أثار قرار حزب البناء والتنمية والجماعة الإسلامية الأخير بعدم النزول للتظاهر يوم 28 نوفمبر تلبية لدعوة الجبهة السلفية تحت شعار الثورة الإسلامية، العديد من التساؤلات، أهمها هل يخطط الحزب والجماعة للانسحاب من تحالف دعم لشرعية؟ أم أن فرص حله وحظره أقرب للتحقيق؟. "الشاطر" صاحب الكلمة قال وليد البرش، مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، إن قرار انسحاب حزب البناء والتنمية من تحالف دعم الشرعية ليس بأمر قيادات الحزب، وأن جماعة الإخوان وحدها تملك اتخاذه، موضحا أن دعم خيرت الشاطر للجماعة الإسلامية ب20 مليون دولار لتأسيس الحزب، كافي لكي يضع مصيرهم بيد مكتب الإرشاد. وأضاف "البرش" ل"البديل" أن قرار الحزب والجماعة الإسلامية بعدم المشاركة في تظاهرات الجبهة السلفية التي دعت إليها يوم 28 نوفمر تحت شعار"انتفاضة الشباب المسلم"، ربما يكون مؤشرا وبداية تهيئة للرأي العام للانسحاب من التحالف بعدما أثبت فشله في القيادة بعد إلقاء القبض على المشاركين في دعواته وحل حزب الاستقلال الراعي لمؤتمراته. وأوضح أن الإخوان لا تريد أن تظهر التحالف بأنه فشل وتساعد على تفكيكه تدريجيًا على يد حزبي الوسط ومن ثم الوطن، والآن الدور على "البناء والتنمية"، خاصة بعد إنشاء المجلس الثورى المصري الذي يتم إعداده لكي يكون بديلًا للتحالف. تحقيقات "أمن الدولة طوارئ" تهدد بالحل وعن فرص حل الحزب، قال مؤسس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، إن نيابة أمن الدولة طوارئ بصدد الانتهاء من تقريرها النهائي بشأن حل "البناء والتنمية"، المبني على سماع أقوال شهود المنشقين عن الحزب والجماعة، وعلى رأسهم ربيع علي شلبي، ومن ثم سترفعه إلى المحكمة الإدارية العليا. وتابع "البرش"أن فرص حل حزب البناء والتنمية خلال حكم "الإدارية العليا" كبيرة، خاصة بعد تقديم 15 مخالفة قانونية في حق الحزب مدعمين بالمستندات والفيديوهات اللازمة لتأكيد صحة الشهادات. حيرة الانسحاب تحسمها الجبهة الإصلاحية من جانب آخر، رأى كمال حبيب، الباحث في الحركات الإسلامية، أن حزب البناء والتنمية متردد في حسم أمره بشأن الانسحاب من تحالف دعم الشرعية أو البقاء، في ظل وجود تيارين مختلفين بداخلة ما بين رافض للإخوان وممارستهم وهو الإصلاحي، وبين مرحب وداعي لهم وهم الهاربون خارج مصر. وأكد "حبيب" أن جميع قوى الإسلام السياسي في مصر ليس لديها فرص قوية للدخول فى الحياة السياسية عن طريق البرلمان، خاصة في ظل الخصومة بين الشعب والإخوان وحلفائهم. وحول عدم حل حزب البناء والتنمية وذراعه الجماعة الإسلامية طوال تلك الفترة أسوة بحزب الاستقلال الذي صدر قرار بحظره مؤخرًا، أشار "حبيب" إلى أن التيار الإصلاحي داخل الجماعة، الذي يتزعمه عبود الزمر الرافضين لأفكار وممارسات قادتهم الهاربين خارج مصر، شعرة معاوية التي تمنع الدولة من حل الحزب عسى أن يفلحوا في محاولتهم لإقناع الطرف الآخر بتغيير وجه نظرهم ومواقفهم العدائية تجاه الجيش والنظام الحالي.