا الشرقية في عام 1990 مع إدراج جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة في ألمانيا الموحدة، ومنذ ذلك الحين تزايدت الدول إلى اثنى عشر، وانضم معظمهم من أعضاء سابقين في دول حلف وارسو، منذ البداية سيطر هذا التحالف من جانب الولاياتالمتحدة، ويفترض التزامها بالدفاع عن الدول الديمقراطية ومطالبتها، ولكنها كذبت لإدراجها دول ذات نظام فاشي، كالديكتاتورية العسكرية في اليونان وتركيا، والنظام الفاشي في البرتغال. ويشير الموقع إلى أن حكومات حلف الناتو دخلت في دعاية الحرب الباردة بسبب التهديد السوفيتي، في عام 1916 كتب "فلاديمير اليتش لينين" في زيورخ أطروحته الموسومة الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية، بين فيها دور رأس المال في تحقيق أرباح أكبر بالارتباط بالإمبريالية الاستعمارية كآخر مرحلة في تطور الرأسمالية. ويلفت الموقع الكندي أنه من أجل أن تجني الرأسمالية أرباح أكبر من تلك التي تجنيها في الأسواق المحلية فإن اندماج البنوك والاحتكارات الصناعية ينتج رأس المال المالي والذي يتم تصديره واستثماره في البلدان ذات الاقتصاديات المتخلفة مما يقود إلى تقسيم العالم بين الشركات الاحتكارية للقوى العظمى، وفي سبيل استعمار البلدان النامية يتكامل نشاط الشركات مع حكوماتها في صراع جيوسياسي حول الاستغلال الاقتصادي لأكبر مساحة جغرافية من العالم ومن سكانه، لهذا فالإمبريالية هي أعلى مراحل الاستعمار تحتاج لاحتكار العمل والموارد الطبيعية وتصدير الرأسمال المالي عوضا عن السلع لاستمرار الاستعمار الذي هو عمل أساسي لذلك الطابع الاقتصادي. ويوضح "جلوبال ريسيرش" أن الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية شهدت صراع من نوع جديد تمثّل بالحرب الباردة بين الكتلة الاشتراكية من جهة بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق وبين المعسكر الغربي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة أخرى، وقد اتسمت هذه الفترة بالرغم من قيام الأممالمتحدة وهيئاتها المختلفة بالحروب المحلية والثورات الوطنية ، إلا أن الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية فرضوا على العالم نظام دولي جديد سادته من حيث الشكل ثنائية قطبية بين جبارين يملكان ترسانة من الأسلحة النووية والكيماوية والأسلحة التقليدية، وفرضت على هذه المرحلة سياسة توازن الرعب ، وخلقت داخل الأممالمتحدة نظاما لإدارة العالم من خلال مجلس الأمن الدولي وإعطاء الحق للأعضاء الدائمين، وهم، الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتي وبريطانيا وفرنسا ولاحقا الصين الشعبية حق الفيتو، أي حق إبطال القرارات داخل مجلس الأمن وفق مصالح هذه القوى العظمى. لقد سارعت الإمبريالية الأمريكية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، والتململ الذي ساد أوروبا الغربية في اليونان وفرنسا وإيطاليا، ونمو الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في هذه البلدان، والخوف من أن تتحول نحو الشيوعية ويتقدم الاتحاد السوفييتي لاحتلاها بإقامة مشروع "مارشال" لإنعاش أوروبا اقتصاديا، كما قامت بإنشاء منظمة حلف شمال الأطلسي في عام 1949 بموجب معاهدة شمال الأطلسي في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، وتعاهدت هذه الدول على الدفاع المشترك عن بعضها ضدّ أي هجوم محتمل من الاتحاد السوفييتي. الإمبريالية نفسها في أخر عقدين من القرن العشرين وعلى االأخص بعد انهيار دول المنظومة الاشتراكية في بداية التسعينات، تحولت تدريجيا مع تحول النظام الرأسمالي العالمي، من نظام يقوم على رأسماليات مختلفة في الدول القومية المختلفة، إلى رأسمالية واحدة عابرة للحدود همها تفكيك الدول وإضعافها، وإعادة صياغة العالم من جديد، بناء على شروط هيمنتها الجديدة فيما بات يعرف باسم العولمة. والعولمة هي اندماج الاقتصادات الوطنية والمحلية في شبكة عالمية واحدة، تسيرها في النهاية مصلحة الرأسمالية الإمبريالية العالمية كطبقة وكنظام، وبات العدو الرئيسي لتلك العولمة هو كل قلعة مستعصية، وكل حركة، وكل حالة سياسية، تحاول أن تخط لنفسها طريقا مستقلا وأن تنأى بنفسها عن المنظومة الإمبريالية العالمية. ونلاحظ هنا أن حرب الإمبريالية، دوما تحت يافطة "الديموقراطية" و"حقوق الإنسان"، هي ضد مفهوم "الاستقلال"، و"السيادة"، وأي مشروع للتطور المستقل، وليس ضد الأديان أو الحركات العمالية في الدول الإمبريالية نفسها، أو ضد أي مشروع إصلاحي محلي، أو ضد أي شيء من هذا القبيل ما دام لا يقف عائقاً في وجه الاندماج "الديموقراطي" في النظام الرأسمالي العالمي.